السيدة زينب عليها السلام النموذج الأرقى في الوعي والبصيرة

إب نيوز ١٨ أغسطس

# أميرة السلطان

كانت المرأة ومازالت وستظل في أي عصر وفي أي مكان من أهم العوامل المهمة في النصر أو الهزيمة في أي معركة.

فكيف إذا حملت هذه المرأة البصيرة والفصاحة والبلاغة، ونهلت من منبع الإسلام المحمدي الأصيل كل معاني القيم السامية والأخلاق العالية والإيمان الواعي.

كيف ستكون هذه المرأة وجدها رسول الله خير من مشى على الأرض وأمها هي سيدة نساء العالمين وأخويها سيدا شباب أهل الجنة “عليهم صلوات الله وسلامه” ؟
إن البيئة الطاهرة الزاكية الراقية التي عاشت فيها السيدة زينب قد اتضحت وتجلت في أنصع صورها عندما وقفت في وجه الطواغيت بعد معركة كربلاء لنستلهم منها الوعي الكافي والذي كان عاملا رئيسيا في انتصارها في معركتها وهزيمة جبابرة عصرها سنقف مع السيدة زينب عليها السلام في موقفين يدلان على وعي عال وفهم راق للرسالة المحمدية الموقف الأول عندما قالت لابن زياد بعد أن اخبرها متهكما:( أرأيت ماذا فعل الله بأخيك )
ترد عليه بإيمان واع:( والله ما رأيت منه إلا جميلا) هي ليست جملة قالتها وحرصت أن تكون هذه الجملة بليغة أو واضحة وإنما قالتها وهي تعلم علم اليقين أن ما حصل لهم في أرض كربلاء إنما هو صنيع بشر قد خبثت نفوسهم وماتت ضمائرهم بسبب شربهم للخمور وانتهاكهم لحرم الله ومجاهرتهم بالمعاصي ، وقلوب تحمل من العداء والحقد الكثير والكثير على النبي وأهل بيته .

هي تعلم أن الله سبحانه وتعالى قد اصطفى هذه الذرية وكرمها دون سواها وجعلهم السراج المنير الذي ينير للأمة حلك الليالي فكيف بعد تكريمه لهم يفعل بهم هذا الفعل؟! أما الموقف الثاني هو قولها ليزيد
:”فوالله لا تمحو ذكرنا”.

وفعلا لن يستطيع يزيد أو من هو أمتداد ليزيد أن يمحو ذكر أهل البيت مهما عمل ومهما ارتكب في حقهم من جرائم لأن السيدة زينب تحفظ عن ظهر قلب حديث جدها وهو يقول للأمة أن القرآن الكريم وعترته لن يفترقا حتى يردا عليه الحوض، لن يستطيع أحد على وجه الأرض كائنا من كان أن يمحو ذكرهم لأنهم باقون ما بقيت الدنيا، جملة لم تقلها زينب عليها السلام ليزيد في ذلك العصر بل هي لكل يزيد في أي زمن، فالسلام عليك يا زينب الصبر والوعي والإيمان.

 

You might also like