المنَّظُور العصري للولاية..وربَيع الاحتفال بها
إب نيوز ١ أغسطس
أمة الملك قوارة
تتعددت صور وأشكال الاحتفالات “بعيد الولاية” في بلادنا على نطاق واسع، ابتداء ً من التجمعات الصغيرة بالقرى، إلى مراكز المديريات، وصولاً إلى المحافظات وانتهاء ً بعاصمة الدولة والمؤسسات المختلفة فيها، حيث تم الاحتفال في عدة ساحات ضمت حشود كبيرة، في رسالة واضحة للعالم مضمونها: (نُدرك معنى الولاية العادلة والتأثير العام لها على مستوى العالم، ونعلم أن العصر الحديث يريد منا أن تتجسد الولاية في مجتمعنا على غرار ولاية المؤسس الأول للدولة الإسلامية ومادعا اليه من العدالة والحق، ونحن على دراية بالسياسات المختلفه التي تديرها الدول العظمى للحد من تمكن الدين الإسلامي ).
وصلت الاحتفالات إلى ذروة تفاصيلها؛ لكن مايميزها هو العمق الفكري الذي وصل إليه الشعب والذي تجرد خلاله من صيحات العصر والحداثة المناهضة للاحتفال بعيد الولاية، وقدمت لوحة الاحتفالات صورة لعمق الولاء والطاعة لله في تمثيل قوله تعالى:{إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}
مبينة تلك الجموع أنها خاضعة لأمر الله ومتجردة من كل أنواع العصيان له ومرحبة ومذعنة لجميع أوامره، ومذكرة من يناهضون أمر الله بقوله تعالى:{ وَمَا كَانَ لِـمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا} مُسلّمة وشاكرة لاختيار الله، مبينة أن الخيرة لله جميعا.
خرجت تلك الحشود وكان خروجها في القرن الواحد والعشرين، لتخبر العالم أنه أتى وقت تمثيل الولاية على الطراز الذي أرساه الله ومثلهُ نبيهُ ودعاإليه، مستفيدة من أرث الماضي بقوة وعازمة على إعطاء صورة أخرى للسلام والأمن والإنسانية والتي تجسدت بكل تفاصيلها في تلك الدولة التي أسسها الرسول محمد(ص وآله) والتي وصلت فتوحاتها إلى مشارق الأرض ومغاربها حيث انتهجت مبدأ العدالة والبناء وصار الناس يدخلون في الدين حباًوعشقاً لتلك المبادئ والقيم، مؤكدة حشود الشعب أنها موالية لمن كان نهجه محمدي وولاءه لعلي.
عايش الناس جميعهم مشاريع الإنسانية
المعاصرة، التي تغص في الدمار، والضياع، والاستبداد، والقهر، والفقر، كما وتجرعوا قرارات المنظمات العالمية التي صمت أذانهم ببياناتها المزيفة والتي تعبر دائما عن “بالغ الأسى” ومن خلف الكواليس تشرعن القتل، وتُشرد الألآف من الناس وكل ذلك تحت جلابيب الإنسانية ! كل هذا أشعل في نفوس الكثير الإرث المدفون للإسلام، ودفعهم إلى قوة التمسك به برغبة حقيقية من الجميع في تقديم صورة إسلامية حضارية إنسانية علها تجتث الفساد من على وجه الأرض وتعيد الاستخلاف الاسلامي الحقيقي.
جسدت جميع الإحتفالات بعيد الولاية ربيع الرجوع بقوةٍ إلى ثروة الماضي، في مضي شعب برمته إلى تقديم صورة قوية للولاية الحق، على أمل إنتشال جميع صور الجور والاستبداد الذي يعيشه الناس في هذا القرن ، مقدمة أروع صور للإنسانية الحقيقية التي يمكن تصفحها في سيرة وتاريخ الحضارة الإسلامية، ولعل القادم سيشد تطبيق لمعنى الولاية وهذا ماينتظر الجميع حدوثه بشغف ومايأمل تقديمه شعب الإيمان للعالم المعاصر في السنوات القادمة فهل ستكون ولاية من إخترناهم أولياء لنا ربيع مزهر لشعبنا ووطننا وأمتنا وقضاياها وضماد لجروحنا ولعلنا لن نقبل بدون التمكين والإستخلاف بديل -وأنتم أهل لذلك- فهل سنبحر في سفينتكم ونجدف معا أيها الربان إلى عمق التمكين في الأرض ونعيد مجد ما اندثر من حضارتنا ؟! .