ثورة البن
إب نيوز ٦ أكتوبر
محمد صالح حاتم.
ما اجمل أن تبداء يومك بفنجان قهوة يمنية اصيلة، تفوح منها رائحة البن العديني، الدوائري، والتفاحي،مغلية ًفي جمنة من الفخار اليمني لاصيل، تصب في صينية ٍ حيسية جميلة، توقد على نار هادئة ٍ، تفوح رائحتها الذكية لتعانق السماء فتنتشر كالضباب و تحتضن الجبال بين ذراعيها.
هكذا كان الاباء والأجداد، يبدؤن يومهم، ويكرمون ضيوفهم بقهوة ٍ يمنية ،كعنوان لكرمهم وتقديرا لضيوفهم، ولكن اليوم الوضع اختلف فاصبحنا نشرب الشاهي المستورد من كينيا وتنزانيا والصين، نقدمه للضيوف ليشربوه، ونسينا ثروتنا، واهملنا حزاء اساسي من هويتنا وتاريخنا وحضارتنا، وهو البن اليمني الاصيل، الذي ذاع صيته في مشارق الأرضي ومغاربها، واشتهرت بزراعته اليمن، وكان سفيرنا في كل بقاع العالم، وعبر ميناء المخاء انتشر الى كل الدول، وارتبط اسمه بهذا الميناء موكا كافية
(moca caffee )
وعلى طريق استعادة مكانة البن اليمني، وإعادة امجاد ماضية العريقة، انطلقت شرارة ثورة البن من جبل حراز الشامخة، وسفوح العدين، وبني حماد، ومدرجات ريمة، ومحمية برع، وعتمة، ومن أنس الجود، وخولان صعدة، ومن المحويت وبني العوام وباقي مديريات حجة، ومن عمران، ومن جبال يافع الساحرة التي تطرزها حبات البن، وتحيط بها ناطحات السحاب اليافعية، من المحويت، و الحيمتين وبني مطر، وبني جبر في خولان الطيال انطلقت شرارة ثورة البن معلنة ً اهدافها ماضية ً في تحقيقها، والكل اليوم مطالب بدعمها ومساندتها، فيجب على كل الوزارات والمؤسسة والدوائر الحكومية أن تمنع تناول الشاهي المستورد وأن يكون البن اليمني والقهوة اليمنية هي مايتم تناوله داخل هذه الوزارات والمؤسسة والدوائر، وعلى كل يمني ٍ غيور ٍ علي بلادة وتاريخها ويعتز بحضارتها أن يتوجه لشراء البن اليمني والقهوة اليمنية، وان تكون هي الشراب المفضل، كما هي في بقية دول العالم.
ففي هذه الثورة يجب أن يتم تسجيل وتوصيف البن اليمني وحفظة في السجل الوطني، وكذا جيناته الوراثية التي تعد ملكا ًللشعب اليمني كاملا ً،بهدف الحفاظ عليها،فإذا كان تعداد سكان اليمن اكثر من ثلاثين مليون نسمة يجب أن يتم غرس ثلاثين مليون شجرة بن،فمحصول البن ثروة قومية استراتيجية هامه،يجب الاهتمام بها، وأن لاتنطفي شرارة ثورتها حتى تستعيد تاريخها وامجادها العريقة.