بدرُ الزمانِ.. و والدُ البدرين
إب نيوز ٦ أغسطس
عفاف محمد
وفي ذكرى وفاة العالم الرباني/ بدر الدين الحوثي لنا وقفة روحانية تبعث على التأمل في كينونة تلك الشخصية الإيمانية وتلك البذرة الطاهرة التي أنبتت نبات حسن.
ها أنا ذا أستجمع كلماتي المتواضعة لأكون فكرة مما عرفته عن هذا العالم الرباني الذي آتاه الله الحكمة، و منحه العلم الوفير .
ومؤكد لن تفيه حقه هذه السطور القليلة السيد العلامة الحجة/بدر الدين الحوثي فهو بكل أبعاده الفكرية والأدبية والإنسانية يفوق كل قدراتي وملكاتي وقدرات الكثير غيري ممن كتبوا عنه قبل أو حالياً، وإني أفخر لنوال الشرف العظيم والقسط الوفير من المجد أن أكتب إضاءة عن هذا السيد العظيم الذي بلور فكره وأعطاه لنا كمنهج سليم يمحو ما قبله من ثقافات مغلوطة تشبعنا بها وهي في الحقيقة مخالفة لشرائع الدين السمح ،ولم يقف عند هذا الحد بل علم فلذات كبده هذا العلم الهادف وأسقاهم إياه كما يسقي النبع الزلال النبتة في اليفاع فتخضر وتزهر وتعطي من ثمرها كل طيب .
في محاولتي المتواضعة هذه ل إضاءة بسيطة عن هذه الشخصية المؤثرة بعمق، و بكل أبعادها، أشحذ الكلمات كي تكون فكرة أساسية عن عطائه الجم، وعن سيرته الجليلة وعن تخلقه بأخلاق الدين القويم .
السيد العلامة بدر الدين وجود نوعي كبير، و حضور عقائدي عظيم، وثراء فكري غزير .
حمل فلسفة لاتحيد عن المنطق ، ونهج إنساني شامل وكامل السيد العلامة الحجة الورع /بدر الدين الحوثي رجل حمل معاني كثيرة لا تقال ولا تحكى وقد أفاض الكثير عليه بالحديث غير ماذكرته من مثقفين وعلماء وأكادميين ،كونه قد نثر فكره كالسراج المنير والمسك الطيب ،ولأنه أب أحسن تربية أولاده قد أصبح منهم ذو شأن عظيم، حيث وقد غيروا مجرى التاريخ ،ونهضوا بالأمة الإسلامية أحدثوا شأن عظيم . !
علم نسله الطاهر كيف
يزرعوا بداخلنا ثقاقة إيمانية .
نعم..أثروا فينا. !!
على عقولنا ووعينا وقلوبنا ووجداننا، فانعكس ذلك إيجابيا على أفعالنا وأعمالنا وتفاعلنا وواجباتنا الدينية .
كان السيد بدر الدين الحوثي يحمل قيماً إنسانية طُبعت في أذهاننا ،بعد أن سرت مفاهيمه سريان الماء الجاري الذي لاينقطع مع مر الزمان ، وأضحت ثقافته دائمة السكنى في وجداننا ،له الكثير مما أنتجه عقله الفريد، من مؤلفات قيمة تنتصر للدين ولقيم الإنسان والأخلاق .
تفرد هذا العلم بإنسانية لها أبعادها ولها خصوصياتها، لم يخف في الله لومة لائم وجاهر بالحق وانتصر بعلمه وأخلاقه وفلسفته ومعارفه، ودليل ذلك أنه استطاع أن يوجد منهج سليم يحظى اليوم بشعبية واسعة من بعد تذليل الصعاب وبعد أن أكمل الدرب من بعده نجله الشهيد القائد العلم /حسين بدر الدين ومن ثم استلم الراية من بعده سماحته السيد /عبدالملك بدر الدين حيث وقد أسسهم بتربية إيمانية جعلت منهم هداة للناس وحاملي منهج قويم لا هلاك من بعده .
كانت سمات هذا العالم الرباني أن اتسم بالذكاء والتواضع وقوة الحجة ومثل عليا تتزاحم .
والحديث عنه يطول ولا يسمح المقام ولا يستطيع المقال سرده وذكره، تعلوا بالسيد البدر المقامات والمقالات، وحين يذكر تتسابق الألسن لنيل شرف مدحه وذكره، وتسعد الدنيا والأنفس وتستفيد العقول حين ذكره وحضوره .
لهو هامة إنسانية، وسيد عقل، ونبع يفيض بسلاسة وبساطة وتلقائية دون تكلف صنعة او جهد رتابة أو تجشم صعوبة في الأسلوب ، تخشع له الألباب حين يدانيها ، ذلك قليل من كثير وحسب محدودية قدرات كاتبة متواضعة .