كربلاء الحسين لكل زمان ومكان
إب نيوز ٢٠ أغسطس
بشائر المطري
الأمام الحسين -عليه السلام- جسد مرحلة جهادية مستمرة إلى يومنا هذا، فهو من قاد ثورة تحريرية من ظلم الطامعين والمتلاعبين بدين جده رسول الله، وبهذا قد مثل الدين كله حينما خرج بوجه الشر كله، فهو لم ينقلب على الدين ولكنه لم يقبل الفساد والظلم أن يسودا في المجتمع المسلم وأن تغلبهم الثقافات التي ليست صحيحة حينما قال مقولته المشهورة: (( والله ماخرجت أشرا ولابطرا ولامفسدا وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر))
أن الحسين ابن علي عليهما السلام هو من يجب أن نتخذه قدوة لنا ونعلم أجيالنا كيف أنه بالرغم من قلة ناصريه إلا أنه خرج بوجه الطغاة مشهرا سيفه ويريد الحكم بما أراد الله ولايقبل سوى العدل ويرفض الظلم ولو كان ثمن ذلك حياته.
لقد قدم حفيد رسول الله أهله ونفسه وصحبه في سبيل الله، غير أنهم أسبوا نساءه، وأحرقوا خيامه وأحرموه ومن معه قطرة الماء من شدة حقدهم عليه وعلى آل بيت رسول الله، وبالرغم بمعرفتهم بما كان يقول رسول الله حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا، ولكنهم تعاموا عن مقولة رسول الله وعن حبه الشديد له ، وعن جميع ماقاله الرسول صلى الله عليه وآله بحق الأمام الحسين ، فتاهوا وضاعوا وتخبطوا من تلك الأيام إلى هذه الأيام.
عادت تلك الفاجعة المؤلمة ونحن في اليمن نعيش كربلاء هذا العصر نتعلم منها الدروس ونتزود بالمعرفة بما حصل في واقعة الطف، فحالنا كحالهم تماما جوعا وعطشاووحشية وبالمقابل صبرا وصمودا تأسيا بآل بيت رسول الله.
وبالرغم من أننا في اليمن طوال هذه السنين شنت علينا حرب ظالمة قد فاقت جميع المظلوميات في عصرنا إلا أن العدو واحد فالآن حفدة قتله الإمام الحسين هم نفسهم من يقتلون اليمنيين وأحدثوا ضجة كبيرة بسبب أن رجلا في اليمن قال لا لهم نريد الاستقلال ونأبى الظلم ونرفضه ونريد حكم الله هو الذي يطبق في بلدنا، لهذا تكاتف الجميع ضده؛ لكي يزهقوا روحه وأرواح من معه كما فعلوا بجده الحسين ولكن يأبى الله الآن إلا أن يظهر الدين ولو كره الكافرون، وبفضل من الله باتوا تحت رآية آل بيت الرسول المضحيين دائما والمقدمين أنفسهم ومامعهم فداءً لدين الله ولسان حالهم يقول: اللهم خذ حتى ترضى، لقد ثقفوا الناس ثقافة صحيحة بحيث أنهم يذهبون للجهاد في سبيل الله وينفقون، ويتخذون آل بيت الرسول مصدرا للصبر والاقتداء بهم وذلك لماحدث معهم في كربلاء وماقبلها مع والده الأمام علي، وجده المصطفى ، ويحمدون الله على الابتلاءات وعلى مايكتبه لهم بعين الرضاء، وليست تلك الثقافة التي اعتمداها يزيد ومعاوية من قبل،بل لقد أتوا ليعيدوا الدين إلى تلك العظمة التي كانت في عهد رسول الله جدهم صلى الله عليه وآله وسلم .
.