اجتماع “الفشنك” !
إب نيوز ٢٣ أكتوبر
عبدالملك سام
مجلس الأمن اجتمع واعلن عن قرارات جديدة ظنا منه – وبعض الظن إثم – أن هذه القرارات يمكن أن تخيفنا أو تثنينا عن حسم معركة مأرب ، وبالعكس ، نحن بفضل هذه القرارات بتنا نعرف أننا نتحرك بشكل صحيح ، وادركنا موضع الوجع الحقيقي لقوى العدوان الأمريكي السعودي .
بفضل تجبر وظلم قوى الاستكبار ما عادت هذه القرارات تؤثر فينا ، بل على العكس ، أصبحنا نعرف أنهم متى لجأوا لهذه القرارات فهذا يعني أنهم عاجزون تماما على أرض المعركة ، وهذا ما جعلنا ، بعد سنوات من المفاوضات ، ندرك أنه لا فائدة ترجى من التنديد والوعيد ، وأن التفاوض مع هذه الانظمة لا يمكن أن يتم إلا بطريقة واحدة ألا وهي عبر فوهات البنادق .
عاصمة مقابل عاصمة .. بحسب هذه المعادلة تم قصف شرق الرياض بعد ساعات من قصف صنعاء ، وطبعا الضربة الأخيرة والتي أدت لمقتل قيادات عسكرية سعودية لابد أن تمر دون رد ، وسيبتلع آل سعود الاهانة شاؤوا أم أبوا ، وطالما قرروا أن يتمادوا في عدوانهم على الشعب اليمني ، فليذوقوا وبال أمرهم !
مأرب لنا ، والمبادرة القطرية لا تهدف لحماية قادة الاصلاح بقدر ما تحاول الحفاظ على أذرعها سليمة لتستخدمها مستقبلا ، وهذا ليس في صالح اليمن ولا اليمنيين ولا حتى قادة الاصلاح ، ولقادة الاصلاح اقول ناصحا : لن يكون الاجنبي أحرص عليكم وعلى عائلاتكم ومستقبلكم من ابناء بلدكم ، فقط جربوا ان تتجهوا نحو صنعاء بقلوب صادقة تبحث عن مصلحة بلدكم وابناء شعبكم ، ويكفيكم ماقد سلف .
خلال الفترة القادمة علينا جميعا ان ندعم اي مساعي لتحرير مأرب ، مهما كانت التصريحات ، أما أصحاب القلوب الضعيفة فأنصحهم ان يكفوا عن متابعة الأخبار لفترة حتى يقضي الله أمرا .. لا تراجع عن الهدف ، وليجتمع من يجتمع ، وليبكي من يبكي . ما يهمنا الآن هو : ماذا بعد مأرب ؟!! أما اجتماع مجلس الأمن أو حتى مجلس الكون فلا يمكن أن يثنينا عن حقنا الذي منحناه الله بالعيش بكرامة ، وهذه الاجتماعات لا تقدم ولا تؤخر .
الاخوة في سلطنة عمان الشقيقة مطالبين ان يكونوا على استعداد خلال الفترة القادمة لاجراء اتصالات تخص الشأن اليمني ، وعليهم ان يتأكدوا اكثر من الضمانات المطروحة قبل الخوض في اي نقاش ؛ فجميعنا شاهدنا مدى الاستهتار الذي ابداه النظامين الامريكي والسعودي مؤخرا بما تم عرضه والموافقة عليه من قبل جميع الأطراف ، ولكن لم يلتزم طرف العدوان بما تم الاتفاق عليه ، والنتيجة هي هذا التخبط والسقوط لموقفهم .
كما تعودنا نحن ، في كل عام مع مرور ذكرى المولد النبوي الشريف يأتي بعدها فرج من الله ومواساة للشعب اليمني الصامد ، وهذا العام لاحت تباشير النصر ، وبإذن الله لن تأتي الذكرى العام القادم إلا ونحن نحتفل بهذه المناسبة مع المسلمين جميعا ، والعاقبة للمتقين .