في ذكرى العبور .
إب نيوز ٦ أكتوبر
بقلم الشيخ /عبد المنان السنبلي.
انتصرنا وعبرنا القناة .. نعم انتصرنا بفضل الله ثم بفضل سواعد الرجال الأبطال الذين قدموا أرواحهم فداءً للأمة ولِحقِّها في استعادة حقوقها المغتصبة والسليبة .. انتصرنا وقهرنا المستحيل بعد أن أوشك اليأس أن ينال من عزائمنا وقوانا وإرادتنا وإصرارنا على هزيمة الجيش الذي لا يقهر أو كما كانوا يروجون له.
انتصرنا وأخذنا ببعض ثأرنا، وقلنا يومها نخاطب الشهداء : ناموا قريري العين فقد عزمنا على المضي قدماً والأخذ ببقية الثأر.
انتهت الحرب وقلنا هي فاتحة حروبٍ وانتصاراتٍ قادمة، فقد طوينا بها مسلسل الهزائم وفصول النكبات والنكسات أو هكذا اعتقدنا حين عهدنا بالامر للحكام والساسة، فماذا فعل السياسيون بعد ذلك ؟
هل حافظوا على نصر اكتوبر هذا وساروا على طريقه ونهجه ؟ أم ماذا أحدثوا بعده يا تُرى ؟
لم يفعلوا شيئاً، فقد اقتنعوا بأن تسعة وتسعين بالمائة من أوراق اللعبة في يد أمريكا وأنه لا مجال للعب منفردين على هامش الواحد بالمائة أو هكذا تهيَّأ لهم الأمر ! ومضوا يخطبون ودَّ أمريكا ويستجدون منها شيئاً من الكرامة والكبرياء، فلوحت لهم بطعم السلام وابتلعوه على مراحل !
من هنا بدأ الإنقلاب ليس على نصر اكتوبر فحسب ولكن على كل انتصاراتنا وبطولاتنا العربية عبر التاريخ وجاءت الطآمة الكبرى وحلت الهزائم بدون أن يكلف ذلك إسرائيل حتى شربة ماءٍ واحدة، فنحن من يدفع الثمن دائماً !
وماذا عن فلسطين وقضيتنا المركزية الأولى ؟!
سقوا فلسطين أحلاماً ملونةً
وأطعموها سخيف القول والخطبا
وخلَّفوا القدس فوق الوحل عاريةً
تُبيح عزة نهديها لمن رغِبَا !
هكذا فعل السياسيون من على كراسي الحكم ومازالوا وهكذا صنعوا بعد يوم اكتوبر للأسف الشديد !
فعذراً أيها التاريخ وعذراً أيها المظلومون والمكلومون وعذراً أيها المقاومون والشهداء فقد ذهبت دماءكم وتضحياتكم وأحلامكم هدرا،
فلا خيول بني حمدان راقصةٌ
زهواً، ولا المتنبي مالئٌ حلبا
وقبرُ خالد في حمصٍ نلامسهُ
فيصرخ القبرُ من زُوَّارهِ غضبا !
فبأي ذكرى عبورٍ نحتفل اليوم وقد عبر الصهاينة ووصلوا إلى كل عاصمةٍ وحاضرةٍ عربيةٍ إلا ما شآء الله ؟!
وبأي نصرٍ نفتخر وقد تجرعنا بعده كؤوس الهزائم (الناعمة) أصنافاً وأنواعا حتى الثمالة ؟
يكفيك أن عدانا أهدروا دمنا
ونحن من دمنا نحسو ونحتلبُ !
يكفي أن عرب اليوم لم يعودوا أولئك العرب الذين عاشوا مرارة ولحظة هزيمة (67) ليصنعوا بعدها نصر إكتوبر، فقد قُذِف في قلوبهم الرعب وخُسِفَت منهم الغيرةُ ومُسخَت فيهم كل قيم العروبة والبطولة، وفي أمتي قذفٌ وخسفٌ ومسخ !
#معركة_القواصم