تعددتِ السقائف والحقد واحدُ
إب نيوز ٢٠ أغسطس
أُميمة عثمان
أحداث اليوم لا تخلو عبرة وشبهاً من أحداث الأمس، وماضي أحفاد آل أُمية ومن سار في فلكهم،كذلك هم أنصار النبي محمد _صلوات الله عليه وعلى آله_ وأنصار آل بيته، والآخذين بثأر الإمام الحسين من قَتَلتِه المُتسلطين سافكيّ الدماء، منتحليّ الشخصيات الفضيلة، شياطين الإنس، بل فاقت خساسة أفعالهم الشياطين المرمية،كل طاغية يُسمى يزيد وكل ثائر هو حسيني كربلائي.
قد تعددت السقائف والحقد واحد، وبعد مؤامرة يوم السقيفة المشؤوم، نرى فروع الشرك والإضلال قد تجذرت بفكرها، وهيمنتها الرباعية، على أغلب الناس من حولها، وسارعت في ذلك الزمان بعد وفاة النبي _صلوات الله عليه وعلى آله_ بإختلاق الأحاديث والأقاويل والكذب على رسول الله بما يساعدها على إفشاء حكمها، وتمكنها من الحكم بإسم الإسلام، والدين الحنيف، لكن بعد تحريف سنة النبي، وبث سموم فكرها المخالف للإسلام؛ لكي لا تواجه الحكومة الأموية السفيانية أي عراقيل ويكون الطريق إلى التحكم برقاب المسلمين سالكاً، لا مشقة فيه.
وكانت هنا هي المُفارقات، والمتناقضات، التي أودت بأصحاب البيعة الخاسرة لغير الإمام عليّ إلى الحضيض، وتهاوى إيمان المسلمين يوماً بعد آخر، وكان أثر خُذلانهم باقٍ إلى يومنا هذا، رغم كل تلك التضحيات التي أتت بعد حادثة كربلاء، وانتفاضة بعض التوابين ومن معهم ممن كانوا في ركاب الإمام الحسين، وقيامهم للأخذ بالثأر من قتلة الإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته.
من أحد الأسباب التي آتت نزعات تلك الأحداث هو عدم التسليم لولاية الإمام عليّ _عليه السلام_ وكان السبب الرئيسي لكل ذلك الإنحطاط، وعامل أساسي؛ ليميز الخبيث من الطيب؛ ليميز المؤمن من المنافق، قِياساً بقول النبي _صلوات الله عليه وعلى آله_:((ياعلي لا يُحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق)).
قُتل الإمام عليّ وبسيفٍ محسوبٍ على الإسلام بيد من كان يدعيّ الإسلام، ومن بعده وبفترةٍ وجيزة دُس السم لإبنه الحسن من قِبل زوجته، كذلك بمؤامرات من بنيّ أمية، الذين أضحوا فراعنة وتجبروا وتجرأوا حتى تطاولت أيديهم لشن الحرب علناً على سبط رسول الله _صلوات الله عليه وعلى آله_ الإمام الحسين بن علي _عليهم السلام_ على مرأى ومسمع من الناس، لم يحركوا ساكناً لنصرة ابن بنت رسول الله، رغم عِلمهم بأحقية المنهج الذي يسير عليه، كان ذلك الفعل المُشين من بنو أمية يُعبر عن حقدهم الدفين لآل بيت رسول الله، تعطشاً لدماء بني هاشم، ونيلاً منهم، وتنكيلاً بهم، وكانت دسائسهم الخبيثة تسعى لقطع نسل آل النبي وإرساء دعائم الدولة الأموية السفيانية، ويتسنى لهم الحكم بأهوائهم وبطشهم تحت مسمى الإسلام وإقامة الحق.
لكن كيدهم باء بالخسران، والنكال العظيم قال تعالى في مُحكم كتابه:((وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ))
وما نراه اليوم من قتل ودمار وتشريد ليس سوى امتداداً لتلك السلالة التي لن ينقطع دابرها إلا بالتولي الصادق الذي لا تشوبه شائبة، بالتمسك بآل بيت رسول الله _صلوات الله عليهم أجمعين_ وأعلام الهدى، والسير على نهجهم؛ لنكون مؤيَدين بنصر الله.