كربلاء .. ثورة بوجه النفاق
إب نيوز ١٩ أغسطس
إكرام المحاقري
من يجهل حقيقة ما حدث بحق آل بيت رسول الله على يد من يسمون أنفسهم خلائف للدين وقادات للمسلمين، هو يجهل حقيقة نفسه أولا !! ويجهل خطورة الطغاة الذين تلبسوا الإسلام قولا لا فعلا، وكل حادثة وقعت بحق ابناء رسول الله ليست وليدة يومها بل انها نتيجة لانحراف الم بالأمة الإسلامية بداية من سقيفة بني ساعدة حين تولى الضياع أمر الأمة.
كانت توجيهات رسول الله يوم حجة الوداع كفيلة بان يستقر الدين على ما أتمه الله تعالى يوم أن أتم النعمة ووضح سبيل الرشاد والهداية، وكتب الغلبة لحزبه، ورسم طريق واسعة للجهاد في سبيله بعيدا عن الشعارات الزائفة، لكن حين حال الشيطان بين الحقيقة والناس، فقد حدث ما حدث. كذلك لم تبقى الجريمة وليدة لحظتها، فقد ظلت تتجدد في كل عصر!
كان خروج الإمام الحسين (عليه السلام) خروج بوجه الظلم والاستبداد، وكان فتيل ثورته قد اشتعل نارا تلظى بوجه النفاق، حيث لم يخرح أشرا ولا بطرا ولكن للاصلاح في شأن أمة محمد (صلوات الله عليه واله)، فقد استهدف الإمام الحسين النفاق والمنافقين بالدرجة الأولى الذين شهدوا بوحدانية الله ونبوة رسوله لكن قولا باللسان وليس بالقلب والعمل، وما زالت تلك الفئة الباغية تستهدف الصادقين والعظماء عبر التاريخ.
فالحديث عن فاجعة كربلاء هو حديث عن الحق والباطل، وعن الخير والشر، وعن الإنسانية والتوحش، هو حديث عن الإيمان الأصيل والنفاق القبيح، فما حدث بحق آل بيت رسول الله لم يكن بالشيء الهين، ولا يجب أن يمر مرور الكرام في يوم ذكراه، حيث وفي كل زمان حسين ويزيد، وما زالت الثورة متوقدة ومشتعلة بوجه الظلم حتى قيام الساعة، فالأمة محتاجة لمنهج وموقف وتضحيات الإمام الحسين في كربلاء حتى ترجع لها كرامتها المفقودة منذ قرون.
لتكن الدماء الزكية والطاهرة راية للخير والنصر، فلا نصر الا بتضحيات، وهذه سنة الهية مؤكدة؛ فحين انتصر الدم على السيف أخيرا خُلدت تضحيات ومواقف الإمام الحسين (عليه السلام) في انصع صفحات التاريخ الإسلامي، في الوقت الذي طمس فيه ذكر ربيب القردة وشارب الخمور وحفيد أكلة الاكباد، وهذا ما يحدث اليوم وسيحدث حتى غد وحتى يحق الله الحق بأيادي كل من يقتدون بالإمام الحسين عليه السلام.
ختاما:
ما تمر به الامتين العربية والإسلامية من منعطفات خطيرة أودت بالكثير إلى حفرة النفاق المعلن لن يكون المخرج منها الا بالرجعة الصادقة إلى الله تعالى وإلى الحق حيث توجد الهداية والصواب، ولتكن كربلاء قبلة للاحرار في العالم، ومن أحب أن يتقيد بقيود الضلال فليتخذ من الليل جملا وليدفن رأسه في التراب، فالصادقون قد رفعوا شعار “هيهات منا الذلة”، ولن يتوانوا عن نصرة الدين ورفع رآية الإسلام حتى لو تحولت الارض من شرقها إلى غربها (كربلاء)، فسوف ينتصر الدم على السيف لا محالة، والعاقبة للمتقين.