إذا التاريخ حَكَىَ وبقيَ في الوجوه ماء لأنتحروا

 

إب نيوز ١٨ سبتمبر

فعلاََ إذا التاريخ حَدَّث عن اللذين صعدوا على أكتاف سوريا خلال وجودها في لبنان لأختجلت الأرض التي تحملهم وغارَت بهم إلى الأعماق وهُم لَن يخجلوا!.
كانوا كفرخ ذئب إلأمير مُجير إبن عامر الذي رَضِعَ من شاتهِ وغدرَ فيها، ولما جاءَ الأمير ورآها مخضبة بدمائها أنشَد يقول :
قتلتَ شويهتي وفجعتَ قلبي،
وأنتَ لشاتنا ولدٌ ربيبُ، تغذَّيت بدرِّها وربيتَ معها، فَمَن أنبآك بأنَّ أباكَ ذيبُ،
إذا كانت الطباعَ طباعُ سوءٍ، فلا لبنٌ يفيد ولا حليبُ.
هكذا هوَ الحال في لبنان مع سوريا!
إن كل اللذين كانوا يسبحون في غمار بحرها ويضربون بسيفها وأصبحوا أصحاب المعالي والسعادة وأصبحوا أصحاب مناصب ومكاسب وشركات،
أصبحوا كفرخ ذئب إبن عامر ما إن غادرت لبنان حتى غدروا بها وطعنوها،
بينما اللذين قُتِلوا جماعة في ثكنة فتح الله على يَد غازي كنعان لَم يخلطوا الأمور ببعضها، إنما حفظوا غيبتها وذهبوا اليها وتلاقوا معها، وقاتلوا الإرهاب الى جانب جيشها،
[ في حين أن كل الجماعات الأخرى في لبنان انقلبت على اعقابها وبدأت بمهاجمتها وشتيمتها واتهامها وتلفيق الأخبار عنها ودس الدسائس بحقها،
[ وبعد عشرة أعوام من الحرب الكونية على سوريا التي قاتلت فيها وصَمَدت وانتصرت ورفعت رايتها على أكثر من ٩٠٪ من أرض البلاد، بدءَ البعض مِمَن كمنوا لها يتململون ويبتسمون مجدداََ لها ويتحدثون بإيحاء مُرَطَّب عنها ويرسلون لها المراسيل وبعضهم طلبَ مواعيدٍ رسمية ولم تُعطىَ لهم والبعض الآخر مِمَن كان مدعوماََ الى اقصى حَد من دمشق قطعها وقاطعها وراهنَ على سقوطها وحين انتصرت وتم التجديد للرئيس الأسد ابرقوا له فلم يتلقوا جواب لأنه بالنسبة لسوريا إبن عامر مات وشاتهِ ماتت، وفرخ الذئب لَم يكبر لأن غرورهُ قتله؟ قصة بالنسبة لدمشق لن تتكرر بإعتبار أن المؤمن لا يُلدَغ من جحر مرتين وسوريا مؤمنة وصادقة.
[ ما حصَلَ في سوريا توقعناه منذ العام ٢٠٠٥ بعد إغتيال الرئيس رفيق الحريري لأن أتهام سوريا والحملة الإعلامية السياسية الشعواء عليها كانَ له أهداف إستراتيجية شاركَ فيها وليد جنبلاط كرأس حربَة وسمير جعجع وسعد الحريري وكامل فريق ١٤ آذار الموالي لأميركا وحلفها؟
وكان الهدف تخويف سوريا من تبعات الإغتيال والتهديد بوضعها تحت الفصل السابع لكي تركع وتعطيهم بيدها إعطاء الذليل،

لكن القيادة السورية التي واجهت الإتهامات بإغتيال الحريري بهدوءٍ وأعصاب باردة رغم جنون العاصفة فوق رأسها.

[ بينما كانت الطمأنينة تغمُر واشنطن وإسرائيل أن لبنان أصبحَ في الجَيب وكل شيء فيه إنتهى وأُطبِقَ الحصار على سوريا، بقيوا يعتقدون الأمر كذلك لحين خروج السيد حسن نصرالله بتاريخ ٨ آذار وشكرهِ سوريا على المَلَئ وتحديه أميركا وإسرائيل وفريقهم الداعم لهم في لبنان، فأنقلبَت الصورة فجأةََ وتغيرَ خط سير الإتهام لدمشق بعدما شعروا أن مكمَن الخطر عليهم وضعفهم هوَ قوة حزب الله فهو بالرغم من حجم الهجمة لم يهتز ولم يهتم،
وأنَ عدم خوفه وارتباكه من تسونامي الهجمة الدولية عليه وعلى حلفاؤه سببها أنه يحفظ اسلوب أميركا عن ظهرَ قلب ويجيد التعامل مع العواصف،
[ وما هيَ إلَّا أشهُر حتىَ خرجت سوريا من دائرة الإتهام بين ليلةٍ وضُحاها وأصبَح القاتل والمُرتَكِب هوَ (حزب الله) وخرجت سوريا من دائرة الإتهام السياسي!.

** تغيَّرَ مسار المواجهة وانعطفَ للدرجة ١٨٠*
وأصبحت الأبواق التي كانت تُغَني هيهات يا بو الزُلُف،
تنشُد الميجانا وهكذا انقلب المطربون من سوريا نحو لبنان في أبشع صورة لغلمان السفارات ظَهرَت على وسائل الإعلام هدفت الإيقاع بين السُنَّة والشيعة،
[ لقد كانَ المطلوب اسقاط سوريا بعد الإستيلاء على لبنان فبدأوا بالعمل في إطار خطتهم التي تقضي بإشعال حرب مذهبية في وطن الأرز حتى فوجئوا أن حزب الله لَم يَمُت ولا زالَ حياََ قوياََ مقتدراََ لا تقوَىَ عليه ثعالب السفارات وأزلامهم،
بقيوا على اصرارهم في اسقاط دمشق ولكنهم تراجعوا الى الوراء قليلاََ ليواجهوا الأسد اللبناني الذي يمثل خط الدفاع الأول عنها والمتنبه لكل ما يخططون، وعندما عجزوا وصُفِعوا في (٧ و ١١) (أيار ٢٠٠٨) قرروا إحراق سوريا من الداخل واسقاطها لمحاصرة الحزب وانهائه،
فكانت النتيجة هزيمة مَدويَة لكل القوَى التي شاركت في الحرب عليها،
أيضاََ قرروا إسقاط لبنان من الداخل ففرضوا عليه العقوبات وشاركَت كل جواميس أمريكا في الداخل في إطباق الحصار عليه بكل أنواعه مستهدفين الشعب اللبناني بالكامل دون تمييز.
[ لكن حزب الله الذي أصبح يمثل خط الدفاع الأول عن سوريا كانَ بمستوى الآمال التي ارتقى اليها شعبه وشعب سوريا الواحد،
فقرر المواجهة المباشرة مع الأميركيين، فقامَ بكسر الحصار وهددَ مَن يعترض سُفُن النفط، فأشتعلت الشاشات والمنصات الاعلامية بأصوات الأبواق التي شككت بقدرة الحزب على فعلها،
بقيَ الأمر مشكوكٌ فيه لغاية الحادي عشر من ايلول عندما رَسَت أول باخرة في ميناء بانياس،
[ وبتاريخ ١٥ ايلول دخلت قوافل الصهاريج الى لبنان فَسادَ الصمت بينهم وبآنَ الوجوم على وجوههم ولاذَ الجميع منهم الى المخابئ وابتلعوا ألسنتهم، إلَّا القليل منهم مِمَن نهبوا الدولة والخزينة بدأوا يطالبون بحقوق الدولة واعتبروا دخولها من دون جمارك هوَ عملية تهريب غير قانونية وحرمان للخزينة من حقوقها،
هكذا اصبحَ يتحدث مَن نهبوا الخزينة وسرقوا مال الشعب.

#لصوص_بكرافات_مهزومون_وخائفون_

إسماعيل النجار
*18/9/2021

You might also like