لماذا تأثرت بشهيد القرآن السيد العلامة حسين الحوثي؟!

إب نيوز ٢١ سبتمبر

بقلم/ عصام العماد

يسألني من حولي هنا كيف تأثّرت بالسيد حسين الحوثي هذا التأثر، مع أنّك لم تشاهده ولم تجلس معه ؟!

بعضهم سألني هل تأثّرت به بسبب نجاح الحركة التي أسسها ؟! فقلت لهم : لقد تأثّرت بالسيد الشهيد في وقت لم يكن معه إلّا قلّة، ولم يكن حولة لا جماعة ولا قدرة ولا حركة؛ تأثّرت به في وقت كان مغموراً ومعزولاً في مرّان .

ومن هنا بسبب تأثرّي به تعرضت للبلاء من بعض الإقرباء والأصدقاء، وكلّ هذا البلاء تجدونه في مقالات مكتوبة ومنشورة من كتّاب معروفين.

إنني وجدت نفسي متأثراً بشخصية ربّانية قرآنية، وكان تأثّري به لخصوصية موجودة في السيد الشهيد خصوصية جذبتني به وأنا في أرض الغربة .

القرآن الكريم في محاضرات السيد الشهيد هو سرّ انجذابي نحوه، فأنا والحمد لله من الذين كتبوا عن دروسه القرآنية، ودروسه في نهج البلاغة في حياته وفي وقت مبكر، وكانت شرطة الانتربول الدولية تلاحقني لأجل ذلك، لأنّ الكتابة عنه كانت جريمة كبرى .

قابلت أحدهم قريباً ولن أذكر كلّ ما دار بينه وبيني من حوار، كان هذا يجادلني بأنّه وجد الآن بأن الكثرة الكثيرة دخلت في حركة السيد الشهيد بعد ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر وليس لهم معرفة بمباحثه القرآنية.

ولكن محاوري لم يدرك أنني اتفق معه بأنّه بعد تلك الثورة هنالك الكثير من الناس تأثّروا بجانب تلك الدروس القرآنية للشهيد بعوامل أخرى مستجدة، ولم تكن دروسه القرآنية هي العامل الوحيد في إنجذابهم نحوه .

تأثّر بعضهم بالشهيد العظيم، لأنّهم سمعوا عن صفاته الفريدة وعن خصائصة الربّانية التي تجعله في مصاف أولياء الله الذين اصطفاهم واجتباهم .

سمعوا ذلك من تلامذته ومن الذين كانوا حوله بعد أن انتشرت صفاته وخصائصة في كلّ مكان .

وتأثّر فريق من الناس بشهيد القرآن بعد أن جلسوا مع أصحابه وتلامذته وعجبوا من سلوكهم وأخلاقهم ومن ثقافتهم القرآنية ومن معرفتهم العميقة لمضامين كتاب نهج البلاغة للإمام علي عليه السلام .

وتأثّر بعضهم لأنهم وجدوا الذين تربّوا على يد الشهيد يحتملون الأذى والضنك ويتركون المال و الأهل والولد من أجل الحفاظ على أمن الناس ومصالح البلد .

وتأثّر ثلة به لأنّهم وجدوا أنّ الله نصر أتباعه على الذين ظلموهم واعتدوا عليهم .

وتأثّر الكثير به لأنهم رأوا في تلامذته ومن كانوا حوله من العدل والسماحة مع خصومهم ما لم يرى في غيرهم .

وتأثّر غيرهم وغيرهم بشهيد القرآن على طرائق شتّى، والنتيجة أنّه يقال أنّ كلّ الذين تأثّروا به أنّما كانت دروسه القرآنية أحد أسباب التأثّر به، ولكن ليست السبب الوحيد، كما كان بالنسبة لي ولبعض الناس، فنحن تأثّرنا به في الأيام الأولى من خلال دروسه القرآنية .

يجب أذن أن نعلم بأنّ التأثير الأكبر لدينا نحن الذي عرفناه منذ الأيّام الأولى  سببه ” دروسه القرآنية ” الربّانية .. التي عرفتها قبل أن أعرف خصوصياته وصفاته، وقبل معرفتي بأصحابه، وعرفتها حين كان أصحابه لا يعرفون إلّا في حدود مرّان، وعرفتها قبل أن يكون لأصحابة مجلّة أو مكتبة أو قناة.

فدروس شهيد القرآن في الأيّام الأولى كانت مجرّدة من كلّ تلك المؤثّرات المستجدة التي وجدت بعد ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، فكانت دروس الشهيد القرآنية العظيمة هي السبب الوحيد – و لا غير – في إنجذابنا نحو الشهيد .

والذي جعلني أذكر تأثير دروس الشهيد القرآنية، لأنّ محاوري يجادلني محاولاً تجاهل تأثير دروس الشهيد القرآنية.

اليست هذه الدروس هي التي تخرّج على إثرها عظماء كان منهم الشهيد العظيم الدكتور عبدالله حنظل والشهيد العظيم حسن الملصي؟!

إنني اتذكّر سماعي لأحد دروسه القرآنية، وكان حينها محاصراً في مرّان، وسمعت درسه على شريط، وكررت سماعه أكثر من عشرين مرّة .

ومن هنا لا بد لنا أن لا ننسى دروسه القرآنية بسبب الإنشغال بالعوامل المستجدّة التي جعلت الناس ينجذبون نحوه، ولا يصح أبداً أن ننصرف عن العامل الأساسي في حياة الشهيد وهو: دروسة القرآنية التي فيه جنبة إلهامية وربّانية، وكلّ ملازمه – سلام الله عليه – تدور حول فلك القرآن الكريم والسنة الصحيحة وحول نهج البلاغة .

ولا يمكن لنا أن نعرف عظمة شهيد القرآن، و نعرف نعمة الله على أهل اليمن بذلك الرجل العظيم ما لم نتأمل ونتعمّق ونعيد سماع دروسه القرآنية العظيمة، بعيداً عن العوامل الجديدة التي ولدت بعد ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر .

ينبغي لنا مراجعة مباحث معرفة الله في ملازم الشهيد، فملازمه هي التي جذبتنا وهدتنا إلى القرآن من جديد، ولم يكن يخطر في بالي أبداً بأن اولئك المحاصرين مع الشهيد في مرّان الذين كانوا معنا في الإعجاب بدروسه القرآنية سوف ينصرهم الله ويمكنّهم في الأرض .

إننا يجب أن نرجع – مؤقتاً – إلى الخلف ونتجاوز حدود الزمان ونتخطّى نصر الله لجماعة الشهيد – الآن – لنرجع إلى الخلف، إلى مرّان لنجد بعد ذلك كلّه دروسه القرآنية، وحيدة مستقلة بجوهرها وعظمتها وربّانيتها، إنّها دروس تأثّر في وجدان كلّ من سمعها عرف الشهيد أو لم يعرفه، واشهد الله أنني لولا دروسه القرآنية لما كنت من أوائل الذين ذابوا في حبّ الشهيد، ومن أوائل الذين كتبوا عن دروسة وشخصيته وخصائصة .

وفي الأخير لا ينبغي أن ننسى دور دروس الشهيد في انتصاراتنا أمام العدون السعودي، ولا ننسى تأثير دروس الشهيد على مضامين ومحتويات كلّ الزوامل التي تلقى في جبهات مرّان ونجران وبيحان .

You might also like