الله موجود في اليمن
إب نيوز ٩ أغسطس
ألطاف المناري
اليمن موطن خير ورعاية الله وبركاته لا تنقطع عنه فقد سُمي بالبلد السعيد لكثرة خيراته ورغد العيش فيه ، تربته من أخصب الأتربة في العالم ، ونعم الله على هذا البلد تكاد لا تُحصى وعندما آتي لأسردها أتذكر مقولةً لإحدى المدرسات الروسيات المقيمات في اليمن قالت ” الله موجود في اليمن” عندما سُؤلت أين وجدتي الله فتعجب الجميع لقولها فبدأت تسهب في القول: (كم حروب تشن في اليمن ؟وكم أوبئة أدخلت ؟إليه وكم ينقصه من خدمات صحية واجتماعية واقتصادية وثقافية ؟والتفصيل يطول إلا أن الله يرعاه ويحفظه من كل المخططات ويَمُنّ عليه بالكثير من الخيرات والبركات ولكنه لا يعمل على استغلالها بما يسهل عليه الحياة ..أنا لم أجد الله إلا في اليمن” .
صادقة بقولها فرعاية الله لهذا الشعب لا نظير لها، فقد قصف بأفتك الأسلحة المحرمة دولياً، ونشرت في أوبئة وفيروسات كان الرقم الأول في تجاوز خطرها، حوصر من البر والبحر والجو ومازال يعيش حياته بتكيف عجيب، الخيرات متواصلة عليه وكم البركات المنزلة على بلدنا ولكِنّا لا نستشعرها ،منها نعمة الغيث الوفير ففي كلِ عامٍ يَمُن الله على أرض السعيدة بغيث مدرار، تُسقى به الأرضّ الضّماء، وتَتفح به أزهارٌ خضراء، ويُزال به شُح القلوب وضمئها، ويذهب قلقها وخوفها من مصير الزراعة التي تعتمد على الأمطار، سعادة الفلاح بالغيث كسعادة المريض بالعافية وعلى قدر صلاح الأنفس تأتي الخيرات والبركات فقد قال الله ( ولو استقاموا على الطريقة ِ لأسقيناهم ماءً غدقا)
كرم الله لشعبنا فياض ولكن كيف يجب أن نستغل هذا العطاء ونُقدّر النعم التي نتقلب فيها؟
في الريف يَستغلُ الناس أيام الغيث بشكلٍ كبير فيسارع المزارعون لبذر الحبوب وإصلاح آبار المياه ومساقي السيول ليتوفر لهم كمية كبيرة من الماء تساعدهم في تجاوز أيام الشتاء، ولكن ماذا عن أصحاب المدن؟
للأسف الشديد نحن في المدن بحاجة إلى ترشيد مياة الأمطار واستغلالها كما يجب فكل ربّ بيت يشتري كل يوم خضروات ( كزبرة، ونعناع، وبسباس) فبدل أن تكون مستهلك كن مكتفي ذاتياً في أبسط الاحتياجات، أعمل على تجميع المياه التي على سطح منزلك، واحفظها في خزان مياه وازرع الخضروات واستغنِ عن شرائها كل يوم وزرعة يدك ليست كزرعة غيرك فما تشتريه لا يقارن بما ستبذره وتعتني به لا في الطعم ولا الرائحة ، بهذه الطريقة ستوفر المال وتدعم الإكتفاء الذاتي وتشجع المواطنيين على ذلك.
جانب آخر مؤلم يحدث أثناء هطول الأمطار ويحول النعمة إلى نقمة ولا أحد يحاول تفاديه وهو: النفايات التي تملئ الشوارع والزقاقات.
منظر غير حضاري يجلب الأمراض الخبيثة والأوبئة الخطيرة فكلها تأتي من انتشار عفن القمامات المكدسة على الطرقات التي يأتي المطر فيزيد من احتمال إصابة الكثير بأمراض خطيرة تأتي جراء انتشار القاذورات والمياه الراكدة.
أمر الإصلاح سهل ولا يحتاج إلى جهد كبير فقط كل شخص يضع القمامة في مكانها المخصص حيث أن صناديق القمامة في كل شارع وحارة ولكن نرى القمامة تضع بجانب صندوقها!
أخي يامن تضع القمامة على الرصيف بدلاً من أن تضعها في الصندوق أنت مسؤول عن حياةِ كل فرد في المجتمع يُصاب بداءٍ أو وباء ، الأمطار نعمة من الله ولكن قد تتحول إلى نقمة بفعلٍ أحمق؛ فالقاذورات تصبح حاضنة للأوبة أيام هطول الغيث أكثر من أي وقت.
أخي المواطن اجعل كل الناس أهلك وكل شارع اعتبره بيتك، وقبل كل شيء النظافة تدل على إيمانك ومستوى ثقافتك ورقي فكرك.
بوضعك للقمامة في مكانها المخصص تساهم في الحد من انتشار الأمراض والأوبئة ، وتذكر أنه لا خير فيمن لا يهمه أمر أمته وأن دائرة الخطر لن تمر دونه..
يجب أن لا نجعل من لطف الله بنا محط استهتار ولا مبالاة للخطر الذي يأتي جراء تكدس النفايات وهطول الأمطار عليها فكما قالت تلك المعلمة الروسية الله يحفظنا ويرعانا وعناية تحوط بنا فيجب أن نحمده ونشكره ونلتزم بتوجيهات الدين الحنيف؛ لتظل عينه ترعى شعبنا وبركاته تعم أرضنا.