العائدون إلى الصف الوطني
إب نيوز ١٦ سبتمبر
عبدالفتاح علي البنوس
تواصل عاصمة العواصم صنعاء عمليات استقبال العائدين من صفوف مرتزقة العدوان السعودي الإماراتي ، العائدون من بؤر الخيانة والعمالة والارتزاق ، الذين استجابوا لصوت العقل والحكمة والمنطق ، وأعلنوا البراءة من العدوان وأدواته ، وعادوا إلى صف الوطن الحبيب الغالي ، وتحتفي بعودتهم ولسان حالها يقول ( مرحبا وأهلا وسهلا بكم في صنعاء الصمود ، صنعاء التعايش ) صنعاء عاصمة كل اليمنيين الشرفاء ، صنعاء التي كانت وما تزال وستظل فاتحة أذرعها لكل المخدوعين والمغرر بهم في صفوف العدوان والمرتزقة الذين وقعوا ضحايا لتجار الحروب ، وهوامير الفساد ، وأدعياء العلم من نصبوا أنفسهم الأوصياء على دين الله ، وجعلوا منه مطية لتحقيق أهدافهم ومصالحهم ومشاريعهم الحزبية والمناطقية والخاصة ، وتاجروا بأرواح السذج المنخدعين بكلامهم المعسول ووعودهم البراقة ومشاريعهم السرابية .
منذ الوهلة الأولى للعدوان وعقب قيام التحالف السعودي والإماراتي باللعب على ورقة المرتزقة المحليين والاعتماد عليهم في مختلف الجبهات التي أشعلوها في سياق عدوانهم الهمجي ، تحت إغراء المال المدنس التي جذب إليه الكثير من المغرر بهم للقتال تحت راية السعودية والإمارات بعد أن نكل أبطال الجيش واللجان الشعبية بجنود جيش الكبسة السعودي وجنود الخواء المزركش الإماراتي ، حيث حرصت القيادة الثورية ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي والقيادة السياسية ممثلة بالشهيد الرئيس صالح علي الصماد رضوان الله عليه ومن بعده الرئيس مهدي محمد المشاط على دعوة كافة المنخرطين في صفوف العدوان للعودة إلى صف الوطن والاستفادة من قرار العفو العام ، من باب الحرص عليهم وعدم التفريط بالدم اليمني والأرواح اليمنية ، والرغبة الصادقة في تصحيح مسارهم والعودة إلى جادة الحق والصواب ، والتخلص من عار خيانة وعقوق الوطن الذي سيظل ملاصقا لهم على مر الأزمان ، تتناقله الأجيال جيلا بعد جيل .
سقطت الأقنعة الزائفة والذرائع والمبررات الكاذبة التي كان التحالف ومرتزقته يتخندقون خلفها ويروجون لها وفي مقدمتها أكذوبة الشرعية وظهرت أهدافهم الاستعمارية التدميرية الاستغلالية ولم يعد هنالك من مبرر للبقاء في صفهم والقتال تحت رايتهم ، فمن العار أن تموت أيها المرتزق وأنت تقاتل ضد أهلك وناسك ووطنك ، السعودي والإماراتي ومن خلفهم الأمريكي ومن دار في فلكهم يستخدمونك ورفاقك في درب العمالة والارتزاق من أجل خدمة مصالحهم وتحقيق أهدافهم فقط ؛ بدليل ما عليه الأوضاع في المحافظات المحتلة ، فكم أطلقوا لهم من وعود بالغد المشرق والمستقبل الأفضل والعيش الرغيد ، فهل تحققت لأهلها من تلكم الوعود البراقة التي اطلقوها لهم أي شيئ ؟!! بالتأكيد لا والواقع خير شاهد وها نحن نشاهد الفرق الشاسع بين الأوضاع هناك ، والأوضاع هنا في العاصمة صنعاء وبقية المحافظات الوطنية الحرة ، في مختلف الجوانب والمجالات ، فلا مجال للمقارنة على الإطلاق ، وعلى المرتزقة أن يدركوا ويؤمنوا بأنه لا خير من محتل جاء لقتل أبناء شعبهم واحتلال وطنهم ونهب خيراتهم وانتهاك سيادتهم و استباحة أعراضهم وشرفهم .
بالمختصر المفيد، نجدد الدعوة لمن تبقى من المخدوعين والمغرر بهم في صفوف المرتزقة بأن يعودوا إلى صف الوطن ويعلنوا انحيازهم لليمن واليمنيين ، فالأعداء يدفعونهم نحو المهالك لتحقيق أهدافهم ، حتى أولئك المرتزقة الذين يسمون أنفسهم بالشرعية ، نقلوا أولادهم للعيش في الخارج وجعلوا من المرتزقة ضحية لعمالتهم وخيانتهم وارتزاقهم ، عليهم أن يفكروا بعقلانية وتجرد من الولاءات المناطقية والحزبية الضيقة وسيدركون بأنهم في الجبهة والمسار والموقع الغلط ، ولهم أقول ناصحا : ( لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة فتخسروا الدنيا والآخرة ، عودوا إلى رشدكم وصوابكم ، الوطن ينتظركم للعودة إلى أحضانه بين أهلكم وذويكم ، يكفيكم ذل الارتزاق والخيانة والعمالة ، اغتنموا فرصة العفو العام قبل أن يقع الفأس على الرأس .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ، ووالدينا ووالديكم ، وعاشق النبي يصلي عليه وآله .