زينبياتٌ ما حييّنا (الخلاصة)
*إب نيوز ١٩ أغسطس
بتول عرندس
لا يرتبط مقام السيدة زينب عليها السلام ب “الصبر” فقط، فهي بثورتها مع أخيها الحسين (ع) سجلت أروع المواقف والدروس والعبر. ومن الملفت حقاً، ومما يستدعي التأمل كيف استطاعت هذه السيدة الجليلة بمفردها اكمال النصف الأخر من المعركة بمفردها. النصف الآخر ألا وهو المحافظة على النصر، وهو الخطوة الأصعب والأهم. ولكن كيف حافظت وبأي السلوكيات؟
من الطبيعي أنها حافظت بكل الطاقات الكامنة في عقلها وروحها، من صبرٍ وحكمةٍ وحنكة وإلمامٍ سياسيٍ عميق نهلته من جدها وأبيه. لم يكن غياب العنصر الذكوري مانعاً لها إنما حمّلها مسؤوليةً أكبر. وهنا تحديداً يبرز دور نسائنا العزيزات، زوجات وأخوات وبنات المجاهدين في الدفاع المقدس والحشد الشعبي، واللاواتي تقع عليهن المسؤولية الزبنبيةُ بكلِ تفاصيلها. هُنَّ حين يلبيّن الإمام الحسين في عاشوراء بترديد “لبيك يا حسين” حين ينادي *”هل من ناصرٍ ينصرنا؟”*، عليهن اليوم أن يلبين امام زمانهن بالطريقة نفسها وبالروح والحماس نفسه.
من اللافت اليوم كيف يستغل الإعلام المبتذل والبرامج الساقطة والصحافة المرتهنة موضوع المرأة الشيعية تحديداً، متقنعين بشعارات ظاهرها حسن وباطنها مسموم. هذه التيارات الضلالية تريدُ أن تظهر نسائنا في موضع ضعف ووهن بسبب غياب رجالهن في معارك الدفاع المقدس. ولكن الله وحرائرنا الزينبيات تردُ كيدهم في نحورهم. نسائنا اليوم أكثر وعياً من أي وقتٍ مضى، وهن في غياب الرجل أكثر ثباتاً وقوةً وصبراً وتضحية.
وأخيراً وليس أخراً، أدعو الباحثين والمختصين تربوياً وإجتماعياً للتعمق في هذه الشخصية المباركة والهالة الشريفة، وما تختصره من مناهج تربوية فذه، ومن ثم نقلها لنسائنا في كل موقف ومقام، فالكلمةُ أشدُ تأثيراً في تقويم ومعالجة أي عقبة يواجها مجتمعنا. وفي الختام، اتوجه بأحر السلام على سيدتي ومولاتي وملهمتي، مولاتي الحوراء زينب عليها السلام، رزقنا الله زيارتها وشفاعتها في الدنيا والآخر.
نسأل من الله القبول
وآخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين
ً