26 سبتمبر ، وأدعياء الوطنيّة
إب نيوز ٢٨ سبتمبر
– هنادي خالد
*الوطن* كلمةٌ قد يعبر البعض عنها بوصفهِ لها أنّها الأُم ، والبعض الحياة ، والبعض يصفُها بأنّها الروح ، المأوىٰ ، الهويّة ، الإنتماءُ ونحن.
ويظل يصدحُ ليلًا نهارًا بإسمِ الوطن والوطنية ، والعهد والولاءِ له ولتُربته ،
*ولكن ؛*
وبدون مقدمات سُرعان مايأتي الوقت الذي تراهُ فيه يُعطي ولاءتهُ المُتخبطة لمن هم وعلىٰ العلن من أعداءِ هذا الوطن ، يُحبهُم ، يُواليهم ، يؤيدهم ويُراوغ أثناء الحديث عنهُم بل ويتجاوز هذه النقاط ليقف في صفِ الدفاع عنهم ، مُكبًا كل تلك الشعارات الرنّانة عن الوطن وراء ظهره ، مُتعصبًا حينًا لحزبٍ ما وأحيانًا لطائفة بإسم المذهبيّة والعُنصريّة.
وبالأمسِ رأينا وسمعنا الكثيرين ممن تشدقوا بإسمِ الوطن لكي يُظهروا للناظرين بأنَّهُم من أحبّاءِ الوطن ومناصريه بل وممن يفدون تربتهُ بإرواحهم ؛
*حُبٌ مصطنع منمّق* ،
ظاهِرهُ الحُب وباطنهُ النِفاق وإن قُلتُ السخرية من هذا الوطن فلا غلو في ذلك ،
*كيف لا*!!
ونحنُ على مدى ستةِ أعوامٍ والوطن يمرُ بأقسى وأصعب وأبشع عدوان ، أحرق بحقدهِ البشرَ والحجر ، الريفَ والحضر ، على مدى أعوامٍ وهم يسمعون صُراخ الثكالى والإيتام ، وينظرون لإشلاء أبناءِ وطنهم مُمزقة بصواريخ أعداءه ، يرون سيادة بلدهم تُنتهك وتربتهُ تُدنس برجسِ الغُزاةِ والمُحتلين ، ولكن للأسف كل ذاك لم يُحرك مشاعر الوطنيةِ في قلوبهم قيد أنمُلة ، ولاحتى مشاعر الغيرةِ والحمية ، *والأدهىٰ* من كل هذا بأنّهُ لم يُحرك فيهم مشاعر الإنسانية ، وفي كُل مرة كُنا نراهم يتأففون من هذا الوطن ، يلعنون حتى عيشهم فيه ، وجميع هذا لايدل سوى دلالة واحدة وهي بإنهم يسخرون منه ، يستبسطون كرامته ، ويستسهلون إنتهاك سيادته ، ويسترخصون دماءَ أبنائه .
فَـ من الطبيعي أن نقف موقف الشكِ اليوم أمام وطنيتهم المصطنعة ، وأن نستغرب وطنيتهم المُرتبطة فقط بذكرى ثورة 26 سبتمبر على وجه الخصوص ، وكأنَّها لم تقم ثورةٌ في تاريخ اليمن غيرها ، وكأنَّه لم يُكتب في قاموس اليمن النضالي سواها ، بالرغم من أنّ هذه الثورة لم تكن سوى إنقلاب بل كانت بمثابةِ مؤامرةٍ خطيرة ، بل خطيرة جدًا وكانت الأيام كفيلة بإعطاء الدليل والبرهان لنا جميعًا ، فرأينا جميع من ألطقوا عليهم لقب ‘ثوّار’ وضعوا اليمن تحت الوصاية والهيمنة الخارجية، دليلٌ قوي تجلّت خلالهُ أهداف ومُنجزات والغاية من ثورةِ السادس والعشرين من سبتمبر .
فَـ عن أي وطنية يتحدثون ، وعن أي ولاءٍ يُعبرون ، وعن أي ثوّارٍ يتغنون !! ؛
فلا للوطنِ كانوا حُماة ، ولا للثورةِ كانوا أهلًا ، ومن كان حالهُ كهؤلاء ينطبق عليهم مِصداق قولهِ تعالىٰ :-
*﴿ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَى كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يُلْقُونَ السَّمْعَ وَأَكْثَرُهُمْ كَاذِبُونَ ﴾* [الشعراء: 221 – 223].
#الحملة_الدولية_لفك_حصار_مطار_صنعاء