قضيةٌ منسية منذُ أعوام
إب نيوز ٦ أغسطس
نوال عبدالله
العدل يتصارع مع الظلم، الحق يتصارع مع الباطل، صراعٌ أزلي يرافق حياة البشر منذُ أن خُلقت الحياة وفي كل عصر و زمان لابد من وجود ظالم متغطرس يظلم من حوله يُسيطر، ينهب، يأكل حقوق الناس ، صراعٌ حي لن يموت إلا بتلاشي الباطل أو بنهاية الكون، انتشرت المحاكم وانتشر القضاة، فهذا حاكم وذاك قاضٍ مهمتهم إنصاف الناس، إرجاع الحقوق ونشر الحق، إبعاد الظلم وإدخال الطمأنينة والسكينة إلى أفئدة المظلومين ليشعروا بالأمان.
لكن المعادلة تغيرت محاليلها، واستُبدل الحق وصار الجبروت والظلم والظالم هم المُسيطرون والمحرك الأساسي لهذا كله المُدير الرئيسي لعجلة الباطل _العُملات النقدية والأشياء المادية _ التي تدعمه لتقوية شوكة الباطل المُضرة وتتفرع غصونه الفاسدة، “أنور المنصور” يمكث في السجن 28سنة والتهمة هي الدفاع عن شرفه وعرضه، قبل 28 سنة سُجن “أنور المنصور” ظلماً .
تفاصيل التهمة كان عريساً وقرر الخروج مع زوجته حيث ذَهَبَا لتناول العشاء وحين عودتهم للمنزل مَرّت سيارة وعلى مُتنها خمسة أشخاص منهم من كان يُصفّر ومنهم من كان يتلفظ بعبارات بذيئة ، إلتفت أنور إليهم وكله غيرة على شرفهِ وعرضه قائلا:ً هذه زوجتي
أجابوا: اطلع أنت وهي معنا لتكون زوجة الجميع، نزلوا وقاموا بضرب أنور وبعضهم حاولوا أن يمسكوا زوجته إلاَّ أنَّها فرَّت ، فرَّ بعدها زوجها عاد أنور إلى منزلهِ يبحث عن زوجتهِ فلم يجدها أخذ البندقية وأسرع، أمَّا زوجته ذهبت لإحدىالصيدليات مُستغيثة بمن فيها، لحِق بها أولئك الأنذال وعلى أيديهم أسلحة ، قالوا للناس نحن من الأدب وهذه المرأة .. . و و و صدق الناس ماقالوا وأخذوا المرأة سحباً.
وجدهم “أنور” على مُتنِ السيارة وجّه رصاصته نحو السائق فتوفي ،حُوّل” أنور” إلى السجنِ وتغيرت مسار القضية من مُدافع على شرفهِ إلى قاتل ، حيث تم الحكم عليه بالحبسِ منذُ 28 سنة وسيتم إعدامه ، “أنور” ظُلم ضاع عُمره وشبابه بين جِدار السجن وأوراق القضية منسية تُغلفها خيوط العنكبوت ، قاضٍ بعد قاض، حاكم بعد حاكم يُشترى صمتهم بجرعات من المالِ يتناولونها جُرعة بعد جُرعة.
هذا هو حال القُضاه وهذه حالة الحاكمين والسجون المكتظة بالسُجناء يطلقون نداء استغاثة فأين الضمائر وأين صوت الحق؟ أين كلمة الحق؟ إذا لم تكن العدالة هي المُنصِفة إلى أين يذهب المظلومين؟!
.