الجنوب.. ثورة وعي أم ثورة جياع ؟!
إب نيوز ١٩ سبتمبر
إكرام المحاقري
بعد مايقارب سبعة اعوام من الاحتلال، رفع ابناء الجنوب شعارات الحسرة وشعارات الوعي وعلها تكون شعارات التحرير للأرض والعرض من دنس الغزاة المختلفة الوانهم واجناسهم، حين وصلت في المحافظات الجنوبية المحتلة قيمة الدولار الواحد لـ 1100 ريال يمني، قامت قائمة الثورة في المحافظات الجنوبية ولعل الايام تثبت مسار هذه الثورة الشعبية والتي واجهت القمع العدواني من أول حركة لها.
لسنا في صدد تقزيم ماقام به ابناء الجنوب من انتفاضة شعبية بوجه الظلم والغلاء، وبوجه الجريمة التي طالت كل من هب ودب في تلك المناطق التي اصبحت شبيهة بأرض مزروعة بالأغام.
لكن لابد للتطرق للاحداث بتمعن وقراءة شعارات الثورة من زاوية سياسية واضحة، فالمغالطات قد تدخل ابناء الجنوب في مستنقع خضوع لا خروج منه في ظل تواجد القوى المستكبرة.
قد يتسائل البعض عن توجه الثورة بقراءة شعاراتها وهل هي ثورة وعي ام ثورة جياع لها اهداف معينة أرادت من خلالها التعديل لا التحرير.
لكن المصيبة التي قد يواجهها المتظاهرون في كلتا الحالتين تتمثل في دول العدوان التي خلقت الازمة، والتي يمكن أن تكون على إستعداد لتغيير الادوات وتكميم الافواه ببعض المساعدات المنتهية الصلاحية أو تقزيم خطورة الوضع في تلك المحافظات ببعض التصريحات لحكومة الفنادق او مملكة السوء نفسها.
ومن ثم نعود إلى تلك اللعبة السياسية التي امتصت غضب الشعوب في اكثر من دولة عربية، بتبريرات (مصلحة الوطن)!! لكن هل تبقى مجال للمصلحة هناك؟!
نعم شعارات الثورة هي من ترسم اهدافها الشعبية، فمثلا ابناء الجنوب قد هتفوا بشعارات ربطوا فيها اسم (الحوثي) وتبرأوا فيها من الشرعية والتحالف وكل من لهم صله بهم، ولكل شعار دلالات وابعاد سياسية، قد تنفع المواطن وتضر التحالف إذا ما وجد الثبات ووجدت المصداقية والإرادة الكاملة في التحرير والحرية.
ـ (ياحوثي سير سير ـ واصل مشوار التحرير )، هذا احد الشعارات التي تدل على الوعي المكتسب لابناء المحافظات الجنوبية والمتأثر من اخوتهم في المحافظات الشمالية، الذين ناهضوا العدوان ودحروا قواه بوعيهم وصمودهم.
ولا يمكننا أن نسمي هذا تحوثا بقدر ما نسمية اكتساب للوعي وتعطش للحرية، والجميع في الداخل والخارج خاصة قوى العدوان على رأسهم الحية البريطانية والغدة السرطانية والشيطان الاكبر، هم يعون خطورة هذا الشعار الذي قد يواجه العدوان بالسلاح ويتحرر لنفسه من عتاولة الظلم بكل ما يمتلك، وهنا تكمن الخطورة الحقيقية بالنسبة للتحالف وادواته في المنطقة.
ـ ( ثورتنا ثورة شعبية ـ لا تحالف لا شرعية )، هنا ايضا بين ابناء المحافظات التي قررت التحرر من الوصاية والهيمنة الأمريكة بان الثورة هي شعبية ولا تمثل تحالف ولا شرعية بل أن هذا الشعار بين الرفظ الكامل لتواجد التحالف وشعارات الشرعية المزعومة في المحافظات الجنوبية.
وهنا نقطة واضحة للضغط الذي تحمّله ابناء الجنوب للصمت والقبول بشرعية الفار (هادي) تحت تهديد قوة السلاح وغيرها من الاساليب القذرة لسياسيات تحالف العدوان “الصهيوأمريكي” وقد نقول طفح الكيل!! وهناك وقائع كثيرة ستتحدث عن نفسها خلال الايام القادمة.
الخلاصة:
المسميات لا تدل على شخصية بقدر ما تدل على مواقف، فـ (الحوثي) اليوم بالنسبة لابناء الجنوب ليس مجرد اسم علم، بل أنه مسار ثورة، وإنموذجا للحرية، ووطنية واستقلال، ومقاومة للاحتلال، وإنمودجا عظيما في كسر غرور وهيمنة قوى الإستكبار في العالم، وتبقى القدوة الحسنة في تحقيق المستحيل من رحم الثورة التي انتصرت للمظلوم، ولابد لليل أن ينجلي، ولابد للقيد أن ينكسر، وإن غدا لناظره قريب.