كربلاء شمعةٌ من الدروسِ والعِبر
إب نيوز ١٧ أغسطس
غيداء الخاشب
من المؤسفِ أن التاريخ والماضي مُغيب عن الأغلبية منا، لم يُفكر أحدٌ منا ماهو سبب سقوط عظماء الأمة إما باغتيالهم غدرا أو بقتلِهم علنا!
إلى أن تبينت الأمور بالاطلاعِ على تاريخ آل البيت، واتضح أن الأئمة قد قُتلوا جميعهم من قِبل بني أمية مدعو الإسلام ؛ بغيةً منهم لقطعِ نسلهم ومحوهم من الوجود بل وطمس آثارهم المتبقية.
هدايةُ الله لاتنقطع ونوره مستمر ، لذلك من خلال الضوء المنبعث من كتابِ الله والمسيرة القرآنية تعرفنا على تاريخ الأئمة ومظلوميتهم المؤلمة، وهنا تُقبل علينا في العاشرِ من مُحرم فاجعةُ كربلاء، حادثةُ الطف،معركة بين الحق والباطل،قائدها وبطلها الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب_عليهم السلام_.
خرج لإصلاحِ أمة جده رغم قلة مناصريه، حاصروه هو وأسرته وقد عانوا الأمرين، قتلوا أصحابه وأطفاله، سبوا نساءه، أحرقوا خيامه، قاوم الحُسين وواصل جهاده حتى أتت السِهام الغادرة باتجاه جسده الطاهر وفرسهُ الجسور ،فسقط من على ظهر الخيل وحاول أن يغيث نفسه برشفةٍ من الماء؛ لأن شفتيه قد جفت، لكنهم لم يسمحوا له، ولأن قلوبهم قاسية ونفوسهم موحشة قاموا بذبحه فقط لإرضاء أميرهم وزعيمهم يزيد _لعنة الله عليه_.
ألمٌ ووجع أن يحصل هذا بابن أمير المؤمنين، وسيد شباب أهل الجنة، ومن محبته من محبة الله،حقيقةً تعجز الأحرف أن تفك لجامها لتسرد كل هذا الألم، قلوبنا من فرطِ الألم تبكي، لكن لايعني هذا أن نتحسر ونندب نفوسنا فحسب، إن كربلاء مليئة بالدروس والعبر، كربلاء شمعة لاتنطفئ، علينا أن نستنبط تلك الدروس ونستضيء من نورِ تلك الشمعة لاسيما ونحن في اليمن نعيش نفس المعاناة حتى سمُيت اليمن بـ”كربلاء اليمن”.
التضحية والفداء الشجاعة، الوقوف في وجهِ الباطل وإن كنت وحيدا،إقامة العدل، الدفاع عن دين الله، عدم السكوت عن الباطل، الصبر والجلاد، اليقين بأن الباطل مهما كثر عدده وعتاده سيُهزم والعكس صحيح بالنسبة للحق، التوكل على الله واللجوء إليه، كُل ذلك وأكثر دروس من مدرسة كربلاء، نطبقها على أرضِ الواقع؛ لنسير على خط آل بيت ونُثبت أن الإمام الحسين لم ولن يطمسوا أثره، هو غُرس في قلوبنا وموجودٌ في ساحات الجهاد، فأبطالُ اليمن قدوتهم وشمعتهم المضيئة الحسين ، نهجهم نهج الحسين وقولهم قول الحسين” هيهات منا الذلة”.
.