انسحاب الاحتلال واعادة طالبان سيناريو امريكي جديد .
إب نيوز ١٨ أغسطس
لا زال العالم يتابع وبقلق ما آلت اليه الاحداث في افغانستان ما بين عشية و ضحاها و واقع جديد في ظاهره ولكنه هو نفس الواقع في الباطن يتعلق بحركة طالبان ، عشرون عاما ومئات المليارات من الدولارات و ترسانة من الاسلحة العسكرية صبت على رؤوس الافغان و ترسانات اعلامية تضخ في آذان الملايين لاقناعهم بجدوى احتلال افغانستان ، وفي لخظة واحدة يتحول كل ذلك الى عكس ما كان قد تكون في السابق ، هذه هي سياسات امريكا في المنطقة فهي ما تلبث ان تنكث بوعودها وتغير من موقفها تبعا لمصالحها ومصالح اسرائيل ، ما حصل صحيح انه ناتج عن فشل للاحتلال الامريكي لكن ذلك في الاصل لن يخلو من مكائد جديدة تحوكها امريكا في المنطقة ، لتحقيق اهداف استراتيجية تتماشى مع مصالحها في السيطرة اكثر واضعاف لقوى اقليمية صاعدة ستحد من نفوذها في العالم . اعادة طالبان الى الحكم في افغانستان هي خطة امريكية مدبرة تحمل مغاز كثيرة ، و هو امر درسته الادارة الامريكية بعناية وفق مخطط محكم ، طالبان اعيدت الى الواجهة ولكن بنسخة معدلة هجينة تجمع بين اصول التطرف الناعم الهاديء الدبلوماسي ولين الحداثة المطلوبة لمد خيوط الاتصال مع الجميع بما تتطلبه السياسة الجديدة في المنطقة ،
هذا البرنامج التحديثي الجديد لحركة طالبان بواسطة المهندس الامريكي سيكون استثماري ناجح يوفر المليارات على امريكا فهي لن تحتاج الى تدخل مباشر كما في السابق، يكفي ان تكون غرفة العمليات تدار بأيديهم وبظغطة زر من البيت الابيض ستنفذ امريكا سياساتها بدون خسارة تذكر ، من المؤكد ان طالبان بنسختها الجديدة لن تحتاج الى البخاري ومسلم كثيرا في اصدار فتاوى دموية تكفيرية تجاه اطراف اخرى ؛ وستتخلى عن كثير من الاصول التي بنيت عليها كحركة تكفيرية كما تقتضيه السياسات الامريكية التي استغلت الفكر المغلوط في صناعة اسلام امريكي يتوجه حسب البوصلة الامريكية ، ستكون طالبان اكثر حداثة من ذي سابق و ربما ارتدى الخليفة الكرفتة والبنطلون وجواز امور كثيرة كانت من المحرمات !؟
وقد تكون المهام المنوطة بها هي مهام اقتصادية سياسية تتعدى خارج افغانستان بابعاد دولية يمكن طالبان من بناء علاقات دبلوماسية مع العديد من دول العالم ، خاصة الدول المناوئة لايران و روسيا والصين . وسيتم دعم طالبان عسكريا لبنا مؤسسة عسكرية و جيش حديث بدلا من نظام العصابات ويدار بوسائل حديثة من الاتصالات من داخل مؤسسات الدولة التي يتحكم فيها امير المؤمنين وباشراف امريكي ، وقد تستغل ضد دول الجوار تحت ذرائع واهية لاشعال المنطقة بصراعات اقليمية مذهبية ، او لافشال مشاريع اقتصادية عظمى للصين وايران .
هذا التغير الطاريء في سلوك طالبان من تغيير لبعض مواقفها المعهودة واظهار مرونة امام الجميع
كحركة دينية تنتمي الى الاسلام ولكن بوجه و مرن غير السابق الاصولي المتطرف الذي لم يعد مجديا وانكشفت حقائقه بقوة وفقد شعبيته في الغالب واتضحت البصمات اليهودية في ادارته عندما اصبح افيخاي ادرعي يتحدث و كانه من خريجي دماج ا فاهتزت شعبيته وفقد حاضنته وصار محط يقين لدى الغالبية بتبني أمريكا ذلك ، ومن اهم اسباب ذلك ايضا هو صعود وتنامي محور المقاومة في فلسطين سوريا العراق ايران اليمن وازدياد انتصاراته وثبات مواقفه المنسجمة مع قيم الاسلام القوية و العمل بسياسة التسامح والنأي بالنفس عن الصراع مع الاخوة . كل هذه الاسباب ستحتم على امريكا ان تعيد ترتيب اوراقها من جديد وتلجا الى استخدام المستخدم فليس هناك أربح لها وانجح واكثر فاعلية من الحركات الوهابية بكل تفاصيلها في تحريكها حسب ما تقتضيه سياسات امريكا و اسرائيل ولكن باسلوب وقالب جديد يضمن اعادة زخم شعبي و جماهيري و صناعة و ترسيخ ولاءات دينية جديدة بين شعوب الامة العربية وتعيد الاعتبار لمكونات دينية مذهبية فقدت بريقها وانكشفت بعد تعاطيها عكسيا مع صلب مبادئها في التعاطي القضية الفلسطينية والاحداث في العراق وافغانستان واليمن مما سبب تناقض عجيب بين المثالية والواقع الراهن اضعف من معنويات كثير من الشعوب التي علقت آمالها بهذه الحركات والتوجهات ، انا لا اتنبا باحداث ستتحقق ولكن عند تحليل مجريات الامور والاستفادة من تاريخ الاحداث وتعاطي امريكا معها وصناعة مسرحيات هزيلة للضحك على الشعوب نستطيع ان نفهم الكثير مما يصعب فهمه او تحليله تحليل استهلاكي سطحي، فالقاعدة وطالبان و داعش كلها ادوات امريكية الصناعة لتبرير التدخل في شئون الشعوب وتضليلها وتشكيكها في دينها واسلامها ، ولو عدما الى تحليل وكلام السيد حسين الحوثي رضوان الله عليه في محاضرته ( اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا ) قوله ( من المحتمل ان تعود افغانستان من جديد ان تعود طالبان من جديد ، طالبان انكمشت بتوجيهات وستعود بتوجيهات ) في سياق تفصيلي عميق وبتحليل دقيق وحصيف نجد ان معرفة الحقائق والخطط الامريكية تتطلب فهما عميقا للاحداث من خلال القران الكريم وثقافته العظيمة .
صادق المحدون الرشاء
١٧_ ٨_ ٢٠٢١م