يوم الولاية وسنوات الإمتحان
إب نيوز ٢٧ يوليو
خلود الشرفي
يقول الله سبحانه وتعالى في محكم الذكر المبين : ( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغَالِبُونَ ) من سورة المائدة- آية (55_56).
وقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم :(( من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله )).
وفي ظلال هذه الآيات المباركة ، والحديث النبوي الشريف نعرف أهمية يوم الولاية ، وعظمة تلك المناسبة، ودورها الهام في تنوير الناس وتثقيفهم ، و أثرها في حياتهم العامة والخاصة ،ولو أن الناس التزموا بهذه الآيات فقط ، لو أنهم عملوا بهذا الحديث لعاشت الأمة في عز ونصر ، ترفرف عليها رايات العافية والسلامة في دينها ودنياها .
نعم; نعود ونؤكد من جديد لو أن الأمة الإسلامية التزمت بهدى الله ورسوله لتنزلت عليهم السكينة وغشيتهمُ الرحمة وذكرهم الله سبحانه وتعالى فيمن عنده .
ولكن ..
أنى هذا وفي أساط الناس في كل زمان ومكان الكثير من أوباش البشر وأعوان الشياطين ،
لماذا لم يلتزم الناس بهدى القرآن العظيم ، وقد أُنزل غضاً طرياً بين أظهرهم ؟!
وماذا يضيرهم لو أنهم طبقوا تعاليم الشرع وأوامره ؟!
وهل هناك من يدبر في الخفاء لانتظار الفرصة السانحة بوفاة الرسول الكريم صلى الله عليه و آله لتقويض أمر الأمة بعد أن كان قد انتظم العقد ، واجتمع شمل المسلمين على بيعة الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عليه السلام ؟! .
لاريب أن الأحداث المتسارعة التي أعقبت وفاة النبي الأكرم صلوات الله عليه و آله قد فضحت النوايا المبطنة ، وأظهرت خبيئة النفوس وماتخفي الصدور ، وصقلت معادن القلوب ، فأما مؤمن صريح باقي على العهد والميثاق ، مؤثرا طاعة الله ورسوله وأوليائه على هوى النفس ، ومراوغة الشياطين ..
أو منافق صريح قد امتلأ قلبه قيحا وغيضاً وحسدا لأهل هذا البيت الطاهر ؛ فتراه يكيل التهم ، ويتشدق بالأحاديث المفتعلة لعله يمحو نور النبوة ، ويغطي الشمس الوضيئة ، ويأبى الله إلا أن يُتم نوره ولو كره الكافرون .
وهل ينكر فضل أهل البيت احد ، وهل يغمط حقهم إلا جاحد مستكبر ؟! كيف ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم مازال يشيد بالإمام علي في كل موقف ، وكل واقعة ، وكل مناسبة ، ولايفتأ يذَّكر الناس بفضل الإمام علي ، ومقامه الرفيع عند الله سبحانه وتعالى، وعند رسوله الكريم صلى الله عليه و آله.
إن الحق أبلج ، واضح وضوح الشمس في رابعة النهار ، وإن للنفوس خبيئة لا يعلمها إلا الله سبحانه و تعالى ولكن تظهر النوايا في الأقوال والأفعال ، فتهدي أما إلى الجنة أو إلى النار .
.والعاقبة للمتقين.