ثورة 26 سبتمبر منذ القيام حتى ثورة تصحيح المسار..حقائق ومتغيرات!!
إب نيوز ٢٦ سبتمبر
بقلم/عبدالجبار الغراب
كانت لنتائج الحرب العالمية الثانية حقائقها الواضحة لجعلها باكورة إرتكاز يتموضع عليها قوى الشر والاستكبار , وحصادها في أعادة ترتيب الأوضاع التى عصفت بالعديد من دول العالم , وبفعل نتائج الانتصارات التى حققها الأمريكان ومن معهم من الغرب ومعهم الروس والصينيون كان لفرضهم للعديد من المتغيرات الجديدة التى إحدثت تأثيراتها الكبيرة على الوطن العربي والإسلامي بشكل متسارع ومدروس, وبإعداد وترتيب وتخطيط وأفعال وضعتها الدول المنتصرة في الحرب العالمية الثانية ,ليتم إدخالها على أشكال وصور وأوضاع مختلفة عن بعضها البعض لهذه الدوله العربية او تلك!! هذا الحدث العالمي الكبير والمتمثل بإعلان انتهاء الحرب العالمية الثانية وضع العالم في شكل مغاير وجديد انتقل من وضعيه الاحتلال الدائم والتسميه القديمة المعروفة بالبقاء والاستمرار لأكثر من عقود الى إيجاد الأسباب والمسببات لصناعة هذا الحدث او ذاك لجعل والوصاية والقرار بأيادي دول الغرب والشر والإستكبار ومن خلال تغير الانظمه واستبدالها بنظام جديد ومسمى مختلف بما يواكب الأحداث والمتغيرات العالمية, فكان لاختيار مدنية نيويورك في أمريكا مقر دائم لإنشاء منظمة الأمم المتحدة أسسها المنتصرون عام 1945 ليضعوا مختلف الطرق والمسالك والدروب لتحقيق أهدافهم واطماعهم بشكل سهل وبصورة فيها نوع من الرغوب, فكان لهم تأسيس الأمم المتحدة وتحديدها بآليات ثابته للاستمرار في مواصلة استكبارهم العالمي , ولدول أمريكا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين آنذاك كدول دائمه العضوية ولها امتلاك القرار وعندها حق النقض لكل مشروع او قرار يتقدم به هذا او ذاك , لا يتم تمريره الا بموافقه الخمسة الكبار الذين غيروا خارطة العالم بعد الحرب العالمية الثانيه حتى من تم اضافتهم بالتناوب والاستبدال كل عام وهن عشر دول غير دائمه العضوية ليس لهم قرار الا صورة لعنوان تحت مسمى استبداد أسسه الأمريكان واللوبي الصهيوني وراء كل إفتعال!!لتبدأ سيناريوهات عديدة لوضع الترتيبات التى تخدم مصالح الدول الدائمه العضويه ,ليكون لنفس العام إنشائهم لجامعه الدول العربية بقرار بريطاني بحت وتنفيذ عربي سريع! وجعل عاصمة مصر القاهرة مقر دائم لجامعة الدول العربية!!ومن بوابه الصراع العربي مع الكيان الصهيوني وحربهم الاولى عام 1948 إخراجها لنتائج ومتغيرات عصفت بالأنظمة العربية آنذاك , وبإستمرار الاحتلال الأجنبي الفرنسي و البريطاني الواسع والمتواجد في اغلب الدول العربية والايطالي بشكل محدود !! اشتعلت الثورات في عدة بلدان عربيه من اجل وضعها في خارطة جديده قد يكون لقادم السنوات جعلها أوراق من خلال دعم شخصيات محددة وجعلهم على راس السلطة في بعض الدول العربية , وجعل الاستقلال لبعض الدول التى لم يكون للثورات تغيرها لوضع جديد لا يختلف عن سابقة كما حصل في منطقه الخليج وإعلان الأمم المتحدة الاستقلال كما حدث في عمان والكويت والبحرين والإمارات أواخر العام 1977, ومن بوابه المقدسات استوطن الغرب و الأمريكان داخل اراضي نجد والحجاز لتكون لهم الخاصره والحضن للانطلاق منها لتحقيق اطماعهم.
فكانت اليمن موضوعه ضمن خارطة التنفيذ لتغير نظام الحكم فيها بما يواكب المرحلة الجديدة لاجل ضمها ضمن محور تقوده جمهورية مصر العربيه والتى دعمت الثوار في اليمن وتدخلت عسكريا فكان لصباح يوم 26 سبتمبر عام 1962 يوما لإعلان الجمهورية, وها نحن نحتفل في عيدها التاسع والخمسين من انطلاقة شعب ثآر للانتقال في حينها من وضع كان للحكم الملكي واقعا في الكثير من البلدان العربية, وللأوضاع السائدة ومجريات الوقائع المشتعلة جراء المتغيرات التى أحدثتها الحرب العالمية الثانية نصيبها في رسوخ الأذهان, ومواكبة التطورات في التقارب والظهور بالمواقف التى تجعل للتغير مسار في أعاده بلورة الأوضاع, فتنامت الشعور بالقومية العربيه لد اغلب الشعوب العربيه , وبالدعم المصري في ذلك الحين تم إحداث العديد من المتغيرات. ليس في اليمن فقط وإنما في عدة دول عربية , حتى شعار تغير الانظمه الملكية حينها ونقلها الى انظمه جمهورية , والذي كان لتحققه وضوح وبروز في الكثير من البلدان العربيه ومنها اليمن الشمالي سابقا وبدعم ثوري قومي متمثل بمصر وزعيمها الراحل جمال عبدالناصر.
فمنذ قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر والأمال والتطلعات والأحلام رافقت مخيلات الشعب اليمني جيلا بعد جيل لتحقيق الأهداف التى قامت عليها ثورة 26 سبتمبر: والذي تعرضت للكثير من العراقيل المصاحبة لتحقيق كامل الأهداف, فالأدوار تعددت في الخروج والايضاح, واللعب على الكثير من الأوراق, فالسعوديه سابقا وما زالت حاليا :لها أكثر الأدوار في وضع الكثير من العراقيل التى تؤخر عمليات الانطلاق والبناء لليمن, وتخلق المسببات وتضع كامل امانيها في جعل اليمن متخلفا غير متقدم وبعيد عن مواكبة التطورات وليس من حقه البناء والتأسيس لوطن يمني كبير مثله مثل. سائر الشعوب في العالم, وساعدها في ذلك العملاء والخونه من ابناء اليمن, وعلى مدى عقود سارت أوضاع اليمن حسب اماني وتطلعات اسرة بني سعود بالتحديد.
59عام من انطلاق ثورة 26 سبتمبر كان لها المسار في السير وفق منهج وأهداف صنعها شعب قادته المتغيرات العالمية ادخاله في معتركات واماني وأحلام لتحقيق الامن والتقدم والحرية والاستقلال, فقد سارت الأحداث وطالت السنوات وكل اماني الشعب اليمني لتحقيق الأهداف السبتمبرية , ليكون للبروز لإظهار التحقيق لاي هدف ادواره لبعث الامل واسعاد الشعب, صحيح كان. لإعلان الجمهورية ابرازها للكثير من المعالم المنظورة لكافة الجوانب التى اختلفت عن الحكم الملكي من عده جوانب وهي ما كانت الا صور شكليه فقط رسمتها قوى النفوذ المنقاده تحت الولاء و الانصياع للسعوديه, وللمشاهد والملاحظ والمتابع معرفه ذلك, فالرسم للخطه الخمسيه أيام حكم الشهيد ابراهيم الحمدي حقها في السعادة والتبشير وما دامت في عهده تحقق واقع جديد الا وامتدت يد الغدر والخيانة لتحطيم تلك المخططات التنمويه في حقبتها الجديدة.
لتمتد أيادي الولاء والطاعة والخضوع الى قوى الشر والاستكبار وتقع اليمن ضمن الارتهان الذي ليس لشعبها قرار بفعل حقائق وأحداث ومتغيرات تداخلت طيله عقود, لتبقى ذكرى ال26 من سبتمبر خالده في التاريخ كثوره قادها الشعب اليمني بمساعدة قوى عربيه ساندت الشعب بالسلاح وهي جمهورية مصر العربية والتى تختلف عن ثوره ال 21 من سبتمبر المجيدة بقيامها من الداخل اليمني ليثور شعب بأكمله محققا بدون مساعده ولا إسناد أهدافه ومنجازاته ومقاومته لقوى الشر والاستكبار التى عدت عدتها وجيشت الجيوش لاخماد الثورة, وما قامت ثورة ال 21 من سبتمبر الا لمواصلة السير والتصحيح لتحقيق اماني وأحلام الشعب اليمني المفقودة منذ عقود لتشتعل ثورة مباركة وضعت ملامح الحرية والاستقلال هدف لتصحيح المسار , وبناء وطن بعيدا عن التسلط والهيمنة السعوديه والأمريكية, والتى شكلت واقعا مغايرا , وانطلقت في السير على كافه الجوانب التى تحقق للشعب أهدافه ومبتغاة.
فاليمنييون يحتفلون بذكرى ثوارته العظيمة السبتمبرية والتى كان لها أثرها البالغ في رسم العديد من الملامح الجديدة, ورتبت لوقائع عديدة وقادت الى إحداث الكثير من المتغيرات ,فكان لثورة 21 سبتمبر نقلتها النوعية في تصيحيح الكثير من المسارات التى كان للركودها سابقا منذ انطلاق ثورة 26 سبتمبر أفعال وأسباب ولتأخيرها أحداث كان وراءها قوى الشر والاستكبار بعضها انكشف والبعض الأخر في طريقه للانكشاف, وهذا منطلق لتحقيق وتصحيح مسارات أهداف ثورة 26 سبتمبر, وما انكشف وبان اخرجته بالحقائق والدلائل ثورة 21 من سبتمبر العظيمة وحققت الانجاز في زمن قياسي والإعجاز رغم الحرب المفروضة على اليمن واليمنيين منذ سبعة أعوام والحصار لكن كان لثوار ال 21 من سبتمبر اظهارهم لعظمه الشعب واخراجهم لقوة جيش ولجان شعبيه قاومت العدوان وحققت الحرية والاستقلال ورسمت واقع جديد مفروض باراده اليميين فالبناء مسار والحماية والدفاع حقق الأماني والأحلام وهم في قادم الأيام في إضافات متتالية لحصاد كبير من الإنتاج والتطور والنهوض باليمن وشعبها الى مصاف الدول الكبيرة المتقدمة.
والعاقبة للمتقين.