من هم.. ومن نحن؟
إب نيوز ٢٦ أكتوبر
سعاد الشامي
هم المعتدون المجرمون المثقلون بدماء الأبرياء، والغارقون في وحل الإجرام..
هم شِرار البشر وأقبحهم سيرةً وأخبثهم سريرةً، وأكثرهم تربصًا بالأحرار..
أولئك الطغاة الذين لا يرتدعون عن سفك الدماء البريئة، ولا يرعوون عن قتل الأنفس المحرَّمة.. من ترونهم في نزَوات الشر دائبين، وعن دروب الخير راغبين، وإلى اقتراف الجرائم مسارعين..
ونحن الأحرار الثائرون، الحاملون لواء الحق والذائدون عن حُرُم الله والمدافعون عن أرضنا وعِرضنا وعدالة قضيتنا..
نحن الحامون للأنفس البريئة والدماء المعصومة، الحافظون للكرامات المُصونة..
أوائل البشرية أصلًا وأكثرهم إيمانًا وأصوبهم رأيًا وأرقّهم قلوبا وأليَنهم أفئدة..
نحن من نقهر ببأسنا وصمودنا طواغيت الأرض، ونمرِّغ أنوفهم في وحل الهزيمة والخزي..
إنّا المجاهدون المؤمنون أصحاب النفوس الفيّاضة بالتقوى، الطامحة إلى الجنة والمتطلعة إلى الفوز برضوان الله وفلاحه..
هم المُحدِقون إلى بلدنا بعيون الطمع والتآمر، المشغولون بأرضنا بعقول النهب والاحتلال..
الموغلون في صدورنا بخناجر الحقد، النافثون في وجوهنا سموم الكراهية، والحائكون حولنا نسيج العِداء وخيوط الدسائس..
ونحن أبناء اليمن البارُّون بأمهم، المدافعون عنها والذائدون عنها من غوائل الغزاة وأخطار المستكبرين، والحائلون دون تحقيق أطماعهم الخبيثة وتنفيذ مخططاتهم المشؤومة وفرض هيمنتهم المتبجِّحة!
هم الراقصون مع الشياطين على مسرح الضلال، المائلون عن طريق الرشاد والبعيدون عن جادّة الصواب..
أولئك عُمي البصائر وسفهاء الآراء، المتخبّطون في دياجير التّيه والضياع، والمتردون في مهاوي الإثم والعدوان..
أصحاب النفوس الأمّارة بالسوء وأولي العقول المريضة والعقائد الفاسدة والثقافات المغلوطة..
ونحن من أشرقت بنور الإيمان قلوبنا، وعُمِّرت بأسس الاستقامة حياتنا، واعتصمت بحبل الحق نفوسنا..
أهل الفِطنة والرزانة، وذوو الفصاحة والحضارة..
نحن من عرفهم التاريخ بالآراء الصائبة والعقول الراجحة والبصائر المتوقدة، السائرون في درب الولاء لله ورسوله وأئمّته، والمستنيرون بهدى القرآن ونور الإسلام ومشكاة الرحمن..!
هم الوحوش البربرية، المستهترون بقداسة الأرواح البشرية..
أرباب الحماقة والغواية والضلالة، متأزمّو العواطف وفقراء القيم.. من وأدوا في غياهب الضلال إنسانيتهم، وباعوا لزبانية الشيطان ضمائرهم!
ونحن ضحايا مجازرهم الوحشية، وأهداف عدوان الغاشم، المغدورون بتحالفاتهم الشيطانية، والمستهدَفون بحربهم الإجرامية..
من تفحَّم أطفالنا بحِمم نيرانهم، وعَلِقت نساؤنا تحت أنقاض غاراتهم، وتناثر شيوخنا أشلاءً بصواريخهم..
نحن من وقف العالم يتفرّج على طفولتنا وهي تُذبَح من الوريد إلى الوريد، ويتغاضى عن دمائنا وهي تُسفَك، ويتعامي عن كرامتنا وهي تُنتَهك، دون أن يُحرك أيًا من ذلك لهم ساكنًا أو يوقظ لهم ضميرًا..!
هم من ألِفوا الذلة وارتضَوا العبودية واستمرأوا المهانة، الغارقون في مستنقع العمالة، والطوّافون في فلك الارتزاق والاستعباد..
أولئك الرقيق في سوق النخاسة، الغارقون في وحل الدناءة، المرتمون في حضن الصهيونية والخانعون أقدام تحت الماسونية.. مَن فقدوا كرامتهم وباعوا ضمائرهم وأرخصوا نفوسهم!
ونحن أصحاب الكرامة وأرباب الشهامة وعشاق الشهادة، المنزَّهون عن مشاعر الذل، والرافضون لحياة المهانة.. مَن تجري بالحرية عروقنا وتشرق بالعزة وجوهنا، وتشمخ بالإباء نفوسنا، وتصدح بـ (هيهات) حناجرنا..
نحن المفعمون بإحساس الشموخ والمشبَعون بروح الحرية، لا نُقرّ بالعبودية إلا لخالقنا، ولا نعلن البراءة إلا لأعدائه وأعدائنا، ولا نعتدي إلا على من اعتدى علينا..!
هم المهزومون في ساحات المواجهة، المهزوزون في ميدان السياسة، المأزومون في مضمار الإنسانية، المتخبّطون في دروب الغواية، المعتادون على الخداع والتضليل في مجال الفكر والثقافة، والمُترعَون بأحاسيس الرعب والانكسار والمهانة..
ونحن من ربط الله على قلوبنا وقوّى عزائمنا، ومسح بالسكينة على قروحنا، وعلى وشد بالتأييد أزرنا، وأكرمنا بالانتصارات على عدوّه وعدونا..
نحن من اقتفينا آثار الهدى، واستشعرنا معاني الجهاد، ولمسنا بشائر النصر؛ فقرّت عيوننا واطمأنت نفوسنا، وصرنا بفضل الله أعز شأنًا وأعلى صوتًا وأكثر قوةً وأشد تنكيلًا بالغزاة والمعتدين..
وها نحن اليوم نسطر على صفحات التاريخ أعظم الملاحم البطولية وأشجع المواقف الرجولية، ونقدم للعالم أنصع النماذج الجهادية وأبلغ الدروس الإيمانية.
أولئك هم، وهولاء نحن.. وشتّان بين السالكين درب الشيطان، والسائرين بهدى الرحمن..!