في ذكرى مجزرة سنبان .
إب نيوز ٧ أكتوبر
بقلم الشيخ/ عبد المنان السنبلي.
كنت ومازلت أقول أنه لو لم يكن من جرائم ومجازر العدوان إلا مجزرة سنبان وحدها لكفت بأن أعاديهم أبد الدهر. فهل سمع أولئك النازلون في فنادق الإرتزاق بهذه الجريمة ؟
لم يكن هنالك (رافضيٌ) ولا (مجوسيٌ) ولا (انقلابيٌ) ولا أي غريبٍ واحدٍ من خارج هذه المنطقة. ولم يكن هنالك كذلك ساحة حرب أو خط مواجهة عسكرية أو معسكرات أو مخازن أسلحة أو أي شئٍ من هذا القبيل !
كأنت كأي قريةٍ من قرى اليمن يغلب على أهلها البساطة والطيبة والإرتباط بالعادات والتقاليد اليمنية الأصيلة لولا أنهم أكثر انفتاحاً على التعليم والتمدن من غيرهم قليلاً ..
هنالك في مكانٍ قصي كان المنزل ذو الثلاثة الطوابق ينتصب على أقدامه وكان في هذه الساعة يعج بالإطفال والنساء ويشهد نشاطاً محموماً كأنه خلية نحل لوضع اللمسات الأخيرة لمراسيم استقبال ثلاث عرائس قادمات من مناطق مجاورة.
الثلاثة العرسان من آل غوبة كلٌّ في غرفته الآن قد بدأ يُشيِّع آخر لحظات العزوبية ويستعد في نفس الوقت لاستقبال مولد فصلٍ جديدٍ ومختلفٍ من حياته .
لم يكن أحدٌ منهم يعلم أن هنالك من لا يَسُرَّه أن يرى مثل هكذا مظاهر فرحةٍ على هذه الارض قد بدأ يترصد ويرقب من بعيد من فوق السحاب .
وجاءت اللحظة التي بدأت فيها مواكب العرائس الثلاث بالوصول واحداً بعد آخر وكانت إحدى السيارات الواصلات يقودها صديق طفولتي (عمار) وتقل على متنها أمي (خُضرة) وأمي (خديجة) التي قد طالما ألفت حديثها وصوتها الدافئ الحنون وكذلك أحفادها (ثريا) و(ريهام) و(عفاف) و(هشام) .
أما صديقي الأسد (عم إحدى العرائس) ولأنه لم يجد له متسعاً في هذه السيارة فقد آثر البقاء وتخلف عن المجئ !
وبدأت النساء الوافدات والأطفال بالدخول إلى ذلك البيت بمعية العرائس وبقي الرجال خارجاً وما إن امتلأ البيت بالعدد من النساء والأطفال الذي يطمئن له المجرم السفاح عند ارتكابه مثل هكذ جرائم حتى أطلق لنفسه وطائراته العنان وأجهز في لمح البصر بصاروخٍ متفجر يزن 500 كيلو جرام على ذلك البيت بكل من فيه !
يا للهول !
الأشلاء والشظايا تتطاير في كل مكان حتى لم يسلم منها الواقفون غير بعيد خارجاً من الرجال، فنال صديقي (عمار) وابنه (هشام) نصيبه من تلكم الشظايا شظيةً أو اثنتين أوقعتهما جريحين وأفقدتهما الوعي والذي لم يستعيداه إلا في احدى مستشفيات ذمار، أما أمي (خديجة) وأمي (خُضرة) و(عفاف) و(ثريا) و(ريهام) فقد سقطن جميعاً شهيدات إسوةً بمعظم من كانوا في ذلك المنزل من النساء والأطفال مع أربعة من العرسان والعرائس الذين كانوا داخل المنزل لحظتها.
هكذا وبضغطة زر حول ذلك المجرم السفاح فرح منطقةٍ كاملةٍ إلى مأتمٍ .. وأي مأتم !
هو ذات المجرم الذي استهدف من قبل صالات أفراحٍ وعزاءٍ مماثلةٍ في حجة والجوف ومستبأ وهو ذاته من استهدف لاحقاً الصالة الكبرى وهو من ظل ومازال يستهدف وطناً وشعباً بأكمله منذ أكثر من ست سنواتٍ ثم يأتي بعد ذلك من يقول لك مفاخراً وهو عندهم أصغر الصاغرين :
شكراً سلمان، شكراً إمارات الخير !
صحيح اللي اختشوا ماتوا !
الرحمة والخلود لشهداء مجزرة (سنبان) ولكل شهداء اليمن الأبرار والشفاء لجميع الجرحى .. وعاشت اليمن حرة عزيزة مستقلة، ولا نامت أعين الجبناء .
#معركة_القواصم