المسؤولون (الأعباء) !
إب نيوز ٥ أكتوبر
بقلم الشيخ/ عبد المنان السنبلي.
لا أدري بصراحة لماذا يحرص معظم المسئولين وخصوصاً أولئك القائمون على المؤسسات المعنية بتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين على الإنكفاء على أنفسهم والبقاء بعيداً في معزلٍ عن الناس !
أليس حريٌ بهم وفي مثل هذه الظروف الصعبة والإستثنائية التي تمر بها البلاد أن يكونوا أكثر التصاقا بالناس وأكثر قرباً منهم ؟!
فما الذي يمنعهم من ذلك ؟!
ما الذي يمنعهم من النزول الميداني وعلى كافة المستويات إلى المناطق والأحياء والشوارع والحارات بصورة دورية ومستمرة والإستماع إلى الناس وتلمس احتياجاتهم والعمل بحسب الممكن والمتاح على توفير ما أمكن منها، ولن يكونوا أصلاً مطالبين بأكثر من المتاح والممكن ؟!
حتى في المناسبات الموسمية العامة والإحتفالات السنوية الهامة التي يجدون أنفسهم مضطرين للخروج من قماقمهم والإلتقاء بالناس، لا يلتقون بالناس من أجل الإستماع إليهم والنظر في احتياجاتهم و .. ، وإنما فقط لدعوتهم وحثهم على ضرورة الإحتشاد وحضور الفعاليات ليس إلا !
فقد تعود الناس منهم دائماً أن لا يروهم إلا في مثل هذه المناسبات فقط !
ثم بعد ذلك يتسائلون أين الحشود .. ولماذا لم يتجاوب الناس مع دعواتهم هذه !
هل رأيتم أسخف من هكذا مسئولين ؟!
وهل كان مثل هؤلاء يعرفون أصلاً ما هي المسئولية ؟!
تحمل المسئولية يا (باشوات) لا يتطلب الإنكفاء أو البقاء بعيداً في معزلٍ عن الناس ولا يستلزم بأي حالٍ من الأحوال التمترس أو التسمر في البيوت أو خلف عتبات المكاتب !
المسئولية بكل صراحة إذا لم تمارس في الميدان وبصورة يلمسها الناس فإنها باختصار تصبح عبئاً على الدولة وعلى المجتمع !
فهل يعي معظم المسئولين أنهم في مواقعهم ليسوا سوى مجرد أعباءٍ على الدولة والمجتمع ؟!
أنا هنا بصراحة لا أشمل بكلامي هذا كل المسئولين، فهنالك من المسئولين فعلاً من يستحق أن ترفع له قبعة الإحترام من أمثال القاضي عبدالوهاب شرف الدين وكيل أمانة العاصمة وغيره، وإنما أخص به كل أولئك (النرجسيين) المقصرين والمتخاذلين عن تحمل مسئولياتهم وأداء واجبهم .
على أية حال،
تخلوا أيها المسئولون النرجسيون (الأعباء) عن أبراجكم العاجية وانزلوا إلى الناس ..
اقتربوا منهم وعيشوا في أوساطهم وتلمسوا احتياجاتهم وهمومهم ولا تترددوا في أن تقدموا لهم كلٌ من موقع مسئوليته أقصى ما تسمح لكم به الظروف من خدمات وتسهيلاتٍ ممكنة بكل أمانةٍ وصدق وإخلاص وعملٍ واجتهاد .
ما لم فدعوها لمن هو أهلٌ لها وانسحبوا من المشهد بكل هدوء واحترام، فالناس لم تعد تتحمل أعباء تواجدكم على كراسي المسئولية، فالمسئولية في حقيقتها تكليفٌ لا تشريف أو كما قال السيد عبد الملك الحوثي ذات يوم .
#معركة_القواصم