تأملات في ( هذا )
إب نيوز ٢٧ يوليو
أمة الرزاق جحاف
فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَىٰ (117) عندما أراد الله عز وجل أن يحذر سيدنا أدم عليه السلام من الشيطان الرجيم قال له (إن (هذا ) عدو لك فحذره ‘ لا تقترب منه’ لا تلتفت إليه حتى لا يخرجك أنت وزوجك من الجنة وتكون النتيجة شقائكما فبين له العدو وغايته التي سيسعى إلى تحقيقها بإغوائه.
وعندما أراد الله سبحانه وتعالى أن يختبر طاعتهما له وتسليمهما لأوامره حدد لهما شجرة معينه وحذرهما من الاقتراب منها فقال لهما ولا تقربا (هذه) هذه الشجرة فتكونا من الظالمين, فلا يظلمان نفسيهما بما سيحل بهما من عقاب.
وإن ( هذا ) القرآن يهدي للتي هي أقوم فاسم الإشارة هذه دائما لا تستخدم في الاشارة لتحديد شيء قد يكون محل خلاف أو وجهة نظر وإنما لتحديد وتوضيح مالا يحتمل الخلاف أو التأويل، إن هذا عدو وإن هذا القرآن ومن هذا المنطلق عندما قال الرسول صلوات الله عليه وعلى آله يوم غدير خم ومن على منصة الأقتاب التي أعدت له وللأمام علي عليه السلام وفي شمس الظهيرة وفي وسط الجموع الغفيرة إن الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من أنفسهم، اللهم من كنت مولاه ( فهذا ) علي مولاه، وكأن الرسول في تلك اللحظة اللتي اختتم بها مهمته كخاتم للمرسلين و تحديد الوصي،وفقا لأمر الله – الذي قال فإن لم تفعل فما بلغت رسالته ـ كأنه قد وضع الحل الذي سيواجه ذلك العدو الضد للشيطان، الذي قال الله عنه إن هذا عدو لك فمن أراد أن يحذر هذا العدو عليه أن يتبع هذا الولي، وكأن المسيرة الإيمانية التي بدأت بتحذير أبو البشر وزوجته من الشيطان في بداية الحياة ، واختتمت مع خاتم المرسلين بتحديد الحل، من كنت مولاه فهذا علي مولاه طبعا بما سبقته من ارهاصات ومقدمات قرآنية ((إنما وليكم الله ورسوله والذين ءامنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون))و جاءت جملة وهم راكعون لتحديد الشخص المقصود بهذا الوصف وكل عيد ولاية وأنتم بخير.
.