أطفالُ ضحيان..طفولتهم ذُبحت
إب نيوز ١٣ أغسطس
الحوراء زيد
فيّ تلك الحادثة الأليمة التي اغتالت الطفولة، بل وأبادتها ومزقتها كل ممزق، والتي لايزالُ وقعها في قلوبِ كل اليمنيين حاضراً وماثلاً أمام أعينهم لهولِ الفاجعة وبشاعةِ الجريمة؛ جريمة لن تمحوها الأيام ولا الدهور بل صارت دليلاٌ دامغاً على وحشية وإجرام عدوانٍ غاشم، ارتكب كل المنكرات في موطنٍ أُلقِ في الجُب ومازالت قافلةُ العزيز في البعيد .
تأتي ذكرى مجزرة أطفال ضحيان، وأطفال اليمن لا زال العدوان يخنقهُم بإجرامه، بحصاره، بغاراته، بأفعاله النكراء الموحشة، لايزالُ أطفال اليمن مسلوبة حقوقهم في أبسط مقومات حياتهم، وكمّا سُلب أطفال ضحيان أرواحهم، سُلبوا اطفال اليمن جميعاً حقوقهم في عالمٍ يكسوه السواد،
عالم لا يعرفُ معنى الطفولة؟!
وطفولةّ لم تعِ نفسها إلا بين أصوات الغارات وأزيز الطائرات ؟!
وطائرات لا تفرقُ بين كبير أو صغير؟!
وصغير أشلاءه مبعثرة ودمائه مستباحة و روحه مذبوحة ؟!.
ففيّ ذلك اليوم وأطفال ضحيان في طريقهم لتلك الرحلة التي لطالمّا أنتظروها وأعدوا لها العدة، تجمعوا في تلك الحافلة وكل منهم يجلس بجانب صديقه وهم ينشدون تارة ويتحدثون تارة أخرى، وفي لحظة قاطعهم صوت قاتل وقطع أجسامهم الصغيرة إلى أشلاء، وتحولوا خلال دقائق إلى رماد، لقد خرجوا من بيوتهم وأمهاتهم يودعنهم على أمل العودة لكنهم للأسف لنْ يعودا بعد اليوم، لم تستقبلم أمهاتهم بل استقبلت أرواحهم ملائكة الرحمة في ضيافة الله الرحيم.
فعذراً لأرواحكم أيها الصغار؛ إذا لم تتعاطف البشرية في مصابكم الأليم؛ عذراً فليس من موآسي يوآسي مصابكم الأليم؛ عذراً لأرواحكم فلم نرى الندب والتعليق، لم تقترفوا شيء ولم تذنبوا أي ذنب إلا أنكم من أطفال اليمن، وتحملوا الهوية اليمنية؛ التي صارت في قوانين الأمم المتحدة وفي لوائح المجتمع الدولي مستباحة، بل ويجوز أزهقها من دون وجه حق؛ فيما أصبح الجلادُ هو الضحية و يصدرون لأجله التصريحات والتنديدات، في عالم تحول الجلاد ضحية والضحية جلاد، لم تبقَ لهم أي مواثيق ولم يراعوا أي شريعة؛ خانوا الله فأمكن منهم .