ذاكرة تسطر ملامح الانتصارات

إب نيوز ١٣ أغسطس

ماريا الحبيشي

أتجول حول تلك المدن باحثاً عن مرفأ تحط فيه رحالك الثقيل، تهترى أقدامك ولازلت في منتصف الطريق تفتش عن منفذ للعبور ولكنك تجد نفسك غارقا في متاهة الذاكرة، وفجأة ينبثق في وجهك شعاعا خفيفا يرسل لك بعض الجرعات من الأمل، لعلك تطفئ تلك البراكين في جوفك، تقترب منه رويداً رويدا تتساءل أي نور هذا يكون؟! .

فترى نفسك واقفاً على صخرة صماء فتجلس عاري الأفكار، تحاول أن ترسم تلك الابتسامة المزيفة على ملامحك وتنسى مرارة الحرب والدمار في وطنك ولكن الحزن يبتلعك يشعل ظلام ذاكرتك ليرسل معزوفة أنينك إلى كل أنحاء العالم ؛لتغني معك الطيور وترقص الأشجار يأساً أملاً حزننا لأعلم لماذا ترقص؟! لا يوجد شيء يستدعينا للانذهال في كل شيء في وطن أصبح رماد تتعارك الأمواج؛ ليغرق الأطفال وعابري الطريق.

تكتظ الوجوه من حولنا منادية من لازال يوجود في قلبه ذرة إنسانية، أشلاء في كل مكان وأجسادا تبللها الدماء وحصار يقتل كل الأحياء، تختلج الحروف لتضللنا في شوارع الذاكرة وتضعنا خلف دهاليز الحروب الباقية، تسرقاً من عيون الفرحة لتجعلنا نطيل المكوث في رفوف الأحزان فتغلق كل الأبواب والشبابيك في ملامحنا البائسة، لتسيطر العتمة في. شوارعنا ولكن يوجد ثقب صغير يتسرب منه دخان العابثين في أرضنا.

قد تستغرب من كلماتي ومن قلمي الحر الذي لا يسكته لا قوة ولا جبروت، ننقش مرارة الألم على صخور الزمان لنحرب بها كل ظالم وطاغي .

عندما ترى أشلاء الأطفال في كل مكان واتجاه تتسرب على ملامحك علامة الغضب فتموت العبارات في حنجرتك حينها لا تعلم مالذي تقوم به سوى الردع لأعداء الوطن تترك خلفك الف خيبة والف هم وتنهض رافع راية التحدي الانتصار ڵو الشهادة تثار لتلك الأجساد الممزقة في الشوارع والأسواق دون أي ذنب تعاهد نفسك بالانتقام لهم وتنطلق بحثاً عن مسافات أقرب توصلك إليهم،وفجأة تسمع صراخ فتعجز عن الحركة لقد شلتك ملامح وأجسادا أطفال برئية هزيلة الجسد تعاني مرارةوحقدهم وأمراضا، تموت على قارعة الانتظار، تنتظر منهم فك مطار صنعاء.

فتظل ساكنا وتسأل نفسك أي ذنب اقترفوا هؤلاء الأطفال حتى يموت بغير الحرب يموتوا جوعا ومرضا؟!

أين هي حقوق الإنسان؟!
وأين هم المدعوا بالمنظمات؟!
عل تروا مالذي حل بأطفال واليمن؟!
ألا تسمعوا تلك الأصوات والأنين؟!

لكن من العجب أن تراهم يصبوا حقدهم على مطار صنعاء وهذا شيء مضحك للغاية، ولو ضحت اليمن بملايين الأطفال فلن تستطيعون اخضاعها أبداً ،وسيظل ينبض بعروقهم الحرية والخضوع لله الواحد الأحد، فلن يرغمنا حصاركم الرجوع ولا الانسحاب بل يزيدنا قوة وغيرة والتقدم إليكم وتطهير الأرض منكم ياال سعود
وسندعم الجبهات بالمال والرجال والله لن يخذلنا أبداً .

ست سنوات مرت وكأنها يوم فن تحرك سكان بناء، فنحن عشاق الشهادة ونحنُ من سيحرر الوطن العربي من حثالة التاريخ، ونرفع راية النصر في بقاع الأرض كلها
لنا تاريخ عظيم ولنا صفحات مخلدة بدماء الأبطال، فغدا تصرخوا السيف وتشيع رقابكم وتجعل منكم ماضي لا يستحق الذكرى فاليوم مطارنا محاصر وغدا راقبكم فدا لفك هذا المطار الشامخ…. فصبرا يأطفال وطني فموعدكم الجنة.

 

You might also like