عند نهر الفرات
إب نيوز ١٧ أغسطس
علوية الفكر
يحمل قربته، وعطشه كَاد أن يُلقيهُ صَريعاً،
كان مقاومٍ باسل، ومجاهد مخلص،
لم يستسلم لكلام الطغاة وسيوفهم،
ولم يشرب من ذلك النهر حباً منه لأبي عبدالله وتضامنا مع عطشه.
لم يثنيه تكالب الأعداء وحصارهم،
قاوم وجاهد لإيصال الماء إلى المخيّم، لكن
حال بينهُ وبين ذلك المخيّم سهام غادرةوطعنات ضاربة قطعت يداه وسالت ماء قربته.
والأطفال ينتظرون قدومهِ بكل شوقٍ ولهفة، والإمام يبحث عنه هنا وهناك
أين أبا الفضل أين قمر بني هاشم،
كفيل زينب وساقي العطاشى
وحامل راية ريحانة رسول الله.
ارتقت روحهِ إلى حبيب جد الحسين(ع)،
وترك حسينا وحيداً يتجرع ألم الفقد، ويحارب أعدائه وحيداً بسيفه.
أين أنت ياعباس؟
لماذا تركت الحسين(ع) غريباً وحيداً؟ لماذا تركت زينب(ع) من دون كفيل؟
لماذا تركت سكينة(ع) على باب المخيم تنادي أين عمي العباس، ولماذا لم يأتي لقد قتلنا العطش ؟.
صورة واحدة من معاناة كربلاء، تبا لتلك القلوب القاسية المتجردة من الدين والإنسانية، وتبا لمن ينتهجون دور يزيد في عصرنا، فلبيك ياحسين ولبيك يا أبا الفضل إنا على دربكم ماضون.