كربلاء قضيةٌ ومشروع
إب نيوز ١٢ أغسطس
بدرة الرميمة
جار الطُغاة ولم يجر الزمانْ، حزن الفؤاد وناحتِ الأعضاء، قُتل الحسين وروحه في السماء، حزن الوجود من جور ماجرى، بَطَش المجرمون وثار العاشِقون، حقد الكارهون وصرخ الموالون، ذَبَحَ الكافرون وانتصر المؤمنون، كربلاء هي أرضُ طفٍ جرى فيها مالم يُفترض أن يجري من ذبح الحسين وأبنائه وسبي النساء وأطفاله، فالحسين لم يخرج أشراً ولا بطرا، وإنما خرج ليُصحح ماكان علية الواقع من ظُلمٍ وفسادٍ وضياع.
عندما رأى الناس لا يأتمرون ما أمرهم الله ولاينتهون عما نهاهم عنه، خرج الحسين وهو يحمل قضية هادفة هي إرجاع الناس إلى الطريق الذي انحرفوا عنه ، طريق جده رسول الله صلى الله عليه وآله ، الحسين عندما غادر المدينة متجه نحو الكوفة، حمل على عاتِقه “مشروعاً وقضيه”، مشروع بناء الأمة التي أصبحت على وشك الهاوية بين لحظةٍ وأخرى تسقط صريعة، بنائُها في أمور الدين من حيث العبادات التي قد تُركت في ذاك الزمان بل وكانوا يتعدون على المقدسات الإسلامية، بناء الأمة سياسياً حين انشغل الظالمون بالخمور واللعب واللهو مع القردة واليهود، حتى نسوا سياسة نشر الدين في بقاع العالم.
كذلك سياسة الدولة الاسلاميه فيما كانت عليه من التدهور بسبب جور الحكام الظالمين من بني أمية، الحسين حمل كذلك القضية، قضية كيف يتولى رقاب الأمة أُناسٌ طغاة ظالمين لا حكم لهم ولا راية، قضية: (ماكنتُ متخذ المضلين عضدا)، حمل قضيته، وهي إصلاح الواقع الذي أفسده الطغاة حين تولوا أمور الخلافة وأفسدوا فيها، قتلوا الأبرياء ونهبوا أموال الضعفاء.
عندما خرج الحسين ووصل خبر خروجه الى الظالمين بقضيته ومشروعه، انزعجوا وقاموا بمواجهته عن طريق أهل الكوفة أنفسهم، جيشوا أهل العراق لمواجهة الحق والإيمان، لأن الحسين كان هو السبيل الوحيد لدمارهم وإظهار الحق ، فأقدموا على مواجهته وذبحه في كربلاء ظناً منهم أنه انتهى ومات ولكنهم لم يعلموا أنهم زادوا من ثورته وأكثروا من أبنائه حتى لم يصبح الحسين واحداً بل ألف حسيناً، وبدمه أسقى الأرض حتى ارتوت طُهراً فكان نبات ثورتة ونفسه.