في الوﻻية نجاة
إب نيوز ٢٩ يوليو
د.تقية فضائل
في أي زمان ومكان وفي أي بيئة ومجتمع تظل الوﻻية القائمة على الأساس القرآني هي طوق النجاة ؛ فبها يسود كل ما تنشده البشرية عبر العصور لأن الوالي سيجسد أخلاق الإسلام الحق، وأخلاق الحبيب المصطفى، ووصيه الإمام علي، وهما النموذج الأسمى للخلق القرآني ، فلاظلم وﻻ قهر وﻻ خوف وﻻ آلام ، بل عدل ومساوة وكرامة، وعزة وكل قيم الخير والإنسانية، وبها يصبح الفرد حرا -فيما ﻻ يغضب الله- وسيكون جريئا في قول الحق؛ ولن يخشى الظلمة والمستبدين المتربصين به، والذي ماأن يقول ما يمس مصالحهم إﻻ وأذاقوه ألوان الذل والمهانة، وجردوه من حقوقه المكفولة له، لكن في ظل الولاية الحق نعم إنه محمي بحصن العدالة والحق الذي يحرص الوالي على تثبيته، وإرساء دعائمه، ولن يصنف الناس في ظل مثل هذا الوالي القرآني تصنيفات جائرة؛ تهضم بها حقوقهم، ويبقون تحت نيران العبودية لهذا أو ذاك ؛ لأنهم ليسوا نسخاً من بعض مرضى النفوس، أو لأنهم لم يرضوا الحمقى الظلمة متضخمي الذات، وسيكون مبدأ (الرجل المناسب في المكان المناسب) وبها يصبح المجتمع آمناعلى مصالحه، ومستقبله فيعمل وينتج ويتقدم ويزدهر وينافس في مضمار الحضارة ، وترتقي الأوطان إلى أوج العلا بهمة أبنائها، وﻻ مجال للفساد والفاسدين لتولي المجتمع؛ لأن ولي الأمر على درجة عالية من اليقضة و الحكمة، عندما يولي أمرالمجتمع ، فردا ما فستكون هناك نظرة فاحصة لمن يختارهم؛ لأنه يعلم أن ذلك أمانة وسيحاسب عليها أمام الله، ولن يلتمس لنفسه الأعذار في سوء الإختيار ويلقي باللائمة على غيره، وإحسان الاختيار لن يكون وفق معايير مجحفة ظالمة مثل: الطائفية، أو المناطقية، أو العنصرية، أو تألف قلوب فئة من الناس على حساب المجتمع، أو غير ذلك مما دأبنا على معاناته والاحتراق بناره، وملأ قلوبنا ألما وحياتنا صِعابا ومشقة.
إن معايير الإختيار معايير يرضاها الله، والعقل، والمنطق، وذلك من تقوى وخلق قويم، وكفاءة وعلم، وخبرة وتأهيل وجدارة، وهنا سينهض المجتمع نهضة ﻻ نظير لها، و إن صادف في القليل النادر الإختيار السيئ لأحد المنافقين البارعين في التخفي، وبدأ فساده يظهر ولؤمه يتجلى، وكثر شاكوه وقل شاكروه ، فلن يتلكأ ويفسح له المجال حتى ينهب البلاد والعباد، ويأخذ حقوقهم بدون وجه حق، ويملأ قلوب الناس حقداً وغيظاً على الوالي، وعلى كل شيء، ويدب الخلاف ويتصيد الأعداء الفرص؛ للانقضاض على البلاد والعباد، بل سيبادر إلى استبعاد مثل هذا اللئيم الذي ظهر الفساد على يديه، بدون خجل أو وجل ، وهو لن يضع العقدة في المنشار ويقول للمظلوم هات دليلك، بل سيقوم بدوره بكل نزاهة ومسؤولية وصدق، ويتحرى أمر المنافق المتخفي في لباس الصلاح، إن الوﻻية الحقة ستسود أخلاق الإسلام من خلالها، وسيتسابق الناس للتحلي بها دون ترهيبهم، أو إجبارهم، بل ستكون نابعة عن قناعة وحب وصدق في تولي الله ورسوله ومن أمروا بتوليهم؛ لأنهم وجدوا فيها صلاحهم ووجدوا من يحولون أخلاق الإسلام إلى سلوك عملي.
أن الوالي وبطانته وولاته جند لله يحرصون على رضاه قوﻻ وعملا، ولن يجد الناس الدين مجرد شعارات ترفع ليخدع بها الشعب وتنهب حقوقه فيزهدون في الدين وتبدأ الحركات المنحرفة، من فرق متطرفة أو فرق تكفر بكل ما يمت للدين بصلة وتنتشر الانحرافات الأخلاقية، ويبتعد الناس عن الله وعن تعاليمه، والينا سيكون رمزا للقوة والشجاعة المستمدة من إيمانه وثقته بالله، كما كان قدوته ووليه علي فلا يخشى في الله لومة لائم ، فيرفض الخنوع لقوى الاستبداد والظلم، وسيدافع عن المستضعفين ويعيد الحقوق المسلوبة، ويضمن حرية وطنه و شعبه وكرامته، ولن يساوم في قضايا الأمة، وسيدافع عنها بكل ما استطاع إليها سبيلا، فالوالي من قرناء القرآن الكريم به سينال الحكمة في كل أمر ، فلن يستشير إﻻ من كان أهلا للمشورة ولن يحيط نفسه بمجموعة من الموالين الجهالة أو المدعين للوﻻء ويجد في وﻻئهم ضالته ويغض الطرف عن جميع حماقاتهم النابعة من أهوائهم وجهلهم، وأن الوﻻية الحقة ضالة المجتمعات البشرية على مختلف أجناسها وشرائعها منذ الأزل ومتى ما وجدت عبد الله حق العبادة وعمرت الأرض وكثرت النعم وسعدت البشرية.
.