المقايضة الجديدة للأمريكان..ورقة سابقة بصيغة مختلفة!!
إب نيوز ٣١ يوليو
بقلم/عبدالجبار الغراب
كلما كانت للمواقف الحالية وضوحها الكبير والمفروضه على واقعها الملحوظ للجميع, كلما تأكدت مساعي وتسارع الأمريكان في إيجادهم للمخارج والحلول محاولين من خلالها إنقاذ أنفسهم وحلفائهم من الغرق الكامل في مستنقع اليمن, فمواقف سابقة وحالية تتتابع في الظهور والخروج السريع والتى اخرجتها قوة الجيش اليمني واللجان الشعبية بفرض سيطرتها وانتصاراتها في جميع جبهات القتال والمواجهة وإعادتهم لأغلب المناطق التى كانت تحت سيطرة الاحتلال السعودي الإماراتي الأمريكي ,ليكون للفرض واقع ومتغير جديد, ولهذا كان لتهافت وتسارع الولايات المتحدة الأمريكية في إيجادها للأوراق والبدائل سعيآ منها للإنقاذ, وأملا منها لتحقيق حلول ومخارج تضمن لنفسها تحسين سمعتها العالمية التى تحطمت حاليا بفعل كامل الهزائم التى لحقت بها عسكريا و سياسيا واقتصاديا في جميع البلدان التى أشعلت فيها الحروب والمشاكل والقلاقل.
هذا التسارع الأمريكي المعتاد سابقا والمشاهد حاليا برز مؤخرا لتحقيق ولو جزء يسير من انتصار يضعهم في سيناريو وتحرك تدعي من خلالها سعيها لإعادة المفاوضات بين الأطراف المتحاربين, وتجعلها في خضم تحركاتها والتى طالت امدها الزمني لأغراض تحقيق انتصار عجزوا عن تحقيقه طوال سبع أعوام من شنهم الحرب على اليمن واليمنيين , هذه المواقف الحاليه فرضتها وقائع ومتغيرات حققها الجيش اليمني واللجان الشعبية بفعل عديد الانتصارات المتلاحقة في كل جبهات القتال وإلحاق الهزائم بقوى تحالف العدوان السعودي الأمريكي, ومن الاثبات والفرض والسيطره والسيادة على الأرض المتتالية للجيش اليمني واللجان الشعبية وآخرها في مديريتي الزاهر والصومعه في محافظه البيضاء والتى كان لأمال وأحلام الأمريكان تحقيق نجاحهم من خلال تصعيدهم واستقدامهم للجماعات الإرهابية لتكن الخسارة منالهم السريع, ليخرج بعدها الأمريكان بقوه وبسرعة مطلقين النداءات وداعين للجلوس على طاولة المفاوضات بين الفرقاء اليمنيين على حد وصف وسائلها الإعلامية واحاديثهم في اغلب مؤتمراتهم الصحفية رافعين شعار الكلام والأقوال البعيده عن التطبيق الفعلى الواقعي, وهذه ما هي الا محاولات لإيقاف التقدم السريع للجيش اليمني واللجان الشعبية في مناطق تعتبر وضع حد لنهاية الحرب, وأبرزها ما تدور معاركها الان في محافظه مأرب واتمام السيطرة على اغلب مناطق ومديريات محافظه البيضاء.
ومع عديد المساعي والمحاولات المقدمة من هنا او هنالك لإحلال السلام في اليمن, كان لوفد صنعاء الوطني المفاوض قبوله التام ومن أول اللقاءات في الكويت واستمرار المفاوضات عده اشهر, مرورا بمفاوضات جنيف والتوقيع على اتفاقية استوكهوم أواخرالعام 2018, لكن كانت اتفاقية مجرد للتوقيع لا للتنفيذ, ولا تطبيق للبنود من قبل تحالف العدوان وأدواته المرتزقة, ومع مجئ الادارة الأمريكية الجديدة والتى سبقتها العديد من المحاولات الأممية الغير جاده في انهاء حرب اليمن, كان للأمريكان تسميتهم لمبعوث خاص الى اليمن تيم ليندرلينغ ومع كل جولاته العديدة والتى وصلت الى ثمان زيارات سابقه لم يجد الا فرض الملف الإنساني وجعله ورقة ابتزاز ومقايضه لتحقيق نصر عجزوا عنه في اليمن, وبمجئ وزيارة الوفد العماني الى العاصمة اليمنية صنعاء عمدت أمريكا الى إفشال مهام ومساعي العمانيون لإحلال السلام والذين اثمرت جهودهم في تقريب وقبول لقاء الوفد الوطني بصنعاء الذي كان رافضا لقاء مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث , ليختلق الأمريكان ومعهم ادواتهم الأعراب الأكاذيب والمغالطات ويقوموا ببث وفبركه الصور عبر وسائل اعلامهم التابعه لهم صورا لأطفال زعموا انها من محافظه مأرب لتتوضح اكاذيبهم انها صور لقتلى لأطفال من أماكن في سوريا , وترويجهم وجعلها انها في مأرب استهدفها الجيش واللجان, وما هي الا إفشال لمساعي وجهود السلطنة في إحلال السلام في اليمن, وما نقله الوفد العماني واستمع اليه من تصورات يمنيه لطريق الحلول والمخارج لوضع نهاية لحرب اليمن كانت محل إعجاب حقيقي لموقف صادق موضوع ضمن خارطة طريق لحلول ضمنت للجميع العيش بأمان واستقرار للشعب اليمني من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه, هذه التصورات التى نقلها الوفد العماني الى تحالف العدوان جعلتهم في حيره من أمرهم وتيهان, فلم يستجيبوا للحلول ووضحت نواياهم لإطاله امد الحرب في اليمن , وما يقوم به حاليا المبعوث الأمريكي الخاص الى اليمن وزيارته التاسعة الى المنطقة ووجوده حاليا في السعودية ووجود نائب وزير الخارجية الأمريكي في سلطنه عمان الا محاولات لبلوره ورقه سابقة بصيغة أخرى وهي المقايضه كسلاح لتحقيق الأماني والأهداف التى عجزوا عن تحقيقها طوال سنوات سبع من العدوان, ابتزاز ومقايضه بالملف الإنساني ولم يكن لهم النجاح, والان يستخدموا ورقه المقايضة وهي السماح لحكومة صنعاء باستيراد مشتقات النفط والغاز بنفسها وعدم تحكم الطرف الاخر بهذا الاستيراد , وهذا ما يعني رفع الحصار بصورة تدريجيه بحسب وجهة النظر الأمريكية , ورقه سابقه بصيغة عدوانية أخرى , وهي مشابه لمقايضه الإنسان وجعله محل ابتزاز لتحقيق من ورائه نصر او انتصار لتحالف العدوان, وما الزيارة التاسعة للمبعوث الأمريكي الخاص الى اليمن ما كانت تكن الا لما كانت لمتغيرات الأرض واقعها المفروض وخصوصا ما تعرضت لها الجماعات الإرهابية المداره من أمريكا في محافظه البيضاء من هزائم كبيرة اندثرت بفعلها كل ما تبقى من أوراق وأحلام لأمريكا والصهاينه, ولهذا تهافتت أمريكا سريعا في محاولات منها لخلق مساعي وحلول تقول انها ضمن جهودها لانهاء الحرب في اليمن.
الوضوح الكامل والتام لمطالب اليمنيين لقبول السلام وهو فرض واجب ومستحب وضعه اليمنيين ومعهم قيادتهم الثورية والسياسية ومن أول اللحظات لشن تحالف العدوان عدوانه على اليمن,والتى وضع اليمنيون شروطهم المحقه والمقبوله والمتفق عليها من كامل الشعب اليمني لجعل خيار السلام الحل والجلوس على طاولة المفاوضات ضرورة مطلوبة, لكن لايتم كل هذا الا بفعل أكيد وواقع مشاهد على الأرض أولا إيقاف العدوان ورفع الحصار ومغادرة الاحتلال من الأراضي اليمنية المتبقية التى ما زال موجودا فيها, ومع كل هذا سار العدوان في عديد سنواته الجبانه مخلفا القتل والهدم وتشريد السكان وفرض حصار جائر ظالم على اليمنينون ليحدث بفعل هذا اكبر كارثة إنسانية عالميه, لتسير مجريات الأحداث العسكرية بعكس ما تم التخطيط والترتيب له من قبل تحالف العدوان, لتنقلب كل الموازين وتحدث وقائع ومتغيرات جديده مهدت لانطلاق مشهد جديد رسمه اليمنيون ليتحقق الانتصار ويستعيد الجيش اليمني واللجان الشعبية اغلب المناطق والمواقع والمدن التى كانت تحت سيطرة العدوان ويتقدم منطلقا لتحرير ما تبقي من المواقع والمناطق التى ما زالت تحت سيطرة التحالف ومرتزقته, ومن نقطة الخوف والسقوط النهائي لتحالف العدوان في محافظة مأرب هبت الوساطات والتدخلات الأممية وسخر الاعلام المعادي ابواقه لمناداتهم لإيقاف التقدم للجيش واللجان نحو استكمال تحرير مأرب وإدخال الإنسان والنازحين وحقوقهم ذريعة ,ومطالب ومساعي لإحياء عمليه المفاوضات, وتحت الضغط القوى للجيش واللجان كان للأمريكان مطالبتهم بالجلوس على طاولة المفاوضات, ولحسن النوايا كان للقبول وجوده الحقيقي لوفد صنعاء مع علمه بالاكاذيب الأمريكية والأممية ومحاولتهم ما هي الا التأخير والعمل على إيجاد أوراق وبدائل لادخالها كورقة ضغط لصالح التحالف, فلا نجحت تصعيداتهم في مديريات حجه والضالع لجعلها تحقق لهم مقاصد وأوراق للمفاوضه,وانهارت كل مساعيهم واوراقهم سواء في مديريات البيضاء واستقدامهم لجميع العناصر الإرهابية وشن للتصعيد العسكري في مديريتى الزاهر والصومعه, والتى سرعان ما وانكسرت واندثرت خلال ساعات وانطلق بفعلها التقدم من قبل الجيش واللجان لتحرير ما تبقى من مواقع في البيضاء, ليندهش الأمريكان وتخيب كل أوراقه وتتلاشى كل محاولته لإيجاد أوراق ضاغطة على الجيش واللجان تجعله يستعيد بعضا من مكانته العظمى السابقة التى قزمها اليمنيون وعرتها قوة الجيش واللجان الشعبية.
تراكمات معقدة في الملفات التى وضعتها الادارة الأمريكية لأجل التحكم والسيطرة والاستحواذ, وأحدثت من خلالها أزمات وافتعلت لنفسها مأزق ومستنقعات, فلا حققت من كل هذه الملفات التى صنعتها في إشعال الصراعات في اليمن والعراق وسوريا وإيران ولبنان الا الفشل والهزيمة, فأغرقت نفسها وحلفائها في غبيات مجهوله لا تعرف كيف تخرج من وحلها الخطير , اغرقها كبريائها واستعلائها من خلال قيامها بحروب اشعالتها في عديد بلدان الدول العربيه والإسلامية, فخسرت كل مخططاتها وانهارت تدريجيا وتخلت عن مراتبها الأولى عالميا سياسيا واقتصاديا وعسكريا كقوة عظمى في العالم, ليتربع على حسابها بدائل قويه كروسيا والصين, وما تقوم حاليا لإنقاذ جماعاتها الإرهابية المتساقطه في محافظه البيضاء اليمنيه وقيام مبعوثها الخاص بإخراج ورقة مقايضة إدخال واستيراد النفط والغاز من حكومه صنعاء بعيدا عن تحكم التحالف وأدواته: الا أسلوب قديم مدروس خصوصا مع إدخال ورقه الالف الريال الكبيرة الحجم واغراق الأسواق التى تحت سيطرة المرتزقة بالمليارات منها الا لأسباب ومخطط جديد لذ ستعمل أمريكا ومن معها على مقايضة السماح باستيراد النفط والغاز لحكومة صنعاء, مع شمولية الورقه الماليه فئه الالف الكبيرة الحجم لكل مناطق الجمهورية التى غطت جميع الأسواق في مناطق سيطرة الاحتلال , والتى حذر من تداولها حكومه الإنقاذ بصنعاء, أو مسالك ودروب أخرى ستوضحها الأيام القليلة القادمة بكل تفاصيلها وخباياها التى ما زالت تعد أوراق لهذا الطرف او ذاك.
والله اكبر وما النصر الا من عندالله.