قصيدة (حليف الكتاب)
إب نيوز ١٧ سبتمبر
قصيدة (حليف الكتاب)
للشاعر عبدالسلام المتميز.
في ذكرى استشهاد الإمام زيد بن علي عليه السلام.
سأخبركم أيها الناس أمرا
وأرجو بأن تَدَعوا الأمر سرا
فذاتَ نهارٍ رأيت خطيبًا
على منبر يعظ الناس جهرا
يقول بأن كمال الديانة
والزهد أن تلزم البيت وكرا
وقال بأن التقي الذي عاش
طول الحياة وديعاً وغِرا
ولم يستمعْ نـشرة أو خطابا
وليس يعي في السياسة أمرا
وأن الجهاد بوجه اليهود
وأذنابهم (فتنة) لن تـسرّا
وأن التصديَ للمعتدين
صراعٌ على الحكم فالتَركُ أحرى
وأن جيوش التحالف أقوى
سلاحاً وأقدر حـشراً ونـشرا
فخُذْ طَلَبَ العلم وانْسَ الجهاد
وردّدْ عقيب صلاتك ذكرا
تنال به أجرَ ألف شهيد
وتُرفع عند النبيين قدرا
وتُغفر كل ذنوبك حتى
ولو كان حجم خطاياك بحرا
سألتُ: وعدوانهم هل تراه؟
وما ارتكبوا من جرائمَ نَكرا؟
فقال بأن المجازر فينا
عقاب السماء علينا استقرا
فقلت فمن أين دعمُكَ يأتي؟
ومن أين تستلم المال سرا؟
فقال هناك رجال كرام
يحبون للعلم أن يستمرا
وقد سخّر الله دعم(الأمير)
لنسعى بهذا التديّن نشـرا
رأيت به حين ذاك حماراً
وإن الحمار لأوعـى وأدرى
فهذا (هشامٌ) يعود بجيشِ
(التحالف) بغياً وفتكاً وجزرا
وعادتْ يهودُ لِتَشْتِمَ طه
(وزيدٌ) يعود ليصدع حرا
وقالوا (مهٍ يا شعارَ البراءة)
لا تؤذِ دولتهم فهي كبرى
فلن تجدوا زيد إلا بحيث
يغاظ الطغاة ويلقون خسرا
(حليف الكتابِ) اهتداًء وروحاً
وقولاً وفعلاً ووعياً وفكرا
وقال: (الكتاب الذي لم يدعني
بأن أسكت اليوم) لم يُبْقِ عذرا
ونفس الكتاب الذي لم يدعنا
بأن نسكت الآن والوضع أزرى
كما قال ( قل رب زدني علماً)
يقول (اعملوا آل داوود شكرا)
وقد قال ربك للمؤمنين
(انفروا) و(اثبتوا) مثلما قال (إقرا)
ملائكة الله تدني الجناح
وحسبك يا طالب العلم فخرا
فكن مدداً مثلهم في القتال
مع الثابتين يشدون أزرا
وقل لي بربك عبر العصور
متى انجبت كتب الآل فأرا
وآياتُه حرّكتْ قبلُ طه
فَسَلْ (خيبراً) و(حنيناً) و (بدرا)
وحركَتِ الآلَ شرقاً وغرباً
فَلِمْ لا تُحَرِكُكَ اليوم شبرا
ولِمْ لا تهز بجفنك رمشاً
بعصرٍ به نار صهيون تُضرى
فلا تبْقَ رهنَ التذبذب تيهاً
تقدّم رِجلاً وترجِعُ أخرى
وكن مثل زيدٍ إذا كنت منه
جهاداً وعلماً وحزماً وصبرا
وإلّا تسربلْتَ ذلاً وخزياً
وكان انتماؤك إفكاً وزورا
وما قال زيدُ (البصيرةَ) إلا
وفي يده قبضة السيف حرَّى
وخيرُ البصائر قرآن ربي
فيا بؤسَ من ليس يفقه ذكرا
سيُبلى الجميع، وما كان ربي
يُحمَّل وازِرَةً وِزْرَ أخرى
وأين يكنْ للمنافق شبرٌ
تجدْ فيه للأمَريكان مِترا
فتلك قواعدهم في الجنوب
من رأس (ميّون) حتى (سقطرى)
وما كَرِهَ القومُ حرَّ السيوف
إلا أصابهم الذل قسرا
فأعقبهم في القلوب نفاقاً
وساءَ لهم في القيامة وزرا
وعالَمنا اليوم يحتاج زيداً
وشعب اليمانِيْن بالمجدِ أحرى
وزيدٌ تشظّى ليمتد نوراً
ويمتدّ في المستبدين ذعرا
لَتتخذَنَّ عليه الدهور
مساجدها فهو أخصبُ عُمْرا
وهل نهج زيدٍ بأن نستكين
ونطلبَ في طاعة الجور أجرا
بنا شغفٌ للعلوم وفينا
إباءٌ إذا أصبح العيش مرا
هنا قلمٌ، مصحفٌ، وكتابٌ
هنا جعبةٌ، ومعابر صفرا
سنجعلُ من (حلقات الدروس)
كتائبَ تدحر سلمان دحرا
سيقدح (شعر البلاغة) ناراً
وتنطق (أمثلةُ النحو) جمرا
ولن نُعربَ القول رفعاً ونصباً
ولكنْ على الخصم كسراً وجراً
ونَخرجُ مِن(قام زيدٌ وعمروٌ)
لأن العدوَّ تأبَّطَ شرا
سنجعل(نظارة الدرس) ناظورَ
كُرنيت ضد (بردلي) و(إبرا)
و(خيط العلامة) وسط الكتاب
سيغدو فتيلاً لألغامَ تترى
سنَنْسِجُ من(غترة الرأس) شاشاً
يُضمّدُ جُرْح الجريح ليَبرى
يكفكف دمع اليتامى الجياع
ويُسدل ثوب الكرامة سترا
ويُهدي لجوعى فلسطين خبزاً
ويكسر قضبان صهيون كسرا
نؤدب كل عدوٍ ظلومٍ
ونسري إلى العز شفعاً ووترا
إذا لم يكُ العلمُ يُحيي المشاعر
فينا فقد أصبح العلم إصرا
إذا لم يكن حول (يأجوج) سدا
ويفرغْ بأيدي المُحقّين قِطرا
وإلا فَجَزَّ الإلهُ لِحانا
إذا لم نكن للرجولة فخرا
سنقرأُ فقهاً ونحواً وصرفاً
وطباً وجبراً وشعراً ونثرا
ولكن سنقرأ (صُنعَ المُسيَّرِ)
حتى وان لم يكنْ قبلُ يُقرى
أيا عابداً جعل الذل ديناً
تعطَّرَ سؤر ابنِ سلمان ذخرا
فإنا – كزيدٍ – جعلنا دماءَ
الشهادة في عنق الدهر عطرا
هنا فتية الكهف قالوا اعتزلنا
سكوت المذلة يا قوم جهرا
لكهف الكتاب الكريم أوينا
ومنه سنطلع طَوراً فطَورا
خلعنا نعال الهوان وسرنا
مع الآي والآل مداً وجزراً
وفي طُور قرآنه كان نورٌ
يقول (انفروا) فأطعناه فورا
وما في يمينك؟ قلنا (شعارٌ)
يُعرّي فراعنةَ العصر طُرا
فتهتز، نوجس خوفاً، يقال:
خذوها لتمحق زيفاً وسحرا
ضعوا قبضة العلم في جيب عزٍ
لتطلع بيضاء ناراً ونورا
ومَن ليس يُهدَى بقرآن ربي
فقد (بدّلوا نعمة الله كفرا)
دعا للقتال وقال هو الخير
حتى لو انّا حسبناه شرا
فمعرفةُ الله أن تعرفوه
أشدَّ انتقاماً وأسرع مكرا
وأن هدى الله أحكمُ قولاً
وأصدق وعداً وأنفذ أمرا
أتى بنبيٍ يقيم جداراً
لأجل يتيمين يخشون فقرا
فكيف بشعبٍ له النفط كنزٌ
ونحن أطعناه نهياً وأمرا
أليس بقرآنه ما يقيم
جدار العزيمة عُذْراً ونُذْرا
وفي غنمٍ نفَشَتْ بين حرثٍ
ففهَّمها (لسليمان) فورا
فكيف وقد نفشتْ في حمانا
كلاب اليهود انتهاكاً وجَورا
وأصنام هذا الزمان أضلوا
كثيراً وفاقوا (يعوقَ) و(نـسرا)
فلسنا لسلمان نحنِي الرؤوس
ولسنا نمدُّ لداعشَ نحرا
وهيهات في باب سلمان يوماً
نمدُّ يداً لو نُبادُ ونُذرى
فظِفرُ يدٍ صرخَتْ بالشعار
أعزّ وأشرف من ألف كِسـرى
غبار نِعالِ (ابن طومَرَ) أغلى
من المَملكات العميلة قدرا
سنزرع في كل قلبٍ(حسينا)
وتنبتُ من دمنا ألف زهرا
ولن نضـرب اليوم كفاً بكفٍ
إلى أن نصير فلسطين أخرى
بل الآن نـضرب هولاً بهولٍ
ونقتلع الـشر ساقاً وجذرا
سنعدو على أطقمٍ (عادياتٍ)
بعزم (المغيرات صبحاً) وعـصرا
وسطْنَ به الجمع في كل وادٍ
أثرْنَ به النقع في كل صحرا
تُرابيَ أدمنَ دفن الغزاة
وشعبي بسحق الطواغيت مُغرى
سيخرج من (جُبِّ يوسف) شعبي
أعزَّ مقاماً وأكثر طهرا
وبعد (العِجاف) سيأتي زمان
نغاثُ رَخاءً ونزداد نصرا
سنُهدي قميص (الشعار) دواءً
يزيل العمى عن بصائرَ حَيْرى
سنحيا كراماً كزيدٍ ويحيى
ونعلم أن مع العسر يسرا.