كربلاء آل الرميمة مظلومية وانتصار
إب نيوز ١٦ أغسطس
دينا الرميمة
في ذكراها السادسة مجددا تأتي كربلاء آل الرميمة لتطرق أبواب ذاكرة التأريخ وذواكرنا المثقلة بالمأسي الدامية للإنسانية والإنسان التي حدثت فيها والتي جعلتنا ندرك يقينا أن الحروب لا تجيد المزاح وانها فقط تجيد وباحترافية بالغة حباكة تراجيديا الوجع في ذوات اعماقنا، ذلك لانها لاتطال ماحولنا فقط إنما تطالنا نحن وتتركنا منكوبين أكثر من المدن المدمرة نفسها وماتسرقه منا لايتسنى لنا استعادته ابدا !!
وفي هذا العام أتت هذه الذكرى متزامنة مع ذكرى كربلاء الحسين عليه السلام ، وهما إنما تحملان نفس الدواعي و الأسباب ونفس الأحداث والنتائج!!
فكما خرج “الأمام الحسين” إلى كربلاء للإصلاح في أمة جده “رسول اللّه” لا أشرا ولابطرا
كذلك هم آل الرميمة الذين انتهجوا نهج جدهم الحسين وحملوا على عواتقهم إصلاح حال مدينتهم التي وصفت بعاصمة العلم والثقافة وعلى حين غفلة أصبحت ساحة للفكر الوهابي الداعشي الذي استفحل بعقول ابنائها وجعل على قلوبهم و ابصارهم غشاوة فهم لايبصرون، واصبحوا جماعة تناصب العداء لكل من يحمل النسب الهاشمي ولابد من محو ذكره من على هذه الأرض!!
فبدأوها بحملات شعواء ضد آل الرميمة بأنهم الروافض الذين يسبون زوجات النبي وأصحابه وانهم المارقين على الدين، وانهم الحوثة الذين يريدون استعادة الملكية واستعباد الناس بسبب التحاقهم بالمسيرة القرأنية التي كثيرا ماحوربت وشوهت في تعز !!
ومع بداية العدوان على بلدنا اليمن انطلق الكثير من آل الرميمة إلى الجبهات دفاعا عن ارضهم رافضين الوصاية الأمريكية التي جاءت هذه الحرب لتفرضها على كل اليمن، فكان ذلك هو جرمهم الأكبر في قوانين دواعش تعز وبسببه اعلنوا الحرب عليهم بأمر من السعودية التي سلحتهم بسلاح العنصرية والمناطقية والمذهبية قبل تسليحهم بالنار والبارود وسواطير الذبح الداعشية، كونها تسعى الى تمزيق نسيج المجتمع اليمني وزرع الفتنة بشتى انواعها وجعلهم يقتتلون فيما بينهم !!
لعبوا بالمسميات وتحت اسم المقاومة انطلقوا لقتال من اسموهم المجوس والروافض من آل الرميمة الذين لم يكن لديهم من سلاح إلا سلاح الثقة بربهم للدخول في معركة غير متكافئة العتاد والعدد فخاضوها
بكل شجاعة وإباء مذكرين بعضهم بقول الحسين لآل بيته في كربلاء (استعدوا للبلاء واعلموا ان الله حافظكم وسينجيكم من شر الاعداء، وسيجعل عاقبة امركم إلى خير ويعذب عدوكم بانواع العذاب ويعوضكم عن هذه البلية بكل أنواع النعم والكرامة)
فصمدوا لمدة شهر من الحرب ظنها المرتزقة لن تستغرق إلا يوم أو يومين!!
خلال هذه الحرب
اصبحت قريتهم ومنازلهم هدفا مباحا لقناصي العدوان يستهدفون كل مايرونه امامهم،
لم يتورعوا عن استهداف النساء والأطفال، قتلوا الطفلة ذات الأثنى عشر ربيعاً والعجوز التي تجاوز عمرها الثمانين!!
حاصروهم من لقمة عيشهم ،نهبت وأحرقت الكثير من البيوت التي نزح منها أهلها لقربها من أماكن تواجد المرتزقة،
استبيحت ارضهم ومصادر رزقهم وصارت غنيمة للمرتزقة يتقاسمونها بينهم !! وقبل كل ذلك استبيحت كل سنوات الجيرة والعلاقات الاجتماعية القائمة على الود والاحترام !!
ارتقى الكثير منهم شهداء وماازداد البقية إلا تمسكا بمبدأ النصر أو الشهادة وفعلا كان النصر يرافقهم على مدى أيام المعركة وبسمو أخلاقهم وشجاعتهم كانوا يمنحون للمرتزقة فرصة للتسليم وانهاء الحرب لكنهم تمردوا وتجبروا واستمروا في الحرب
إلى ان تيقن المرتزقة ان من يقاتلوهم ليس من السهل هزيمتهم بقوة السلاح فلجأوا الى المكر والخديعة وباسلوب شيطاني التفوا على المجاهدين من آل الرميمة واعلنوا عن رغبتهم بالصلح والسلام
وماتخفيه صدورهم عواصف مدمرة من الحقد الاسود ونوايا الذبح والسحل !!
كان تأريخ ١٦/٨/٢٠١٥ هو اليوم الموعود للصلح فجيشوا جيوشهم للبحث عن من تبقى من آل الرميمة الذين لم يعد بأيديهم شيء سوى الرضوخ للصلح المزعوم الموثق بأيمان وعهود بالأمان سرعان مانكثتها تكبيراتهم التي تعالت من مأذن المساجد بعد قتلهم للمجاهدين واحدا تلوا الأخر مابين رميا بالرصاص لبعضهم وسحلا وذبحا للبعض الأخر في جريمة تتنافى مع كل تعاليم الإسلام والرسالات السماوية !!
بعدها انطلقت حملات تفتيش للمنازل والتهديد بالسبي للنساء اللاتي برغم بشاعة ماحدث إلا انهن تسلحن بالصبر الزينبي في مواجهة يزيد تعز وهن يلملمن الاشلاء الممزقة ويدفن جثث الشهداء ممن استطاعت اياديهن الوصول اليهم بموقف كربلائي شبيه لموقف الحوراء في الطف مخلدات اول جنازة تدفنها النساء في تأريخ اليمن!!
ولم يكن أمامهن من خيار سوى الرحيل من هذه الارض التي ضاقت عليهن ولم تعد تعرف الا الموت و واناس يرقصون نشوة بما اقترفته اياديهم الآثمة بإراقة الدماء الطاهرة من آل الرميمة، وتدمير اضرحة الاولياء ونبش القبور، ليستقر بهن المقام في صنعاء التي احتوتهن بكل حب وإخاء !!
وإلى اليوم لازالت كل تلك المشاهد الدامية حاضرة في قلب كل زينبية فقدت زوجها وابنها وأخوها وابناء عمها في يوم واحد ولم يبق ماتتسلح به إلا سلاح الصبر والدعاء لمن تبقى في أيديهم من الأسرى الذين إلى يومنا هذا مازالت أخبارهم مجهولة أكانوا في عداد الشهداء أم مازالوا أحياء يتجرعون التعذيب والهوان!!
نعم ياسادة
هذا جزء من أحداث حصلت في ضواحي قريتنا المغدور بها في محافظة تعز بتوقيت مذبحة بيت الرميمه..!!