زَال حكمٌ بغي، وبقي الحُسين.
إب نيوز ٢٠ أغسطس
الحَوراء زيد
فيّ العاشر من محرم الحرام وفي تلك الحادثة الأليمة والمُصاب العظيم والفاجعة التي قل نظيرها فلم يكن لها مثيل في تاريخ البشرية ” يُقتل الإمام الحسين ابن بنت رسول الله بل ويُصياب ب٣٣ طعنة رمح ؛ و٣٤ضربة سيف ؛ و١٢٠ سهماً ؛ وتدوس الخيول على صدره حتى كسرت أعضاؤه ، أما العباس بن علي فتقطع كلتا يديه وهو يحمل الماء لنساء والأطفال ،و زينب بنت علي تُسبى من العراق إلى الشام مع جميع أهل الإمام وأطفاله ؛ وفي دمشق تموت رقية فوق رأس أباها، هذه الأحداث لم تكن مجرد حوادث عابرة إنما حقد أسود ضد علي وأولاد علي .
الإمام علي “عليه السلام “أمير المؤمنين ووصي رسول رب العالمين، ذلك الرجل ذو المقام الرفيع لدى الله ورسوله ؛يُقتل في عاصمة خلافته ثم يقتل من بعده أولادوه يستشهد الحسن مسموماً وهاهو الحسين وخيار أهل بيته وأصحابه تسيل دماؤهم وتسفك وتهدر ،لم يكن كل هذا بالأمر الطبيعي وإنما نتاج حقد أسود من بني أمية الذين سعوا بكل جهد لقتل وإنهاء أهل بيت رسول الله فعندما رأى يزيد لعنة الله رأس الإمام الحسين أنشد هذه الأبيات” ليت أشياخي ببدر شهدوا … جزع الخزرج من وقع الأسل … قد قتلنا القوم من ساداتكم … وعدلنا ميل بدر فاعتدل … فأهلوا واستهلوا فرحا … ثم قالوا يا يزيد لا تسل … لست من خندف إن لم أنتقم … من بني أحمد ما كان فعل … ولعت هاشم بالملك فلا … خبر جاء ولا وحي نزل ..” وتدل هذه الأبيات على عظيم الحقد وعلى أنه لم يكن مؤمن برسالة النبي”صلى الله عليه وعلى آله “فلم يكن الا كافر ، كما بقى الحقد في قلوب بني أمية على الإمام علي إلى أن استولوا على الحكم ثم بقوا يلعنوا الإمام علي وأولاده سبيعن سنة على كل منبر ويقتلوا كل ماقام ضدهم من أهل بيت رسول الله بإمتداد هذه الفترة .
لم يكن ليجدر بأهل بيت رسول الله أن يسكتوا في وجه حكم بغي وطاغي ففي كل فترة كان يقوم رجلا منهم بثورة عظيمة تواجه الظلم والاستعباد وإن كلفتهم حياتهم مستمدين من ثورة الحسين ونهج الحسين مايدفعهم على الاستمرار جيلا بعد جيل ؛ فاهو الحسين في ثورته العظيمة وخروجه المحق ينتصر وتنتصر دمائه؛ بقي الحسين “عليه السلام” وزال حكم بغي ، بقي الحسين “عليه السلام ” وبقيت ثورته وبقي منهجه وبقيت دمائه الطاهرة المقدسة نصرا وعزا وفخرا ، بقي الحسين “عليه السلام “منارة للأحرار والثوار على أمتداد العصور ، بقي الحسين مابقي الدهر .
فمن وحي بقاء الحسين بقيت كلماته خالدة ؛خلدها التاريخ وبقيت رمزا للحرية في مواجهة الظلم والطغيان؛ بقيت ” هيهات منا الذلة ” ليس في وجه يزيد بن معاوية فقط بل وفي وجه الف يزيد ، فهاهم أحفاد يزيد يملؤن هذا العصر بالظلم والفساد ويتبعون الشياطين أحفاد الطلقاء وأمريكا وإسرائيل ، فمعركتنا معهم مستمرة وباقية وسنسير في درب الحسين وسنقفوا خطاه في مواجهة الظلم والفساد ؛ وسنتعلم من الحُسين في ذكرى عاشوراء كيف ننصر دين الله ؛ كيف نقول كلمة الحق ؛ كيف نبذل أنفسنا وأولادنا وكل مانملك في سبيل الله وإعلاء كلمته بكل حب وإخلاص وتفاني ، فقد كان الحسين ومن مع الحسين في كربلاء يجسدون أمثلة عظيمة ودروس عالية في الصبر والتضحية والفداء ؛ تزودنا بكل ماهو عظيم ؛ فقضيتنا قضية حق كما كنت قضية الإمام الحسين -عليه السلام- وموقفنا موقف حق ونهجنا منهج حق في مواجهة الباطل، وسنرفع راية الإسلام وسنستذكر عاشوراء في كل حين لتزودنا بالقوة والعزيمة والإرادة وتمدنا بالفداء الحسيني والصبر الزينبي .
.