من وحي المطر
إب نيوز ٣٠ يوليو
حين ينزّل اللّه ماء من السّماء ، تغيب عنّا الشّمس غيابا مؤقتا و إن طال فهو مبنيّ على اتفاق و توافق و موافقة من الطرفين الشّمس و الماء الذي تحمله السّحب كعنصرين أساسيين للكائنات تغذية و تنمية ،
إذن لا يساورنا شكّ أن السّحب المحمّلة بالماء تبعث البرد الذي تشعره أجسامنا لأنّ هذا البرد ما هو إلّا دفء في المستقبل ، هو إحياء الأرض بعد موتها ،
هو زينة لها و تفاخر ( مرغوب .. محمود ) في الإعشاب و الاخضرار و الجمال ،
هو غذاء لو أحسنّا التّصرف في كمّ الأمطار المدرارة .. في كيفية تصريفها و توزيعها على الأراضي الزراعية لزرعنا و حصدنا و تنفّست بلادنا الصّعداء اكتفاء و أمنا غذائيا ،
فهل يدرك المسؤولون عظمة نعمة الغيث ؟
هل استوعبوا فكرة عدم التّفريط بالمياة التي لو صُنع لها شلالات اصطناعية لولّدت طاقة كهربائية نتمناها أن تستثمر في المناطق الحارة جدا في الصيف كالحديدة التي تنسلخ جلود أهلها من شدة حرارة الجوّ ،
لكنا أقمنا حملات تنظيفية للشوارع و ما أدراك ما الشوارع عند شعب لم يعرف بعد قيمة النظافة ، لأن من يحكمه لا يستشعر ذلك ، فلازال المسؤول كالمواطن و كلاهما يخبط خبط عشواء ،
ليتنا نشخصن المحيط حولنا ، ليتنا نجعل منه إنسانا و نتيح له فرصة ليتكلم و نستحضر حواره معنا و ننصت لمعاناته ،
نعم : لو كانت الشوارع تتكلم لانهارت بكاء من رمي كلّ الأوساخ بها خاصة في الأسواق الشعبية ، القاع ، باب اليمن ،……الخ هذا بالنسبة لصنعاء و كذلك في بقية المحافظات ،
نحن نعبث بجمال حياتنا
نعبث بنعم اللّه فنلطخ الأجواء بكلّ ما لا يليق بنا كأمة محمدية دعاها رسولها للطهارة ،
لن نتطهر و نحن نحمل وسخ المادة فيظل مسؤول و وزير الدولة متشبثا بمنصبه رغم معرفته بأنه غير كفء للمسؤولية ،
يجب أن تُنظف كراسي المسؤولية التي يجلس عليها من لا يستشعرون التكليف و يعدون الكراسي مظاهر جوفاء ستسحب عنهم يوم يقفون أمام الحكم العدل الذي يقول :” و قفوهم إنهم مسؤولون ” ،
لقد تمادى الوجع في شعبنا بالإهمال و التراخي ..
نعاني تضخما و تراكما و خذلانا لقضايانا ..
نعاني شللية و محسوبية ..
نعاني طغيان : ” إن لم تمدحني فأنت تكرهني ” ،
نعاني طغيان : ” لو تكلّمت لقطعت لسانك ” ،
نعاني طغيان قانون الحيتان الكبيرة التي تلتهم ما صغر عنها، و تهمّش المخلوقات الضعيفة ،
نعاني فسادا ليتنا نسطيع أن نجرفه بمكنس عامل نظافة يكد طوال يومه فلا يجد ما يفيه جهده و تعبه ، و أول نكران له أن يرمي شخص قمامة بعد تنظيفه مباشرة ،
صدقوني : كما تتراكم الأوساخ في جسد شوارعنا و أسواقنا و نحن لا نهتم فهكذا ستتفاقم مشكلة تنظيف الدولة من كل رشوة و فساد و محسوبية و مناطقية إن لم نبدأ بالتنظيف بعيدا عن المهاترات و الردّ و الأخذ و اعتبار المواضيع شخصية ،
لا : فالموضوع أكبر من فلان و علان و تراشق المصالح و المنافع ،
الموضوع وطني ، الموضوع : ” يد تحمي و يد تبني ” ، الموضوع :” و قل اعملوا فسيرى اللّه عملكم و رسوله و المؤمنون ” ،
لتجريف المنكر و الخذلان و النكران عن هذا الشعب الصامد الصابر لابد من نزول المسؤولين عن الكراسي عندما يحدثهم الشعب ،
انزل من كرسيك و قف أمامي لتسمع صوتي و أنا أحادثك و أشكو همّي ، و لا تقاطعني أو تغادرني و لازلت أتكلم ،
أنصت و اهتم و لا تتحجّر و تتصنّم أمامي و حينها كم أتمنى لو أوتيت فأس إبراهيم ( عليه السّلام ) لأحطمنك و من يقوّيك و كبيرك الذي رفعك ،،
لنبدأ بالتصحيح و إلّا ستنبعث شرارات لبعوض مجرم و لدبابير أظلم و لقوارض ستكبر حتى تحفر تحت الأرض فتعقم رحم هذه الأرض و لن تعود لها الخصوبة لبناء الإنسان الذي سيقتل ، و قد شرع تراخي الدولة ( في خدمته و توفير أساليب كرامته في عيشه ) بقتله ،
الإنسان سينهار و قد بدأ في بلدي،
فياشمس السعيدة غيبي و يا مزن السماء قف فلا الأرض تصلح للزرع و لا الماء يصان ليرويها ،،
و كفى الكلام .
أشواق مهدي دومان