هل فشل المحور أم ضرورات مرحلية؟

إب نيوز ٥ أغسطس

الدكتورة : هالة الأسعد

سؤال يتردد لذهن شباب محور المقاومة الملتزمين بخطه من صنعاء لغزةَ إلى الجنوب المحرر مروراً بدمشق فبغداد وصولاً لطهران فمزار شريف.
لماذا يتم التركيز على إظهار رموز المحور فاشلين عاجزين و بائعي كلام؟
لماذا تستهدف قاماتٌ مقاومة كرجال غزة و بطل التحرير و تموز و بطل دمشق و حراس بغداد و الأنبار و محرري الموصل و سياج طهران و فاطميو هرات؟
ألم ينفذ الشك إلى القلوب و أعني قلوب الشباب مع أنهم ليسوا إبراهيم النبي الذي قال ربي أرني كيف تحيي الموتى؟
ألا يعيش مناؤوا المحور في أرغد العيش و ألذ المتاع و كثرة المال و العيال؟
أسئلة تراود كل ذي عقل و بصيرة و من لم تخاطره هذه الخواطر فلم يصدق نفسه القول.
محورٌ دولتين منه تملكان أكبر احتياطيات الشرق الأوسط من النفط و الغاز و تقف الشعوب في بقيته على طوابيرٍ للغاز و أخرى للمحروقات و الخبز و الدواء و تكاد الكهرباء تمر بشعوبه مر السحاب العابر في ليالي الصيف المحرقة و يعاني أسوأ ما تعانيه الشعوب
كلام يلامس الواقع و أصاب الشباب المقاوم بمقتل فيا تُرى ما هي الأسباب؟
هي أمريكا…!!! والانكليز هما الحقد و المكر و الغطرسة و دس الدسائس و الفتن و الدمار.
ولنبدأ العنقود من نهايته تاريخياً و أعني هنا فلسطين التي بيعت بوعدٍ لا يملك معطيه فيها ذرة تراب بلفور الذي وعد باسم الإنجليز و ترك الوعد وديعةً لدى الصنيعة و الربيبة الكبرى لبريطانيا و هي الولايات المتحدة التي قامت على قسم الولاء لإسرائيل و الوفاء لبلفور النافق و كان من بين المصفقين آنذاك كل أنظمة العرب و المسلمين من تحت الطاولة التي تهدد كل مُعترِضٍ بهزّ عرشه و زعزعة ملكه و تَعد كل مخلصٍ لأمريكا بالنعيم و الرفاه و استقرار الحكم و دوام السلطان و لعل آخر إبداعاتها نقل السفارة للقدس و صمت أمةٍ عريضة تهز الأرض إذا مشت مشياً ، وأن كل ما يحلُّ بفلسطين وبالعروبة هو بأمرٍ من حكام الظلام و صناع القرار وادواتهم وصندوق المال هناك الكامن في دول النفط،
فقط من حمل راية المقاومة دافع عن الثوابت والنهج ، لهذا فهو السببٌ الكافٍي للاستهداف عسكرياً و مالياً و اقتصادياً و إعلامياً و تقنياً. .. ونأتيهم تفصيلاً :
فأما لبنان: فلم يكلّف الساسة الأمريكيين الكثير واكتفوا بأجيرهم الفرنسي و طفلهم (الإسرائيلي) و بعض ارخص العملاء – ممن يبع الوطن والشرف والثوابت مقابل فتات- لإدخال لبنان في بحرٍ من الدماء، فتناحرٍ بين الطوائف ثم احتلال غاشمٌ.. لكن الامر انتهى على يد حزب صغير جداً يحمل لواءً مقاوماً، ذل أمريكا و أجيرها و طفلها و عملاءها في كل من أيار و تموز فكان ماحدث للحريريّ ثم للبنان ثم لبيروت و مرفئها حلقات من التأديب و محاولة الثأر من الذي كسر هيبة الأمريكي الذي حاربه باللقمة و الدواء وأضعف الاقتصاد وو حلقات متتالية و مستمرة.
على بعد كيلومترات عن بيروت تقع دمشق الفيحاء فسطاط الحق و أرض الصمود التي أعزها الله برئيسيها أسدها المؤسس للمرحلة والأسد الكاسر لهيبة العدا ولم تطىء عتبة البيت الأبيض.
انها بلاد الشام المباركة الحضارة والتحضّر، أم العلم والسيادة والعز … فما إن سنحت لهم الفرصة لمواجهتها حتى انقضوا كالضباع عليها و مزقوها و ضربوها في مقتلٍ حتى شلوا حركة الدولة فيها من خلال صنائعهم الاستخباراتية التي انكشفت عورتها و تبعيتها لهم من داعش إلى من سمي جولاني النصرة الدجال. لكن كل هذا لم ينفع ، فعمدوا الى حرمان الشام من أبنائها و شبابها بالحرب أو الهجرة وعمدوا الى حرمانها من بيت مالها وسلتها الذهبية و خزائنها النفطية و المائية و الغذائية مستفيدين من عمالة و طموحاتٍ انفصالية لبعض عملائهم لتبقى مكبلة ً مسلوبة المال و العيال و محرومةً من زينة الحياة الدنيا تراها كغريقٍ بين أمواج البحار لا منقذ له إلا الله لا تصله يد محب و لا يسمع صوته صديق ولكن برجال الله تخرج من عنق زجاجة بطريق صعب معقد.
أما العراق أبو الرافدين و بحر النفط النائم و صاحب الحضارة و الجغرافية فحضور أمريكا فيه واضحٌ كالشمس عاثت فيه الفساد فدمرت البلاد و أذلت العباد و أذكت المذاهب و الأعراق و الطوائف و سلخت منه كرده في الشمال كسلخ اللواء من الشام و أدخلت الغربية فيه تحت لواء السواد الظلامي المرعب فكانت نتيجته الموت و الهجرة و التخريب و أما الجنوب فقد أكله الفساد و غياب الإرادة المسلوبة لحكومات العراق المتوالية التي تلتقط أنفاسها فقط إذا سمح الأمريكي فكان شبابه قرابين دحر الإرهاب في الجبهات و خيانة دماء الشهداء و طعنات غدر الساسة في الظهر و كله فقط كرمى لعيني السيد الأمريكي ليرضى عن أذرعه و يبقيهم على عروشهم الصورية كبيادق رخيصة لا أكثر و فداء لذلك قدموا العراق قرباناً لمصالحهم الضيقة فلم يبنوا و لم يصنعوا و لا يجرؤون على توقيع اتفاق اقتصادي صغير بدون العودة إلى السيد ، ومن يخرج من هذا البرنامج الاسود .. فالمقصلة دوماً حاضرة و أذرع السفارة يقظة تنتظر الأمر، والدولار وهذا هو حال العراق الذي خط دستوره بريمر اللعين وكبله باتفاقية امنية ترتبط بالأمريكي ،و ترك العراق كالشاة بين الذئاب تنهش لحمها و تتلذذ بدمائها.
أما إيران فقد عمدت امريكا بخداع بعض سياسييها الجدد ، وحاولوا خلق حاضنة شعبية لهذه التيارات في الشارع الإيراني فما كان أمام عقلائها الكبار و على رأسهم قائد ثورتها المتعقل و المتمرس والضامن لخيارها وسيادتها إلا اختيار أحد الأمرين: و أقلهما كلفةً فإما نزاعاتٌ داخلية و انقساماتٌ ربما تجر البلد لسيلٍ من الدمار لا سيما بعد أحداث الشغب التي عاثت في البلاد عام ثمانٍ و ثمانين و مماشاة الساسة الجدد و اثبات أحقية شعارات الجمهورية التي لا تثق بأمريكا النظام الشيطاني المعربد
و النتيجة أن الساسة الجدد و عرّابي سياسة التقارب مع الغرب فقدوا ماء وجههم و قاعدتهم الشعبية و السياسية حتى أمام عائلاتهم و بهذا حافظ الإيرانيون على وحدتهم و أثبتوا صدق و دقة مبادئ الثورة فسكت المشككون و قام الصامتون، ممن عمد الى الترويج لاتفاق مع الغرب لم يحسب لغدر الأمريكيين فكانت النتيجة تدمير الصناعة الوطنية و جعل إيران بلداً يتكل على صناعةٍ غربية لم يعتد عليها طيلة ثلاثة عقودٍ بعد الثورة لكن سرعان ما انكشف الغطاء و ثبت المثل العربي ” ثوب العيرة لا يدفئ” فبكلمة واحدة و توقيعٍ واحدٍ من مقامرٍ أمريكي اهتز الاقتصاد الإيراني و فرَّ كل المستثمرين الغربيين أوروبيين و آسيويين و وصل السكين إلى عظم الشعب الإيراني. فهل يعي من كان يعوّل على الوعود الوردية الجوفاء السامة .
انها أمريكا هي العدو الأوحد للشعوب العزيزة فهي من سرق شباب سورية و نخبها؟
كما الكنديون سرقوا نُخَب إيران من العلماء و الأطباء و المهندسين و حملة الشهادات و بتواطؤ واضح من الساسة الجدد الذين يسهلون هجرة العقول، لا بل و يُفقِدون من يحاول التمسك بأرضه من الشباب الواعي في إيران كل بصيص أملٍ للحياة و يقتلون براعم أحلام هذه النخب حتى يوصلونهم لأدراج الطائرات.
أما أفغانستان فقد تركوها الدولةً الفاشلة المنهكة ، ممزقة متعبة لن تقوم لها قائمة لا بل و أكثر من ذلك فقد خلفوا خلفهم في قواعدهم مئات الآلاف من الذخائر لتستحوذ عليها مجموعاتٌ راديكالية متناحرة لكي تضمن أمريكا موت المزيد من الشعب الأفغاني المسالم المحب للحياة من خلال سلاحها و أزلامها.
السؤال هنا : هل من شكٌّ أن أمريكا سبب موتنا و جوعنا و حروبنا و جراحنا و فرقتنا و مرضنا و حتى سبب انتحارنا و هجرة شبابنا و دمار مستقبلنا و مستقبل أحفادنا و جهلنا وفقرنا المدقع. فما الخيار؟؟
الويل ثم الويل ثم الويل لأمةٍ.. تأكل مما لا تزرعه و تلبس ما لا تصنع ولا تتطور في صنع لوازمها من سلاحها إلى دوائها والعلم عندها مركون على الرفوف وبيئة استهلاكية مقيته مملة.
فلربما السفينة بالربان تطفوا وتبحر الى اعالي البحار فيا قادة المحور إن محوركم الكريم عفيف شريفٌ صابر فأعدوا له خير اعداد لتعزيز قدرة الأجيال و صناعتها على أسس صحيحة للبناء والاعداد للأكتفاء الذاتي، ادعموا الزراعة والصناعة والعلم والتربية واحموا القضاء فالمقاومة مقاومةٌ عسكريةٌ اقتصادية علمية ثقافية تربوية وقانونية متكاملة مجتمعةً كجسدٍ واحد و إلا فإن مخالب الأمريكي ستمزق الأكباد و الأفئدة مع أن المعركة في خواتيمها، والنصر والعز والسيادة ستنشر بقيادة المحور ونحن في المرحلة الأدق والأبلغ.
والصبر ثم الصبر لجمهورنا وليتحمل الرجال المسؤولية، وليتحمل القادة حياكة النسيج صحيحاً بوضع الرجل المناسب في المكان المناسب والشعب ينتظركم فلا تخيبوا امله وعالجوا الداء بدواء ناجح سترون شعباً تحتار بوصفه الشعوب صبراً ودعماً وثباتاً والسنين العجاف أثبتت انه شعب جدير بتكريمه وقد قدم الأبناء والدماء دون منّة أو حساب لأنه الوطن، وبه تفاخرون مع شعوب الأرض، وهو ينتظر منكم فلا تخذلوه وستجدون منه العجب .

You might also like