هزيمة المشروع الأمريكي وأدواته في افغانستان
إب نيوز ١٥ أغسطس
………
هاشم علوي
…………………………………….
عشرون عاماً منذ احتلال الولايات المتحدة الامريكية ومعها حلف الناتو افغانستان بذريعة محاربة الارهاب الذي صنعته بايديها وتمويل دول بعران الخليج الوهابية.
ملايين قتلوا وشردوا وفقدوا من الشعب الافغاني بينهم اطفال ونساء من قبل الجماعات التكفيرية ومن قبل الامريكان ومن قبل الحكومة الافغانية دمرت البلد حتى صارت بلادولة وان اصطنعت امريكا دولة هشة فاشلة، ادعت امريكا انها هزمت الارهاب وحاربت طالبان حتى انحسر نفوذها وسيطرت الحكومة على البلاد بدعم ومساندة امريكية وعندما رأت ادارة البيت الابيض ان لا مصالح ولافائدة من وجودها في افغانستان قررت الانسحاب وما ان بدأت وتركت الدفاع وحماية افغاستان للحكومة التي صنعتها حتى تمددت حركة طالبان بالولايات الافغانية وسيطرت وبشكل متسارع على المنافذ البرية التي تربط افغانستان بالدول المجاورة وسقطت المديريات وعواصم الولايات سقوطا مريعا وانهارت القوات الافغانية الحكومية وفرت من مواقعها ومعسكراتها وقواعدها الى الدول المجاورة او الى ولايات لم تصلها طالبان.
المذهل هو الاحداث المتسارعة والتهاوي السريع للحكومة الافغانية التي دعمتها امريكا ودربت جيشها وقواتها الامنية، انهيارات فضيعة امام حركة طالبان التي تحركت بالمسارات كافة التفاوضية والدبلوماسية والعسكرية فكانت حاضرة بالمفاوضات فيما بينها وبين الامريكان والحكومة في قطر وارسلت الوفود الى الدول المجاورة ايران طاجاكستان اوزبكستان حتى روسيا والصين وغيرها لطمئنتها في حال استكملت السيطرة على كامل الولايات الافغانية الى جانب التسارع العسكري في السيطرة على الولايات والمدن شمالا وجنوبا وشرقا وغربا حتى كادت تلتهم الاراضي والمدن خلال ايام واغلبها كانت تشهد مناوشات او مواجهات تنتهي بفرار افراد وقيادات الجيش الحكومي والقيادات والزعامات المرتبطة بالاجنبي حتى ان مشاهد الهروب كانت مذهلة امام حركة لاتمتلك التسليح الذي متلكه الجيش الحكومي.
الحركة استطاعت تجييش القبائل الافغانية وتوجد لهاحاضنة شعبية حتى في المدن التي خرجت منها بفعل الضربات الجوية الامريكية.
دلالات المشهد ان الولايات المتحدة الامريكية فشلت وهزمت في افغانستان وانسحابها يؤكد ذلك وانهيار الحكومة وجيشها الذي تدرب على يد القوات الاجنبية الامريكية والغربية مني بهزيمة نكراء وهذه هزيمة للمشروع الامريكي الذي سقطت ادواته العميلة سواء قيادات رسمية او قبلية او حزبية فلادستم ولا نور صمد امام التحرك الطالباني مما افزع الحكومة الامريكية واستدعاها الى ارسال اكثر من خمسة آلاف جندي لاجلاء رعاياها من كابل ومعاونيها الذين حكموا افغانستان باسمها وكانوا ذراع ومخابرات للامريكان والذين تحاول ايجاد مخارج لاجلاؤم الى دول اخرى تستضيفهم وهذا يظهر حجم الاهانة للعملاء والخونة الذين يسلمون بلدانهم للاجنبي وعند استنفاذ الاهداف وتحقق الغرض يتم لفضهم وتركهم لقمة صائغة لخصومهم هذا هوالمشهد الذي يحدث في افغانستان وهو تسليم البلد لحركة طالبان دون مقاومة واذا كان الحال كذلك فلماذا الحرب عشرين عام ولماذا الهروب الامريكي الذي يحسب توقيت سقوط كابل العاصمة ويحسب الحساب لعملية اجلاء الامريكيين دون ان يحسب اي حساب للمتعاونين الذين صاروا في مأزق.
امريكا تحاول ان تترك افغانستان دولة فاشلة تحكمها الحركات المتنافسة والمتحاربة.
سيناريوهات كثيرة محتملة وتسارع السيطرة اسرع والتوجس الاقليمي كبير من ذلك الانهيار لمشروع امريكا وحلفاؤها وسقوط ادواتها وعملاؤها واسئلة كثيرة تطرح نفسها بعد قرار الانسحاب الامريكي هل ستعود مجددا ام ستترك افغانستان لحركة طالبان وهل مازال في افغانستان حركات مناوئة لطالبان؟ وهل ستشهد الايام القليلة القادمة هروب رئيس افغانستان وحكومته الى باكستان؟ وهل ستتحول الى مصطلح حكومة الشرعية الافغانية؟ وهل من تنسيق امريكي طالباني للسيطرة على افغانستان ام هو الهزيمة؟ وسقوط المشروع الامريكي وادواته؟ وهل يتابع عملاء وادوات امريكا المشهد الافغاني؟ وهل يتحسيون رؤسهم؟ الايام والساعات القادمة كفيلة ببدء صفحة افغانية جديدة تستدعي العبرة للادوات الامريكية وللعالم بان هزيمة امريكا ستتكرر كما فيتنام وافغانستان وهي دعوة للمبهورين بالمشروع الامريكي الى ان لاتربط حمارك جنب حمار المدبر يدبرك من دبوره (مثل يمني).
ولله الامر من قبل ومن بعد.
الله اكبر… الموت لامريكا .. الموت لاسرائيل .. اللعنة على اليهود … النصر للاسلام.