عبد الباري عطوان : هل سينطلق صاروخ المقاومة الاول باتجاه منصات الغاز والنفط الإسرائيلية حسب قراءتنا لما بين سطور خطاب “السيد”؟
Share
إبنيوز ٢٣ أكتوبر
عبد الباري عطوان :
هل سينطلق صاروخ المقاومة الاول باتجاه منصات الغاز والنفط الإسرائيلية حسب قراءتنا لما بين سطور خطاب “السيد”؟ ولماذا أشار الى مؤتمر التطبيع في أربيل تحديدا؟ وكيف عاد الجنرالات يتحدثون مجددا عن مخازن “الامونيا” في حيفا؟
ان يربط السيد حسن نصر الله في خطابه الذي القاه مساء امس (الجمعة) بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، بين التطبيع العربي واحتياطات النفط والغاز اللبنانية من ناحية، والاطماع الإسرائيلية للسيطرة عليها، وسرقتها، فان هذا الربط يعطي مؤشرا واضحا بأن هذين الملفين، قد يكونا، بصورة او بأخرى، الشرارة التي يمكن ان تشعل فتيل أي حرب قادمة في المنطقة.
لا نختلف مع السيد نصر الله في توصيفه لمؤتمر التطبيع في أربيل الشهر الماضي بأنه كان مجرد “بالون اختبار” لإحداث اختراق إسرائيلي على الجبهة العراقية انطلاقا من كردستان، ونزيد عليه بأنه، أي المؤتمر، الذي رعته جهات قريبة من دولة الاحتلال (ابن شمعون بيريز) والولايات المتحدة، كان تجسيدا لمشروع الفتنة الطائفية لتمزيق العراق، وضرب اذرع المقاومة العسكرية والسياسية المتنامية فيه، ولعل ما يدور حاليا من توتر على أرضية نتائج الانتخابات الأخيرة، واتهامات بالتزوير والفبركة ابرز الأدلة في هذا المضمار.
ربما لهذا السبب تحديدا ناشد “السيد” علماء المسلمين بالدعوة الى الوحدة الإسلامية، والتصدي لمؤامرة الفتنة الطائفية والعرقية هذه التي يتبناها الأعداء في الوقت الراهن.
***
في لبنان تياران رئيسيان لهما امتدادات في المنطقة، الأول مرتبط ارتباطا استراتيجيا مع مشروع الفتنة الأمريكي الإسرائيلي، ويتبنى اجنداته، وابرزها تقديم تنازلات كبيرة للدولة العبرية في ملف الغاز والنفط اللبناني، وجر البلاد الى حرب أهلية لإشغال سلاح المقاومة واستنزافه، مقابل الحماية، والدعم الإسرائيلي في هذه الحرب القادمة، وربما الوشيكة، والتيار الثاني مقاوم صلب يتمسك بالثوابت والحقوق العربية الإسلامية في فلسطين ولبنان والمنطقة، ولن يتردد في اتخاذ كل الوسائل، بما فيها المقاومة والحرب للدفاع عن هذه الحقوق وحمايتها.
ربما للمرة العاشرة، يعيد السيد نصر الله التذكير بأن قدرات المقاومة العسكرية جرى اعدادها للدفاع عن لبنان وارضه ونفطه وغازه وسيادته، في مواجهة الاطماع الإسرائيلية، أي ليس للدفاع عن فلسطين وسورية وربما العراق قريبا فقط مثلما يروج الطابور الخامس الإسرائيلي في لبنان وبعض الدول العربية، والخليج خاصة.
العبارة الأهم والاجّد في خطاب الامس ويعكف القادة العسكريون الإسرائيليون على تحليلها، ودفعت قيادتهم الى اجراء مناورات عسكرية استعدادا لمواجهة أي تطبيقات عملية لها، تلك التي قال فيها “السيد”، ونحن ننقل هنا حرفيا، “المقاومة في لبنان عندما تجد ان نفط لبنان وغازه في دائرة الخطر، وفي المنطقة المتنازع عليها مع العدو الصهيوني، ستتصرف على هذا الأساس، وهي قادرة على ان تتصرف على هذا الأساس”.
المحللون العسكريون الإسرائيليون، ومعظمهم من الجنرالات المتقاعدين وينتمون الى عصر إسرائيلي بائد، كان جيشهم وسلاحهم الجوي يحسم الحروب في ساعات، بدأوا يتحدثون بجدية عن احتمالات انفجار “حرب جديدة” على الجبهة اللبنانية مع “حزب الله” ويؤكدون ان الاستعداد لها قد بدأ عمليا، وسينعكس في المناورات التي ستجري في الأسبوع المقبل، وجوهرها محاكاة هجوم صاروخي على منطقة صناعية مجاورة لميناء حيفا مكتظة بالسكان وتحتوي على مخازن لمواد خطيرة سامة من بينها نترات الأمونيا.
مؤتمر أربيل التطبيعي الذي أشار اليه “السيد” متعمدا فشل، وحكومة حزب العدالة والتنمية “الإسلامي” المغربي التي وقع رئيسها اتفاق التطبيع اسقطها الشعب بالانتخابات الأخيرة رغم محاولات النفي بشراسة، وخسرت 90 بالمئة من مقاعدها، والدور قادم بإذن الله على الثلاثي السوداني “البرهان، حمدوك وحميدتي” الذي خرج عن الصف العربي والإسلامي، واعتقد ان خلاص السودان من ازماته بالارتماء في أحضان تل ابيب فجاءت النتائج عكسية وثورة شعبية.
***
المعسكر الأمريكي الإسرائيلي وحلفاؤه العرب يخرجون من هزيمة ليقعوا في أخرى، في اليمن والعراق وسورية، وأفغانستان، وفلسطين المحتلة، وسيواجهون المصير نفسه في لبنان، ولعل قصف قاعدة “التنف” الامريكية بالصواريخ والمسيرات، اسوة بقاعدة “عين الأسد” المجاورة في الانبار، بعد الغارة الإسرائيلية على مدينة تدمر هي البداية لمرحلة “الرد” في جميع الأوقات، وكل الأماكن، وليس “في الزمان والمكان المناسبين”.
الصاروخ الأول القادم، وعلى ضوء خطاب السيد نصر الله الأخير، يد ينطلق بإتجاه منصات استخراج الغاز والنفط الإسرائيلية في البحر المتوسط، اما الثاني، وربما في التوقيت نفسه، قد يتوجه الى مخازن المواد الخطيرة في المناطق المجاورة لحيفا، حسب توقعات الخبراء العسكريين الإسرائيليين انفسهم.. والله اعلم.