من أنا ياحُسين أمامك؟
إب نيوز ١٥ أغسطس
بنت الأهدل
من أنا يا سيدي ومولاي كي اُحيط بك، من أنا كي أستطيع التحدث عن مقامك، وأي يد تستطيع الكتابة عنك ، وأي عين لاتستطيع أن تبكيك ،وأي قلب يستطيع أن يعرف قدرك ،وأي إنسان يستطيع أن يفي حقك ، وأي مشاعر تستطيع وصفك ، وأي مجلس يكفي للحديثِ عنك، وأي صحف تتسع للكلام عنك ، وأي مِداد قلم سيكفي للتعبيرِ عنك، وأي أُمة لاتكتفي بك وأنت الذي بكى عليك جدُك رسول الله لمقتلك وما سيحصل لك وأنت لازلت صغيرًا حتى غُشي عليه طويلا !
لو جدك ياحسين كان لايزال موجودا ،وشهِد واقعة الطف بكربلاء ، لظل طوال حياته باكيا إلى أن يفقد بصره كيعقوب تمامًا عندما أتى إليه أبناءه يحملون قميص ابنه يوسف وهو بالدماء مخضبا، فظل يبكي يوسف أربعين سنة حتى جف الدمع من عينيه ،وفقد بذلك نور بصره ،وأصبح أعمى لا يرى شيء ،وجعل من أنفه نور يشتم به ريح يوسف بكل مكان، كما كنت أنت ياحسين ريحانة جدك رسول الله يشتمها في هذه الدنيا الذي سيموت لأجلها كمدا ، وحزنا ، ومن شدةِ ما سيحصل لها قهرًا ،وجزعًا.
قميص يوسف كان يُهدأ قلب يعقوب كما هدأ الله رسوله بلُقياك في الجنة، فظل يرقب وصلك للجنان؛ كي يحتضنك فقد طال الشوق والإنتظار، 50 عام أكثر من شوق وانتظار يعقوب ليوسف40 عام، لكن السؤال الآن هو:
كيف لجدك رسول الله أن يحتضنك وقد أصبح جسدك ممزقا ،كيف له أن يستطيع تقبيل جبينك وأنت بلا رأس ،كيف له أن يسقيك وثناياك بالدماء تقرّحت ،وشفتيك من شدة العطش تشققت من قِبل من يدعون الإسلام وهم من أُمته؟!
ماذا سيكون جوابي وجوابك لرسول الله إن سألنا ما كان موقفك مما حصل لسبط وريحانة الرسول الحسين سيد شباب أهل الجنة؟ وهل أنت نصرته حين نادى هل من ناصر ينصرني في كربلاء يوم عاشوراء في شهر محرم الحرام ؟!
أنا أُشهد الله ،وأُشهدكم ،وأُشهد جميع خلقه ،وجميع ملائكته وأنبياءه ،أنَّي أُحبه ، وأني معه ،وسأنصره في كربلاء اليمن ؛كوني لم أكن موجودة في كربلاء العراق حتى أستطيع أن أكون بركبه والتحق بقافلته .