السعودية تشقَقَت من الداخل وهآنَت خارجياََ، وتركيا ستكون البديل عنها في لبنان.
إب نيوز ٢ نوفمبر
كتب/ اسماعيل النجّار:
ما بُنِيَ قصرٌ من جليد إلَّا وأذابته حرارة الشمس.
وما شُيِّدَ صَرحٌ على الملح إلَّا وتكفّلت المياه بتحطيمهِ.
هذه هيَ حقيقة السياسات السعودية في لبنان والعالم أجمَع!
آل سعود، أظهروا بأساََ شديداََ على مواطنيهم، ومارسوا الظلم السياسي والقضائي، بكل أشكاله،حيث أصبحت بوصلة الحريات السياسية العامة تتَجِه فقط نحو التعبير عن رأيِك، في كره إيران والشيعةإذا كنت كذلك”والجهاد” ضدهم، وتفجير نفسك بهم و قتلهم.
لكن، أن تحاول التعبِير عن حبك لفلسطين، أو تعلن وقوفك إلى جانب قضيتهاالمُحِقَة، وتجاهربعدائك للعدو الصهيوني، أو أن تعترض على الِانبطاح والتطبيع، فستتحوَل،بمنطقهم الأعوج، إلى كافر، ويصبح الأمر جريمة تُعتَقَل لأجلها، وتحكَم بالإعدام تعزيراََ وسط الساحة العامة، بِلا رحمة أو شفقة أو إستئناف!
أما في السياسة الخارجية السعودية، فهناك وجهان!
الأوّل : اِنبطاحيٌّ خيانيّ تطبيعي جبان، لا يتجرَّأ ملك المملكةوولي عهدها على الردّعلى إهانات أصغر مسؤول أميركي لهم، ولا يتجرَّأون حتى على الدفاع عن أنفسهِم أو وُجهَة نظَرَهِم.
الثاني: وهوَ لئيم حاقد، عابس، مجرم سفاح، مارسَ من خلاله ابن سلمان كل أعمال الإجرام والتنكيل، وقَلَّدَ كل ما شاهده من أفلام فيديو قصيرة، عن إنتقامات تجارالمخدرات الكولومبيين، وأفلام بينهم، بعضهم مع البعض، وسيلفستر ستالون المُلقَب ب (رامبو) التي أثرَت فيه، ودفعته إلى استدراج جمال خاشقجي الى قنصلية بلاده في إسطنبول، وخنقه وسحب دمائه عبر آلة خاصة وتقطيعهِ بمنشار كهربائي.
أماسيلفستر ستالون،فقد ترَك في رأس ولي العهد وصدره هَوَس إشعال الحروب، وعندما حاول أن يذهب للمنازلة بشكل شخصي ومباشر مع اليمن، جمعَ حوله تحالفاََ من سبع عشرة دولة مجرمة تشبهه تماماََ، وشَنَّ عليها حرباََ أسماها عاصفة (الهَزم)، التي رَدَّ عليها أنصار الله بالتصدي لها بحزم وقوة وثبات، فانتصرَ السيد عبدالملك الحوثي بحزمه، وانهزمَ الدب الداشر بجبنِه، حيث قتله حقده وقضىَ عليه غروره.
ابن سلمان، الدب السعودي الداشر التائه في صحراء نَجد الذهبية، بين جِمال الرَعي والحقد، حاول الِاستقواء على سوريا وتدميرها وإركاعها، لكنّ أسودها هزموه ودفنوا أحلامه وطموحاته، بين مقام السيدة سُكَينَة ومقام السيدة زينب عقيلة بَني هاشم عليهم السلام، وحطموا أسطورة أكثر من مئَة فصيل تابع لهم، ومرّغوا أنف سلمان الأب، في وحول بساتين كفرسوسة وقرى الغوطة الشرقية بكاملها.
لبنان كان إحدى محطات سلمان وولدهِ الأخيرةفي بلادالشام، فاستعاض عنه بإسرائيل المصطنعة، معتقداََ أن عمره من خلالها سيطول، وسلطانه سيدوم، غافلاََ عن حجم قرار وقدرات مِحوَر المقاومَة التي أصبحت تحيط بهم من كل الجهات.
بالمال والثروة، وبعرق العمال الذين لجأوا إلى المملكة، يحاول النظام السعودي تركيع لبنان، مستغلاََالحصار الذي يفرضه عليه، إلى جانب أمريكا والغرب، محاولين سلب وطن الأرز ما تبقى لديه من سيادة، وكرامة حافظت عليها المقاومة، من خلال جهادها وقتالها للعدو الصهيوني عقوداََ طويلة ولا تزال.
لقد وقفَ لبنان شامخاََ بوجه الِاستعراض السعودي الإماراتي رافعاََ الصوت، ِ(بكلا مدوّية) وك بلاطويلة) للِانبطاح؛ فَمَن أراد أن يلتحق برَكْبِ هذين البلدين المنبطحين أمام إسرائيل، تُفتح أمامه طرقات المطار مفتوحة، وهوَ مُعفىََ من الرسوم، ومَن أراد لبنان وطناََ عزيزاََ مقتدراََ غنياََ مستغنياََ، وقَف إلى جانب الحق وصوتِه فيه، المتمثلان بالوزير جورج قرداحي، الحجة السعودية الواهية، وبالمقاومة البطلة.
التَنَمُّر السعوديُّ الإماراتيُّ على لبنان واللبنانيين، يأتي من خلفية سعودية إستعلائية، بسبب انبطاح فريق كبير من اللبنانيين أمامهم، وعلى رأسهم تيار المستقبل الذي يمثل الأكثرية السُنِّيَّة الحاكمة في لبنان، والتي أصبحت اليوم بلا رأس قيادي،أومرجعية سياسية موحدَة.
تركيا التي صَوَّتَ برلمانها،منذ أسبوع، على السماح للجيش التركي بالعمل العسكري خارج حدود البلاد، وتم تحديد لبنان كأحد أهداف هذا العمل له، تحاول أن تملأ الفراغ الصهيوسعودي، ليصبح الحضور الصهيوعثماني هوَ سيد الساحة اللبنانية، كبديل عن السعوديين، لكن بشكل مختلف نعتبره ضرباًمن الجنون وسنواجهه بكل تأكيد.
المخطط يقضي بوضع تركيا في مواجهة إيران وحزب الله، ليتسنى للعدو الصهيوني محاولة استغفال الحزب ومهاجمته، وأخذه على حين غِرَّة، لكنَّ الأمر لَن ينجح حُكماً، وعين المقاومة مفتوحة ساهرة.
السعودي والإماراتي يغادران اليوم لبنان تاركَيْنِ خلفهما ساحةًسُنِّيَةمشتتَة مفَتَّتَة مشرذمة وضعيفة، تتناتشها جموع السياسيين المنشقِّين والطامحين، ودارَ فتوَىَ يفرك بيديه عاجزاََ، حيث أصبحت معراب عُنوَةََ قبلته السياسية،بعدأن كانت السعودية هيَ قبلته الدينية والسياسية.
لقد قضىَ الله أمراََ كانَ مفعولاََ، بعدما حَوَّلَ السفير السعودي وليد البخاري قبلتهم نحو بيت سمير جعجع، بأمرٍ ملكي، وأهداهُ المصحف الذهبي الذي كانَ يُقَدَّم إلى دار الفتوى في كل عام، وهذه رسالة فهمها جميع الساسة السُنَّة.
حزب الله الذي يخوض معركة أكثر من نصف دائرية، يُسنِدُ أكتافة إلى جبل قاسيون في سوريا الأسد ودمشق العز والكرامة، التي أصبحت تشكل عمقاََ استراتيجياََ،سياسياََوعسكرياََ له، يستند إليها مطمئناََ، وهو يراقب كل ما يجري على الساحات: الدولية والإقليمية والداخلية.
لذلك،نؤكد أنّ العثمانيين الذين فشلوا في تغيير النظام في سوريا، و انهزمَ مشروعهم في ليبيا وأذربيجان، لن ينجحوا في لبنان، ولن تطأ أقدامهم أرضه، لا شمالاََ ولا وسطاََ، لا بالمباشر ولابالوكالة،فحزب الله يرصد تحركاتهم شمالاََ وجنوباََ وساحلاََ وجبلاََ وبقاعاََ، وسيقوم بما تقتضي وتملي عليه الظروف تجاه هذه التحركات، لكنّ بقاء الحكومة اللبنانية، أو رحيلها الذي يحتل اليوم مساحةواسعةًمن التكهنات والحوارات، وفي الإعلام، سيتقرر مصيرها قريباََ، وبعدها سيُبنَىَ على الشيء مقتضاه.
مركز الأرصاد السياسية الدولية يؤكد رفض باريس وواشنطن استقالة الحكومة اللبنانية، كما يؤكد رفض حزب الله إقالة الوزير قرداحي الذي يرفض الإعتذار أو الإستقالة،وبين هذه المواقف،والمواقف السعوديةالإماراتية تتحرك دبلوماسية الحل الوسط، التي يقودها وزير الخارجية اللبنانية عبدالله بوحبيب،بالتنسيق مع الدوحةوباريس، لفتح كُوَّةفي الجدارالسميك الذي بنته الرياض.
المعلومات الهندسية الأولية تؤكد فشل المساعي، كَون ما يمارسه ولي العهد السعودي والإماراتي هوَماراتون رياضي، بسباق الجِمال، وليسَ دبلوماسيةَ دَولٍ محترمة، حيث تحولت هاتين الدولتين: السعودية والإمارات، الى حمارين يحملان الذهب النفيس، فليقيان الرعاية الدولية، كرمَىَ لسعر الذهب الثمين، وليس لقيمة الحمارين اللذَيْنِ يملكانِه.
*2/11/2021