نور على نور… ربيون في حضرة القرآن الكريم
إب نيوز ٢ أغسطس
كتبت ـ إكرام المحاقري
فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا، نورا على نورٍ في مشكاة علم، في زجاجة مصباح الحق الساطع بنور الله الغالب على أمره، كان وما زال بدرا نيرا لمن أراد أن يستنير بهداية القرآن في ظلمات الضلال الحالكات، ولبيك اللهم لبيك قد قالوها من مغارات في بواطن الجبال الراسيات، وتقربوا إلى ربهم بالصبر على التضحيات في سبيله، أولئك هم الصادقون من آل محمد، السائرون في سبيل الله حفاة يتطلعون إلى غدا مشرق بالنصر والفتح المبين.
إنه نور البدر السيد العلامة: بدر الدين بن امير الدين الحوثي ـ رضوان الله عليه ـ ذاك العالم الرباني الذي غاص بعمق في بحر القرآن الكريم، وجآل بفكره النوراني في أرجاء العالم الذي كاد أن يسقط في فوهة اوجدها الشيطان لولا لطف الله، فـ (لكل قوم هاد) ولكل هاد رب يعلمه من الحديث والحكمة ما يكون به للناس دليل وسراط مبين.
كانت تضحيات (السيد العلامة) واسعة ولم تنحصر على موضوع نهر (الدم) الذي قدمه قربان فداء من أجل علو ونصرة دين الله، بل أنه ضحى بجل وقته وبـ ماله وكل ما يملك في سبيل إعلا كلمة الله وكان للحق سندا وعضدا حتى لاقى ربه في الملكوت الأعلى.
فكل من عظمناه في قلوبنا من قادات المسيرة القرآنية كانوا إنموذجا راقيا عن شخصية البدر الرباني، فقد كان مثل أولئك الربيون الصادقون لكن في حظرة القرآن الكريم، والذي استقى منه زكاة نفسه، ودماثة أخلاقه، وشدة ورعه، وعفته وزهده، ومبادأه ومواقفه التي تصلبت كـ الحديد مع ضراوة الضروف وشدة المؤامرات الداخلية والخارجية، فـ الوعي كان يحكمهم والحكمة كانت دليلهم حتى تمنكوا من عتاولة الطغيان بـ ابسط الاسباب.. (إنه الله ).
فسلام الله عليكم أيها (البدر) ما تعاقب الليل والنهار، فقد جاهدتم في الله حق الجهاد، وربيتهم ابناءكم نعم التربية، واقمتم الدين نعم الإقامة، وكنتم خير من أقام القصد حتى اعتدل الميزان، وكنتم ترجمان للقرآن من ألفه إلى ياءه، وكنتم بصبركم كـ باليستيات بوجه سلطة الجور والعمالة والإنبطاح، فجهادكم مازال قائما حتى اللحظة، وما دعيتم اليه ما زالت الدعوة إليه قائمة.. لكن ليس بدماء السباقون في نصرة الدين فحسب !! بل بدماء جميع ابناء الشعب اليمني، فقد انتصر الدم السيف اخيرا، ولكم الخلود أيها البدر اليماني، ولاولياء الشيطان الخسران المبين.