تــفكروا فـفي ذلك أجرٌ عظيـم
إب نيوز ١٠ أغسطس
نوال عبدالله
خلقت الأرض و الكرة الأرضية بشكلها الكروي؛ لتصبح متسعداً للجميع السماء خُلقت بدون أعمده ، يقول تعالى: {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ} [لقمان: 10]
.الجبال وهي شامخة لا تتحرك تحتوي في جوفها براكين، تلتهب بحرارة شديدة.
وقد تحدث القرآن بدقة عن دور الجبال في المطر وتصفية الماء؛ ليصبح ماءً فراتاً، يقول تعالى: (وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّاء فُرَاتاً) [المرسلات: 27]
فلماذا لا نتفكر والقرآن يوجه آيات واضحة للمؤمنين إلى التدبر والتفكر في الخلق هذا البديع في الكون الواسع في المخلوقات التي يعجز الإنسان عن خلق ذُبابة.
{وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} [البقرة: 269].
كيف لنا أن لا نتدبر في خلق البحار والفلك وهن آيات من آيات الله .
1- {وَهُوَ الَّذِى سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمَاً طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرىَ الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيْهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ ولَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (النحل/ 14) .
2- {وَمَا يَسْتَوى الْبَحرانِ هَذَا عَذْبٌ فُراتٌ سَائِغٌ شَرابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ اجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأكُلُونَ لَحْماً طَريّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرىَ الْفُلْكَ فِيْهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوْا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (فاطر/ 12) .
3- {اللَّهُ الَّذِى سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْري الْفُلْكُ فِيْهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (الجاثية
الأرض الحجار الطيور الأشجار الحيوانات النجوم والكواكب الشمس القمر و و و الخ خُلقت في ستة أيام سبحان الخالق نظم كل شيء بتدقيق مُحكم وضعت النجوم في كبد السماء وبجانبها قمرٌ مضيء، يأتي الليل ,ليكون سكن وراحة للبشر كذلك النهار يبدأ بطلوع الشمس ، فلنتدبر في الشمس حيث تصدر أشعتها بقدر معلوم فلم تكن يوماً ملتهبة أوضارة، تظهر في وقت محدد وتختفي بهدوء وتدريجياً.
{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ماخلقت هذا باطلا}
خُلقت الأرض لتكون متنفس فسيح للعيش على سطحها الواسع وجميع وسائل العيش متوفرة للإنسان إذ أوجد له كل ما لذ وطاب ففي باطن الأرض نجد القدرة الألهية في جعل البذرة الصغيرة فاكهة، ومن الحبوب حقول ومن عمق البحار وجدت الأسماك يتغذى منها البشر وجدت الحيوانات فبعضها تكون عوناً للإنسان ومنها مايأكل لحومها خلق الله الأبل والأنعام والثمرات، النباتات بمختلف أنواعها وأشكالها وصدق الله إذ يقول: {يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} {النحل:11}. كما يقول سبحانه: {وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ} {النحل:13}.
فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾ [النحل: 114]
لأنه رحيم حكيم خُلقت الحيوانات، بعضها يتغذى من الأرض من أشجار والبعض الآخر يأكل لحوماً كلاً يتغذى بقدر حجمه أي يعقل أن يأكل الذباب قطعة من اللحم أيعقل أن تأكل السمكة شيئاً أكبر من جمها.
هُيئت الأرض تماماً؛ لتكون مستقراً للحياة ولم تخلق لتكون هبائن منثورا ، لكل شيء حدود وقوانين والدليل هذا الخلق البديع فكل شيء خُلق لحكمة ، لسبب محدد ووقت محدد لم تكن الحياة غامضة بُينت ووضحة الأسباب الضارة التي تضر بل الإنسان والأشياء، التي تنفعه؛ ليكون على علمٌ وبينة في هذه الحياة.
من نعمه العظيمة نعمة العقل التي ميز الله بها الإنسان عن سائر المخلوقات هي نعمةٌ تنمو تدريجياً مع نمو الجسد والعقل كا بداية كل شيء ما ورد في ذهني بداية نمو النباتات تكون بذرةٌ صغيرة وبعد فترة تتكون لها جذور تتماسك بالتربة ثم ساق من بعدها غصون وتتفرع منها فاكهة كذلك عقل الإنسان ينمو تدريجياً كذلك لا يُعقل أن يكون الطفل مُكتملاً في عقلة وهو مازال رضيعا أو صغيرا ، بل ينمو تدريجياً .
وبقدرته العظيمة جعل للإنسان عقل يُفكر، يميز يُعمر، يصنع يتفكير في هذا الكون وكلما تفكر نال أجرٌ عظيم، وكلما تدبر نال جزاء من رباً كريم؛ نعيم في الدنيا والدليل ماتحتوي الأرض في باطنها من أشياء باهضة الثمن فكلما اجتهد في البحث والتنقيب وسخر عقلة لما ينفع من حول أكرمه الله وهيأ له زاد من تفتح عقله.
التفكر في ملكوت الله وفيما خلق في السماوات والأرض، وهو يحتاج إلى عقل ولُبٍّ: {وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} [البقرة: 269].
أليس لكل شيء بداية ونهاية، والله عز وجل أخبرنا أن الحياة ماهي إلا أيامٌ معدودة لن تُخلد ولن تبقى، ماتعاقب الليل والنهار، وسيأتي يوماً وتنتهي ولكن أكثر الناس لايعقلون وأن الحياة الدنيا، ماهي إلا لعب ولهو مغترون برداء الدنيا و زينتها التي لا تدوم ولن تدوم إلا لله العزيز الجبار.
﴿32﴾وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ۖ وَلَلدَّارُ الْآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ ۗ أَفَلَا تَعْقِلُونَ}
﴿33﴾يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَّا يَجْزِي وَالِدٌ عَن وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَن وَالِدِهِ شَيْئًا ۚ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ ۖ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ
هنا السؤال يطرح نفسه لماذا يتجاهل كثير من الناس نهاية الحياة ويتعكر مزاجهم حين يسمعون خبر الموت؟
هل التفكر في هذا الكون أصبح متعبا لهذا الحد ؟!!
هل تفكرنا في الأشياء التي خُلقت من حولنا هل انتظرنا نتأمل طلوع الشمس هل حمدنا الله على نعمه التي لا تُعد ولا تُحصى ؟
هل تفكرنا في خلق الأرض الكون ، المخلوقات الفلك الكواكب النجوم البحار هل تفكرنا ، قبل أن تموت جوارحنا؟.