الطريق إلى مأرب..!
إب نيوز ١ أكتوبر
مجيب حفظ الله
بالأمس كان شعارهم “قادمون يا صنعاء”.. اليوم وقد صار جيشنا على مشارف مأرب تغير هذا الشعار وصار “لن نسمح بسقوط المدينة بيد الحوثيين”.. هؤلاء قومٌ لا قضية لهم ولا ثوابت..
الحرب كرٌّ وفر لكن المبادئ والثوابت لا يجب أن تتغير وحتى إن حصل فيها تعديلٌ فلخدمة الإنسان لا لتهيئة الظروف لجوقة الفاسدين المفسدين في الأرض..
يشعل الأبطال المسافات بين صنعاء ومأرب من كل الجهات من البيضاء إلى شبوة ومن الشمال إلى الجنوب وقبائل مأرب وأهلها يترقبون الفتح المبين وأعينهم ترقُب الذين عرفوا بالفرار كلما حمي عليهم الوطيس..
لسنا هنا بصدد الحديث عن الانتصارات التي تتحقق سراعاً في الكثير من الجبهات المحيطة بمأرب لأن العين على هذه المدينة التي تمثل وكراً لمرتزقة العدوان ولكننا
نسعى اليوم لتسليط الضوء على حالة الانهيار التي تحدث في صفوف المرتزقة والحديث عن ابرز أسبابها ولعل أحد أبرز أسبابها هو يأس الحاضنة الشعبية في المدن المحتلة من قدرة المرتزقة على الاستمرار في إدارة الدفة في المناطق التي يسيطرون عليها..
ليس بسبب الانهيارات الاقتصادية والحالة المعيشية المتردية فحسب ولكن أيضاً لعدم اهتمام هؤلاء بالناس وما آلت اليه أوضاعهم وانغلاقهم على إرضاء أسيادهم في الرياض وأبوظبي فحسب..
من هذا المنطلق فإن تحرير مدينة البيضاء وما يجري اليوم في عددٍ من مديريات محافظتي مأرب وشبوه صار مفهوماً فالاختراقات التي يحققها أبطالنا في تلك الجبهات مرتبطٌ باقتناع الحاضنة الشعبية في تلك المناطق بأن صنعاء أقرب لهم من مأرب والرياض وعدن وأبوظبي..
على هذا الصعيد بدت تصريحات محافظ مدينة مـأرب التابع لحكومة المرتزقة والحاكم الفعلي لها باسم حزب الإصلاح بدت لافتةً في تحولها نحو التحذير من سقوط مأرب بعد أن كان يدعي أنها رأس الحرب في تحرير الشمال كله من يد الحوثيين على حدِّ زعمهم..
في تصريحٍ نقلته صحيفة “العرب الإماراتية” يقول المدعو سلطان العرادة بأن مأرب “ستظل عصية ولن تسقط في يد من اسماهم بـ “الحوثيين” ولأن نفي النفي إثباتٌ كما يقال فإن هذه التصريحات الاستثنائية ليس لها سوى مدلولٌ واحد هو أن الإخوان بدأوا فعلياً في الخشية من سقوط المدينة بعد أن صارت قوات جيشنا تمخر الأرض من جنوب المدينة وبعد أن قطعت شريان الإمداد الأهم من بيحان شبوه وبعد أن تم تحرير محافظة البيضاء بالكامل من ميليشيات المرتزقة والجماعات التكفيرية المتطرفة..
مخاوف العرادة تأتي بعد أن اشتعلت نيران التحذير من سقوط مأرب في المواقع الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي التابع للمرتزقة الأمر الذي يبعث رسائل لأهل المدينة والقابعين فيها بأن السقوط بات قريباً وأن المسألة هي مسألة وقتٍ فقط..
سقوط معسكرات تابعة للمرتزقة في جوبة مأرب كانت تستخدم لتخزين الأسلحة التي يمدها بها العدوان يؤكد استراتيجية معركة اليوم الممتدة من البيضاء إلى مأرب إلى شبوة ويشير إلى أننا بتنا قاب قوسين من تطهير كل الشمال بل والشرق من المرتزقة وستصبح الطريق الى الجنوب شبه معبدةٍ ليس على الصعيد العسكري فحسب بل على صعيد انقلاب القبائل والحاضنة الشعبية على هؤلاء العملاء والمرتزقة الفاشلين الذين أذاقوا الناس الأمرين في المدن المحتلة ولا يزالون..
حديث العرادة عن سجال الحرب وأنه لا ضير في أن تؤخذ منطقة وتستعاد أخرى يشير بوضوحٍ إلى محاولة الإخوان اقامة سياج حامي لمعنويات التابعين لهم من الانهيار لكن ما يجري على الأرض وفي ميادين المعركة وكل جبهاتها يحول دون إقامة هذا السياج..
المتابع لمواقع التواصل الاجتماعي وعويل أبواق المرتزقة وكذا التحركات الدولية لإيقاف تقدم الجيش اليمني صوب مأرب كل ذلك يؤكد بأن بوصلة النصر تذهب في الاتجاه الصحيح..
عودة مأرب لمكانها ودورها الصحيح بعد تحريرها من مرتزقة العدوان لا يعني بالضرورة نهاية الحرب لكنه اللبنة الأهم في معركة طرد الغازي والمحتل من كل أرض اليمن فالعدو سيصبح أمامنا بعد أن كان المرتزقة يؤخرون تقدمنا بالطعنات الغادرة في خواصرنا.