عـيـدٌ وألـم
إب نيوز ٢٦ يوليو
نـوال عبدالله
قبل سبعة أعوام كان العيد يُطل علينا بثوبه البهيج، يتبادلون الناس التهاني وقلوبهم مفعمة بالسعادة، فكان زائر العيد، يحمل معهُ الفرحة والسرور، أما الآن أصبحت فرحة العيد شبه معدومة؛ فسبعة أعوام من العدوان، والدماء تجري في أرض اليمن، كنهر الفرات ودجلة، والأشلاء مُتناثرة، أجسادٌ طاهرة قُتلت، وبعضهم تم بترأعضائهم، فأين فرحة العيد ؟! علها تحاول أسعادنا بعد تلك الأحداث المريرة؟!
يعود زائر العيد وكله حزن وشجون متسائلاً: أين بقية أفراد المنازل فكل عام آتي؛ لأجد أعدادكم في تناقصٍ، والقلوب مكلومةٍ، وأُناس قُتلوا بدون ذنباً يُذكر؛ جراء عدوان بربري غاشم، وأكثرهم تركوا منازلهم حملوا بنادقيهم؛ فلتحقوا بجبهات العزة والكرامة؛ليرحلوا لحماية الأرض، والعرض، كيف يكون عيدٌنا عيد سعيد، وللعام الثاني على التوالي، وعيد الأضحى يأتي مع تَمزق أفئدة المسلمون؛ لحرمانهم من أداء شعيرة الحج؛ وليتم تعطيل الركن الخامس من أركان الإسلام، وعلماء الأمة حل الصمت جوارحهم؛ ليصبحوا صُمً بُكمً، وعمياناً فهم لايبصرون.
ابتدأ بني سلول مسلسلهم الإجرامي بمجزرة تنومة، حيث حاولوا إخفاء أعداد مُألفة من حجيج بيت الله، فمنهم من قُتلوا ومنهم من ذُبحوا، إنهاجريمة نكراء يندى لها جبين الإنسانية، وهناك مجازر أخرى لاتُعد ولاتحصى، يحاولون من خلالها بني سلول إيقاف فريضة الحج، بطريقةٍ مخطط لها مسبقاً وهذه الأعوام كانت الحجة في إيقافه وباء لايُكاد يرى بالعين المُجردة، كل ذلك بأوامر من الحية الخبيثة، والجرثومة السرطانية، أمريكا من تدّعي أنها راعية السلام.
لماذا لم يوجد الوباء إلا داخل البيوت المقدسه بالذات ؟! أما المراقص فحشود متزاحمة، والملاهي وفود متكاثرة، والحفلات حدث ولا حرج، كيف يكون العيدُ عيدٌ وحجاجنا بلا حجيج؟! وممراتُ البيت العتيق فارغة، والساحات هادئة؟! والقلوب مكلومة، ومتألمة حنيناً وشوقاً لكعبةِ الله، والجوارحُ تنزف وجعاً، والآهات تقّطع القلوب ألما، وتتمزق معها الأوردة والشرايين.
إن لهيب الفؤاد يشعل نيراناً غاضبةً؛ مستنكرة جراء ذلك الصمت المخزي، الذي التحف به من أسموا أنفسهم علماء الإسلام والدين؟! فلن تهنى لنا أعياد، إلا وقد تحررت مكة من أيدي الطغاة والمستكبرين، رجال الله في الميدان لكم بالمرصاد عازمين متوكلين على الله؛ لتحرير مكة.