الشهادة عطاء.. قابلة الله بعطاء
إب نيوز ١٧ أغسطس
صفية جعفر
أتت الأخبار دون أن تستأذن من أرواحنا قبل المجيء؛ لتخبرنا أنه لازال هناك شهداء تلو الشهداء في ميادين العزة والإباء، أرواح تصعد إلى السماء ظلماًوقهراًوعدواناً؛ بلا مبرر ولا أدنى سبب؛ ليحل قتل أبناء الشعب اليمني بضمير ميت، ويخوض الحرب بانعدام الرحمة من قلوبهم، إنها وسام الشهادة نعم ولكن مايؤلم أكثر أن المخلصون يتساقطون في الميادين الجهادية، والعدو لم يؤمن بعد أنه على مهب العاصفة التي ستجرفهم بدماء الشهادة، فكل روح تصعد إلى خالقها تغلي بعدها الف روح للانتقام.
إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا والله على فراق شهدائنا لمحزونون؛ ولكن نلتم ففزتم فهنيئاً لكم التضحية لأجل عرض ودين أمة، وهاهو عطاءكم قابله الله بعطاء عظيم، وليس هناك أعظم من أن تكونوا أحياء عند ربكم ترزقون، إنها العزة الأبدية والكرامة الكبيرة أن تكون بين يدي الله بذلك المقام الرفيع، والكمال الإنساني، العظيم أن تحب الله؛ولكن الأعظم أن يحبك الله ويصطفيك، ويخلصك، ويطهرك ؛ لتكون من أولئك الأتقياء الأنقياء، مع الأنبياء في مكان واحد ورتبةً واحدة في جنات عرضها السماوات والأرض أُعدت للمتقين.
شحرجة تملئ حناجرنا ،وغصات تُخرج الدمع من أعيُننا ؛ولكن لنبتسم نتذكر أنهم شهداء فائزون بكل قطرة دمٍ تخرج منهم، لينالوا ماهو أعظم وهل هناك أكبر عظمةً من أن يحبك الله ويختارك أنت دون سواك، فما بال أولئك القاعدون لا يفقهوا كلاماً ولا يعلموا أن الموت حقاً؛ إن شهدائنا علموا أنه لا بُد من الموت فستثمروا موتهم بأن يكونوا أحياء ً عن ربهم يرزقون .
إن الله سبحانه وتعالى منح الشهيد الحياة الأبدية منذ أن تفارق ررحه جسده، والكثير من البشر لا زالوا يكدحون بحق أولئك الأبطال العظماء، ويخوضوا في كلام ً لا يرضِ الله أبداً، وظنوا أنهم هم الفائزون بالحياة الدنيا، وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور، وما عند الله خيراً وأبقى، وما يجب أن يحزننا حقاً، هي أنفسنا فنحن لا نعلم كيف سيكون المصير وما ستكون النتيجة؟!
بعتم والله اشترى فهنيئاً لكم بما اشترى الله منكم، وهنئياً على الفوز المشرف في الدنياوالآخرة، نأمل أن نكون على الدرب، وأن نسلك ذلك المسار بكل ثبات، ونحضى بذلك البيع من الله، فبعطائكم نلتم العطاء المؤبد والحب السرمدي من الله، فمبارك لكل شهيد وطوبى لكم لم تكونوا تطمعون بالحياة الدنيا، فلبيك ياشهيد وكل عضواً في الجسد ملبياً، وكل شرياناً يهتف لبيك، إنا مخلصون، ولاحقون.