ثورة ال21 من سبتمبر جسدت الإرادة الشعبية
إب نيوز ١٩ سبتمبر
دارس الهمداني
تحل علينا بعد غداً ذكرى ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر بعد مرور سبعة أعوام من العدوان الغاشم والحصار الجائر حيث جسد فيها اليمنيون عبق الأصالة والنضال والتحرر ونبذ أشكال التفرقة والارتهان كون الروح المتطلعة إلى الحرية والكرامة قد رسمت بدمائها خطوطاً واضحة المعالم ومبادئ ثابتة ترسخت على أساس قوي لا يقبل بأي شكل من أشكال الوصاية والارتهان للخارج وقد لمس الشعب اليمني وشهد التضحيات الجسام التي سطرها ويسطرها المجاهدون بدمائهم الزكية في سبيل الله وللدفاع عن مظلومية هذا الشعب في وجه طغاة العالم وهذا ما جعلنا نقف شامخين أمام بشاعة العدوان والاحتلال الخاسر ووحشيته والذي يجر اليوم وراءه أذيال العار والذل والمهانة بعد أن تجرع هزائم نكراء ولقنه اليمنيون دروساً قاسية لن ينسى بلاغتها وبأسها القوي على حاضره ومستقبله المتهالك.
فثورة الواحد و العشرون من سبتمبر تعد التصحيح الحقيقي لكل الثورات اليمنية عبر التاريخ كونها جسدت الإرادة الشعبية و أكملت فيها الشروط من حيث وجود المشروع الثوري والقيادة الصالحة وتميزت هذه الثورة بأنها خرجت من رحم ومعاناة الشعب اليمني وحددت معالم أهدافها في إسقاط منظومة الفساد لتحقيق العدالة الاجتماعية وبناء الدولة اليمنية الحديثة وفق مفاهم تتفق مع هوية الشعب اليمني وما يملكه من مخزون حضاري وتاريخي .
فقد أدركت القيادة الثورية منذ الوهلة الاولى أن بناء الدولة الوطنية الحديثة لن يكون إلا بتحرر و إستقلال القرار السياسي الذي لن يكون إلا برفع الوصاية الدولية ورفض أي تبعية خارجية لذلك أدركت دول الاستكبار بقيادة أمريكا وأسرائيل أن اليمن يتحرك في مسار التحرر الحقيقي بخروجها من الوصاية الدولية فقامت بشن عدوانها الكوني الغاشم الذي استهدف اليمن أرضاً و إنساناً واستهدف كل مناحي الحياة من أجل اركاع الشعب اليمني و استسلامه والهدف من هذا العدوان الى جانب تآمر المجتمع الدولي على اليمن
هو إجهاض ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر و افراغها من أهدافها ولكن كانت القيادة الثورية بحكمتها تدرك كل المخاطر و المؤامرات التي تهدف إلى تفتيت وتقسيم اليمن و إشعال حالة الاقتتال و إضعاف البنية المجتمعية و افراغها من هويتها حيث عملت القيادة الثورية والسياسية مع أحرار اليمن على تماسك الجبهة الداخلية وتحصينها من خلال رفع حالة الوعي في أوساط المجتمع والدعوة إلى النفير العام لدعم وتعزيز صمود وثبات الجيش واللجان الشعبية الذين يسطرون أروع ملاحم الإنتصارات في كافة الجبهات على مستوى الداخل وما وراء الحدود بل عملت القيادة على تطوير القدرات العسكرية و المنظومات الدفاعية و الصاروخية و الطيران المسير الذي أوجدت توازن ردع حقيقي وغيرت قواعد الاشتباك وشكلت حالة رعب للعدو السعودي الإماراتي ومن ورائهم الأمريكي الصهيوني .
وما نحتاجه اليوم جميعاً هو الصبر والتحرك الواعي لإستكمال العمل الثوري في ثورة التحرر و الإستقلال ولن يكون هذا إلا بالتمسك بالقيادة الثورية و الإلتفاف حولها كونها المحور و صمام الأمان ولابد للجميع تحمل المسؤولية والتحرك المسؤول في إستكمال أهداف الثورة وبناء الدولة اليمنية الحديثة .