مأرب.. تنتصر !!
إب نيوز ١٦ سبتمبر
علي محمد الأشموري
عملية “النصر المبين” في مرحلتها الثالثة دحرت الغزاة والمرتزقة، فقد سطر الجيش اليمني واللجان الشعبية ومعهم الشرفاء من أبناء مارب الأبية التاريخ والحضارة والنضال من أجل طرد الغزاة والمناضلون إلى صف الثورة والجمهورية، يوم “الجمعة” الماضي زفَّت “المسيرة” بشرى “النصر المبين” الذي وعد به قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي بتطهير اليمن وكل شبر من دنس المحتلين والمرتزقة، فماهلية ورحبة أصبحتا -رغم وعورة جبالهما، وتضاريسهما، ومواقعهما الصعبة- سهلة أمام الجيش واللجان، فكان الجيش اليمني واللجان الشعبة قد كسروا شوكة الارتزاق وأدواته، ومهدوا الطريق ووعورة الجبال وجعلوا بريطانيا وأمريكا والرباعية بكافة عدتها وعتادها ومرتزقتها مكسورة الخاطر، فشعور الانتصار اليماني على امتداد ألف ومائتي كيلو متر مربع خلال ساعات قليلة وهذه البشرى السارة، والغنائم من العتاد الثقيل والمتوسط والخفيف يؤكد للتاريخ أن الإنسان اليمني الصلب المقاتل والمقاوم واجه أعتى الأسلحة، وشذاذ الآفاق من المرتزقة الذين فروا ومنهم من استسلم، وعشرات القتلى والجرحى منهم الذين كانوا في أحضان الرباعية وتحت عباءة الريال السعودي والدرهم الإماراتي المنبطحين تحت راية الصهيونية، والبائعين للمقدسات الإسلامية.
هذه العملية النوعية بحجم قوتها أذهلت العالم، فلا التضاريس منعت المقاتلين الأبطال من الانتصار في البيضاء، وانتهاءً برحبة وماهلية وغيرها، فماذا تبقى للمرتزقة وقطاع الطرق بحقد الريال والدرهم والدولار واليورو..؟
اليوم وقف الأحرار الشرفاء يساندون الجيش واللجان الشعبية بعد أن عرفوا وذاقوا مرارة الاحتلال وأوراق بائعين الأرض والعرض، ومرارة الاضطهاد والدفع بأبناء اليمن إلى محارق الموت من أجل سرقة الأموال والمشتقات النفطية التي كانت تذهب إلى جيوب الاحتلال الجديد ومرتزقة الداخل والخارج، فالاحتلال لن يطول، وبريطانيا بأجندتها ستلاقي نفس مصير الرحيل، فالتاريخ يجب أن يُقرأ بصورة صحيحة، وعلى المرتزقة والمحتلين أن يتعظوا مما حدث في أفغانستان، حيث خرجوا من “كابول” بعد عقود، وباعوا برعاية بايدن والبيت الأبيض المرتزقة مثل الكلاب.
وعلى المبعوث الأممي إلى اليمن الجديد “هانس جرينديد” أن يراجع حساباته في الإحاطات، نأمل أن نلمس إحاطات ضد العدوان، ورفع الحصار عن ميناء الحديدة، وفتح مطار صنعاء.
نريد أن نلمس أفعالاً لا أقوالاً، وأن لا ينزلق مثل سابقيه من المبعوثين إلى اليمن، فالريال السعودي والدرهم الإماراتي لن يأتيا بنصر، فالشعب اليمني الصامد المقاتل لن يفرط في ذرة رمل من أرضه “لممالك الرمال”، ويكفي الجريمة التي هزت الرأي العام باختطاف وقتل المغترب عبدالملك السنباني، الجريمة التي هزت الرأي العام الذي قتل وسرقت أمواله وهو عائد لزيارة أسرته، وهذه لم تكن أول ولا آخر جريمة يرتكبها الانتقالي.
فتحالف الشر قد لطخ بالدماء تلك الأراضي المسيطر عليها، فانتصارات وتقدم الجيش واللجان الشعبية في ماهلية والرحبة هي انتصار على كل الجرائم بحق الأبرياء وآخرها جريمة الشهيد السنباني وغيره.
فالمبعوث الأممي الجديد معني بالحياد والتحرر من ضغط الدول الكبرى؛ ولأن الشيء بالشيء يُذكر، فقد التقطت شركة بلافينت لابز الأمريكية الخاصة صوراً تظهر أن الولايات المتحدة الأمريكية سحبت في الأسابيع الأخيرة منظوماتها الدفاعية المتطورة وضمنها بطاريات صواريخ “باتريوت” من قاعدة الأمير سلطان الجوية في السعودية، وهذه هي نهاية الانبطاح والارتزاق والتساؤل: من سيحمي السعودية خاصة وقد ولى “ترامب” غير المأسوف عليه، وأصبح “بايدن” في “حيص بيص” مما ترتكبه السعودية بحق اليمنيين والأكاديميين والعمال وترحيلهم وهي آخر الأوراق التي يستخدمها “ملوك الرمال” السعودية والإمارات التي تنطلق منها الطائرات لقتل الشعب اليمني.
وقال د. عبدالعزيز بن حبتور –رئيس وزراء حكومة صنعاء: “صنعاء تمسكت بخيار الدولة اليمنية الواحدة، واستقلال القرار والهوية، وعدم التفريط بسيادتها، وعلى المبعوث الجديد أن يعي ذلك”.
ومن هنا نقول: بأن مبادرة قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي الأخيرة هي في صالح أبناء مارب، وفي صالح مارب الأرض والإنسان، فالأرض والإنسان هما ركيزة البناء والمجتمع، والتاريخ لن يرحم أولئك الذين ارتموا في أحضان بريطانيا وأمريكا وإسرائيل بالانبطاح والتطبيع، ويأتي هذا النصر المؤزر في ماهلية والرحبة وما بعدهما كهدية للشعب المظلوم المحاصر، مع قدوم ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر الخالدة التي حررت الإنسان من العبودية والأرض من الاحتلال.