رسالة لكما ولهم ولنا !

إب نيوز ٢٨ يوليو

عبدالملك سام

* مع احترامي للجميع : جميعكم أطفال !! وما تفعلونه اليوم يمثل أنانية صبيانية هدامة ، وما كنت أتمنى أن أكتب هذا المقال ، فلدي الكثير من المناسبات والمواضيع المهمة لأكتب عنها ، ولكننا منذ مدة لم نعد نسمع سوى ضجيج المعركة الكلامية القائمة بين جماعتين طفوليتين ، ومن المؤسف أن ما يجري استهوى العديد من الاعلاميين والسياسيين ، وخرجت الطباع الطفولية لديهم ليرمي كلا بدلوه في مماحكات ليس هذا مكانها ولا آوانها ، وكان الأجدر بالجميع أن يتحلوا بشيء من المنطق بدل أن ينشغلوا عن مواضيع غاية في الأهمية وينطلقوا في مناوشات أفرحت العدو وأوجعت الصديق !

* قولوا ما تريدون عني ، فالحقيقة أنتم من جلبتم لأنفسكم الكلام ، وأنا هنا لا افتري ، فبإمكانكم أن تبحثوا عن أهم موضوع متداول في مواقع التواصل الإجتماعي محليا هذه الأيام ! وسواء كان الموضوع حقيقي أم لا ، فالأمر أصبح شرا مطلقا ، وبدل أن يمثل قطبا هذه المماحكات الدولة المدنية التي ضحينا وتعبنا لإيجادها ، كشر كل منهما عن أنيابه الإعلامية وتم تقسيم الجبهة الإعلامية – الموحدة منذ سنوات – إلى فسطاطين كل منهما أسواء من الآخر ، ويتم التنافس بينهما ليوجع كل منهما الآخر أكثر !!

*أين ذهبت الحكمة اليمانية ؟! أين استشعار المسؤولية وروح التضحية والإخلاص الذي مثلتموه خلال الفترة الماضية ؟! وهل حسبتم حساب كيف سيكون وضع الجبهة الإعلامية بعد هذا كله ؟! وهل حقا تعتقدون أنكم يمكن أن تحققوا نصرا عبر هذه التصرفات الصبيانية ؟! وضد من ؟! الاستاذ العزيز لم يفهم قيمة تحالف خصمه معه ومدى تأثيره على تواجد المسيرة في المناطق الوسطى التي تشهد هذه الأيام بعض الاضطرابات ! والقائد الفذ لم يفهم أهمية الدور الذي يقوم به خصمه وهو يحاول جمع التوجهات السياسية المختلفة لتكوين جبهة واحدة !

* شخصيا ، انا كنت ومازلت اكن الاحترام للشخصين ، وهذا بالطبع لن يرضي أيا منهما لان كل واحد منهما يريد أن نختار جهة واحدة فقط ، وهذا عداء مضر . حاولت جاهدا ان اتجاهل ما يجري والتركيز على قضايا المرحلة التي نمر بها خاصة موضوع مأرب والمعركة ضد الإرهاب ، ولكن المؤسف أنني وجدت الرفاق يتركون مواقعهم واحدا تلو الآخر للمشاركة في المعركة المحتدمة بين الأخوة ! والبعض ترك موقعه بحثا عن الغنائم والمصالح الشخصية ، والبعض الآخر مدفوعا بالزخم الإعلامي والحماس غير المنطقي ليقول ما يريد ، وكلاهما نسي أن التنازع الداخلي – مهما كان يبدو منطقيا – نتيجته الفشل ، والله أمرنا أن نكون في هذه الحالة وسطاء للخير لنصلح بين أخوتنا ، لا أن ننجرف لنصبح خصما !

*مع حفظ المقامات ، أطالب القيادة السياسية أن تتدخل في الأمر ، وأن تحسم الموضوع عبر مؤسسات الدولة ليتركوا السيد القائد مركزا على مواضيع مصيرية أهم ، وأن يكف الجميع عن الكلام وليبدأوا بجمع الدلائل التي تثبت صوابية موقفهم لتقديمها للرئيس المشاط والمجلس السياسي لحسم الخلاف ، فالموضوع بدأ بالتوسع ليشمل مواضيع جديدة قابلة للأزدياد ، وهذا هو الوقت الأنسب برأيي لإيقاف الموضوع عند حده ، وليلتزم الجميع بمسؤلياتهم وفق ما تتطلبه المرحلة ، ولن تكون المناصب أغلى وأهم مما نواجهه اليوم ، ولنحترم جميعا نهر الدماء الزكية الذي دفعناه حتى اليوم ثمنا لحرية بلدنا وشعبنا وإستقلال قرارنا .. اسألكم بالله أن تتوقفوا من أجل اليمن واليمنيين .

 

You might also like