لنكون “منهم” حقا ..
إب نيوز ٨ أكتوبر
عبدالملك سام
عندما قال النبي (ص) : “من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم” ، فان هذا يعني أن نطاق هذا الاهتمام لابد وأن يجتاز الأسرة والحارة والمدينة والمحافظة والدولة والإقليم ، والعرق واللون إلى آخر هذه التصنيفات ! وكلمة “منهم” خطيرة فعلا ؛ فقد أخرجت هذه الكلمة الشخص اللامبالي من إطار هذه الأمة ، كما ترتب على هذا الأمر أمور .
من هذه الأمور عدم الاعتراف بالنظرة المذهبية الضيقة ، وعدم جواز أن يظل المسلم متفرجا على ما يجري لمسلمين آخرين ولو كانوا بعيدين عنه ، وتعني ايضا أن ما يؤديه المسلم من فروض دينية وشعائر لا يكفي لكي يحشر مع المسلمين ، وتعني أنه لا يجوز أن يمد المسلم يده في أيدي اعداء دينه ليصفي حساباته مع فئة مسلمة أخرى ، وتعني الكثير والكثير مما يرتكبه المجرمون اليوم باسم الإسلام وهم بعيدون عنه !!
من هنا جاءت خطورة العقائد التكفيرية التي بررت العمالة ، ومن هنا ايضا استطاع الكثيرون من (المسلمين) أن يناموا قريري العين وجزء من هذه الامة يعاني من الظلم والاضطهاد والإجرام ، واخيرا ها نحن نشاهد آثار ما حدث ويحدث حتى وصل المسلمون لهذه الدرجة من الضعف والهوان !
من أسباب القوة التي جعلت النبي (ص) هو ما قام به من توحيد الأمة الصغيرة حتى كبرت . هذه الوحدة التي جعلت دينا يعد اتباعه بالأصابع ليصل فيما بعد لأبعد نقطة على وجه الأرض . هذه النظرة التي جعلت شعوبا بأكملها تغير من نظرتها لمعتقداتها وعاداتها وتقاليدها ، وان تشعر بالانتماء الذي يتعدى اللغة والعرق والمكان والزمان .
هنا ندرك جناية الخيانة والعمالة ، ونعرف بشكل واضح ما موقع هؤلاء عند الله من خسران وهوان ، وآثار هذا الفعل الخسيس على من يفعله في الدنيا قبل الآخرة . كما ندرك أيضا آثار اللامبالاة من قبل البعض الذين يعيشون بيننا وهم يشعرون بأنهم لا يجب أن يفعلوا شيئا ، ويشغلون أنفسهم بآخر أخبار المسلسلات والمباريات والتفاهات في إنتظار معجزة ما من كوكب آخر !!
هؤلاء من وصفهم الله بـ(الأخسرين أعمالا) وبـ(الغافلين) وبـ(الضالين) ؛ ومن المخزي لهم أن نجدهم في يوم ما وهم مذهولين وهم يحاولون تبرير خسارتهم وسوء تقديرهم ؛ فقد خانوا أنفسهم قبل أن يخونوا أمتهم ودينهم ، واليوم مازالوا في فرصة لتدارك ما فاتهم قبل أن يحق الله الحق وأهله ، وليكونوا جزءا ممن شاءوا شرط أن يكونوا متأكدين أنهم ليسوا في صف عدو أمتهم أو مع من وضع يده في يد أعداء دينه ، ولا في صف من يداهن ويتعامل مع المجرمين ضد المسلمين في أي بقعة من بقاع الأرض ، وعلى أساس هذا الأختيار فليتحملوا مسؤولياتهم .. والعاقبة للمتقين .