ثورة 21 /سبتمبر 2014 : بين الإنجاز و الوأد
إب نيوز ١٨ سبتمبر
لم يكن هدفهم حين تسلّقوا هذه الجبال الصّعبة أن تُلتقط لهم صور ؛ و لهذا لم تغمز نحوهم إضاءات كاميرا التصوير كمشاهير سباق في الصعود إلى الشّواهق ، كما و لم يهابوا الموقف ، و هو جداّ مهيب .. لم يربطوا أجسادهم النحيلة بحبال غليظة خشية أو احتمال السقوط من على هذه الصعبة ،
لا أدري هل هم يصنعون المعجزات أم أن المعجزات سخّرت نفسها لهم و قدّمت روحها هدية لهذا الشّموخ .. الإباء .. الثبات !!
بأي لغة أعبّر ، أم بأي درجات العشق أطفح و تفيض روحي حتّى تسمو إليكم رجال اللّه ،
انفجرت المشاعر و اختلطت ينابيع الهيام بكم ، و ما اسطعت إعادة تنظيم كل نبع لساقيته ، بل لا قدرة لي على ذلك، فهل عجزت عن التعبير عن قدسية عشقكم _ رجال اللّه _ حدّ البكاء ،
لا تتهموني بالبكّاءة فبكائي هنا ليس حزنا .. ليس فقدا و افتقادا .. بل نشوة و افتخار و شعور بكبرياء يناطح السّماء ، و كما هم يتحدّون الصّعاب من الجبال فثقتنا بهم كتلك الرّواسي التي تثبّت تمسّكنا بثورة قرآنية شابّة فتيّة كانت في 21/ سبتمبر /2014 ، ثورة أصيلة وليدة من اليمن و في اليمن و إلى اليمن ، و لم تكن هجينة أو مستنسخة أو ممسوخة أو باهتة ، بل كانت ثورة حقيقية تنفّسنا بها و لها وفيها الصّعداء ،
فرحنا بها حدّ شعورنا بأننا الآن بدأنا نحيا و قبلا كنّا من عداد الميّتين ، و مرّت سبع سنوات و لازلنا نؤمن لليوم بأن رجال اللّه فقط هم رمز ثورة 21 سبتمبر 2014 ، هؤلاء هم كلّ إنجازات ثورة 21 سبتمبر 2014 ،
رجال اللّه وحدهم شاطئ أمنيات هذا الشعب و مرفؤه الوحيد فبقية الشطآن تلوّثت مصبّاتها ،
نعم : بكيت افتخارا بكم رجال اللّه لأنّكم الصدق و الإخلاص و الصّمود و التفاني ، و بكيت أيضا في مشاعر مضطربة اضطراب ثوابث و أهداف ثورة 2014 / سبتمبر /21 في نفوس جعلنا نشك بل نتيقّن بأنّ هناك انقلابا خطيرا على ثورتنا السبتمبرية القرآنية ..
نعم : هناك متسلّقون يئدون ثورة 21/ سبتمبر /2014 في صورة مسؤول فاسد يتصرّف بفردية ، و فاسد يظلم هنا و هناك ، و فاسد يشهد بفساده القاصي و الدّاني ، و العجيب أن يُمنح هؤلاء صلاحيات مطلقة فمن يقوم بتعيين الفاسدين ، كما و هناك من يغذّي الشللية و المحسوبية ، و يهتم بتدويره للعفافيش و باسم الشراكة ينمي الخونة ، وهناك من يهمش الشرفاء و يثير المناطقيّة في توزيع الوظائف و الرّتب ،،
و الأخطر أن المتسلقين أجمعوا على تعليق كلّ فسادهم بشماعة واحدة هي أننا في عدوان و من نطق بفسادهم زندقوه و اتهموه بالمنافق ، و كأنهم الإيمان الصريح و غيرهم الكفر البواح !!!
إن الاستمرار في تغييب توجيهات السيّد القائد من يمثّله رجال اللّه تمثيلا صادقا ، و كذا تغييب مبادئ الشهيد الصماد الذي أعلنها منذ أول يوم تمّ استلامه الرئاسة و منها أنه آمن و قال : بإلغاء شمّاعة العدوان ، و قال بالبدء في محاربة الفساد ، بل و ذهب إلى تقوية اليد التي تحمي و أسّس لليد التي تبني ، و وضع رؤية واضحة لدولة تؤمن بأنها وجدت من أجل الشعب و ليس الشعب من جيئ به من أجلها ، و ليته حاضر بيننا اليوم ليرى ما آلت إليه الأمور ، و كيف أن ثورة 21/ سبتمبر 2014 توأد و بشعار و اسم المسيرة ، و السّلام .
أشواق مهدي دومان